العنوان خلف القضبان.. أحرار
الكاتب محمد حمزة
تاريخ النشر الثلاثاء 26-أكتوبر-1999
مشاهدات 20
نشر في العدد 1373
نشر في الصفحة 27
الثلاثاء 26-أكتوبر-1999
قبل قرابة خمس سنوات.. أعلن القبض على «تنظيم سري!!» للإخوان المسلمين في مصر، وكانت النوايا واضحة في تجريم قادة العمل السياسي والنقابي عند الإخوان.
وتحولت النوايا إلى محاكم عسكرية.. احتسبها الإخوان جهادًا في سبيل الله.
تركوا نساءهم وأبناءهم وبناتهم.. وأعمالهم وديعة عند من لا تضيع ودائعه، فحفظهم بحفظه.. ورعاهم بعينه التي لا تنام.
ظنت الحكومة المصرية أن الزمن كفيل بأن ينسي الناس أسماء هذه الكوكبة وهؤلاء الرجال.. فخاب الظن.. وبقيت التهمة عالقة بأذيال من لفقوها.. كما بقيت أسماء المحتسبين في ضمير كل من عرفهم واقترب منهم.
وحسب الإخوان حساب الزمن، ولكن بشكل آخر.. إنه كفيل بمداواة الجراح.. كما أنه كفيل بإصلاح ما فات حتى ولو كان الثمن حريتهم.. وانعتاقهم..
ماذا فعل الإخوان حتى يقدموا إلى المحاكم... ويسجنوا... اللهم لا شيء سوى أنهم نادوا بالطهر والعفاف.. وبالإصلاح؟
ماذا فعل د. عصام العريان، ود. عبد المنعم أبو الفتوح، ود. محمد حبيب... أليسوا رموزًا وطنية تفخر بهم البلاد إن انتبه القوم إلى ما بين أيديهم من كنوز؟
ثم كانت الطامة الأخرى.. القبض على عشرين من النوعية نفسها الأسبوع الماضي.. أطباء.. مهندسين.. معلمين.. بيطريين.. وكلهم نقابيون... أما السائق الذي كان معهم فقد أفرجوا عنه.. لأنهم ببساطة يبحثون عن نقابيين وساسة.
والتهمة كالعادة «تنظيم سري جديد للإخوان المسلمين».
ما أكثر هذه التنظيمات.. التي يتم القبض عليها بين الحين والآخر.
ويا لسذاجة المرء، كنت أظن بل وأجادل في حتمية التغيير، وأن الساسة في بلاد المحروسة سوف يبدأون صفحة جديدة من الحب والتسامح من أجل البلاد، فإذا بالسطر الأول من الصفحة الأولى يكتب بمداد أسود، على صفحات أشد سوادًا، وتبين لي أن الثبات على القديم ربما يكون أفضل بكثير من التغيير بهذه الطريقة.
على أي حال، فلا خوف ولا حزن على من تم القبض عليهم.. فهم رجال عرفوا الحق.. والحب.. فلم يحيدوا، ونسأل الله لهم الثبات.. ولم يكرهوا رغم تكاثر الأعداء.
صدقوني.. ليس بمثل هذه الطريقة يمكن إثناء الإخوان عن طريقهم.. ولو كان الأمر كذلك.. لنجح الأولون...!
هؤلاء يحيلون السجون جنات
ينعم فيها من حرم الحرية
ليلهم قيام... ونهارهم صيام
وتلاوة قرآن بكرة وعشية
هؤلاء يا سادة هم السادة
في عصر العبودية
خلف القضبان أحرار
وأنتم خارجها...
تنشدون الحرية...
حسبنا الله ونعم الوكيل.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل