العنوان خواطر من محنة سوريا
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 03-يوليو-1979
مشاهدات 18
نشر في العدد 452
نشر في الصفحة 22
الثلاثاء 03-يوليو-1979
«أين ذهبت مساعدات المملكة والخليج في سوريا»
أشرنا في عدد سابق إلى الفضيحة التي جلل بها السادات خطواته الخيانية حيث اعترف فقط بخمسمائة مليون دولار من أصل كذا مليار دولار قدمتها له دول الخليج والمملكة العربية السعودية وتساءلنا أين ذهبت المبالغ؟ ولكن بعد فوات الأوان.
أما اليوم فإننا نطرح نفس السؤال بعد أن أدرك الناس جميعًا الدور المتخاذل التي تقوم به السلطة الحاكمة في سوريا ولوحظ الثراء الفاحش المفاجئ على بعض العناصر المتسلطة: أين ذهب المساعدات التي تلقتها السلطة الحاكمة في سوريا من المملكة ودول الخليج هل حقيقة أن الدعم الذي أرسل لسوريا دخل خزينة الدولة أو أن ما حصل في مصر تكرر في سوريا. ما رأيكم لو طلب من سوريا تقديم كشوف للحساب قبل فوات الفرصة. نحن نعتقد أن النتيجة قد لا تكون سارة مطلقًا، ولكنها هامة جدًا لكي تعرف الحكومات وشعوب الدول الممدة أين تذهب أموالها المواجهة اليهود أم للملذات وتقتيل إخوتنا المسلمين وتدبيج الخيانات وتسليم الأراضي للأعداء؟
ما هذا التخطيط يا وزير داخلية سوريا
التصريح اللا مسؤول الذي أطلقه وزير داخلية سوريا حول مطاردة الإخوان المسلمين دول في الخليج آثار موجة شديدة من الاستياء فهل يظن هذا الوزير الذي لطخت يده بدماء الأبرياء ان الخليج محافظة من محافظات سوريا يبسط عليها تسلطه النصيري، إن الخليج ليس فيه حكومات تحميه وحمي رعايا لذا يحق لجماعته النصيرية وأن تعينه وصيًا عليه؟ أم أنه لا يعلم أن أهل الخليج لا يفرقون بين الإخوان المسلمين الذين طبقت سمعتهم الطيبة الآفاق وبين العنصريين الذين قتلوا الأبرياء وانتهكوا الأعراض وزرعوا الرعب في سوريا ويقبضون الأموال من دول الخليج بحجة مجابهة العدو اليهودي والإمبريالي:
إلا فاعلم يا وزير داخلية سوريا أن أهل الخليج وقلوبهم مفتوحة لكل مسلم يتعرض للاضطهاد العنصري النصيري في سوريا أو غيرها وأن هذا التصريح اللا مسؤول سيفتح العيون إن شاء الله على هدفك من نقل الفتنة إلى دول الخليج وسيتصدى المسؤولون في الخليج لها.
﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ (البروج: 8)
إنها لكلمات رائعة التي قالها أحد الذين نفذ فيهم حكم الإعدام من الشباب المسلم المؤمن بربه فقد قال بكل صراحة ووضوح لمذيع التلفزيون السوري قبيل تنفيذ الإعدام فيه: إنكم ظالمون لا تحكمون بما أنزل الله وسنعمل على مقاومة ظلمكم وطغيانكم بكل ما أوتينا من قوة.
هذا نموذج للشباب الذين تعدمهم السلطة الحاكمة في سوريا ولا ذنب لهم إلا أن يقولون ربنا الله، ولا ذنب لهم إلا أنهم طالبوا بإصلاح المعوج من الأمور. ولا ذنب لهم إلا أنهم رغبوا في أن يرو سوريا حرة كريمة تحكم بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولا ذنب لهم إلا أنهم شجبوا الظلم والاعتداءات والطغيان الذي يمارسه أعداء الإسلام في سوريا.
ترى هل يشك أحد الآن في أن السلطة الحاكمة في سوريا تنفذ وبكل جدية ما اتفق عليه أعداء الإسلامي.
إن إعدام المسلمين لن يوقف من الحركة الإسلامية، بل سيزيدها اشتعالًا وثباتًا وما أشبه اليوم بالبارحة فقد ظن الشاه بالأمس أن قتله للشعب وسجنه وتعذيبه سيجنبه من المصير المحتوم ولكن الله خذله ونصر الشعب الأعزل، وأن الله جل جلاله لكل الظالمين بالمرصاد.
عجز البوليس الدولي
البوليس الدولي «الإنتربول» لم يستطع حتى الآن القبض على المجرم محمد رياض شويكة الذي احتال على كثير من تجار الكويت وأخذ منهم بضائع تقدر بمئات الألوف مقابل شيكات بدون رصيد فهل تعرفون ما السر وراء عجز البوليس الدولي؟
الجواب ببساطة أن المجرم قد فر إلى سوريا واحتمى رفعت الأسد شقيق حافظ الأسد فحق للبوليس الدولي أن يعجز عن الإتيان به
ونحن لا نستطيع إلا أن نقول اللهم عجل علينا فرج هذه المهزلة فحكام سوريا يعدمون المسلمين ويؤون المجرمين.
قصيدة تمرد الطغاة
يا صاحبي إن الطغاة تمردوا
باعوا الضمائر والمروءة أفسدوا
حكموا بلاد المسلمين تسلطًا
فرشوا الضلالة والخداع توسدوا
عانوا فسادًا في البلاد وليتهم
رغم المفاسد والخداع توحدوا
ظلموا البلاد وسهولها وجبالها
منعوا السماء القطر لما عاهدوا
استسلموا خسروا القضية كلها
بل أنهم باسم السلام تيهودوا
لا تسألن يا صاحبي ماذا جرى
إن الجواب مقالة لا تحمد
هذا السلام على أساس من هوى
«کارتر وبيغن» أبدًا سيطارد
هذا السلام أساسه أن تشتري
أرض الكرامة لليهود وتفقد
يا أيها الذئب اللئيم وقد عوى
عما قريب سوف يأتيك الغد
وتحاسب الأيام كل خيانة
لقضية هي في السماء تمجد
لقضية الأقصى وقلعته التي
في كل قلب حبها يتجدد
ستريك أصناف العقاب وأنها
لقريبة مهما رأيتك تزيد
لا تسألن يا صاحبي ماذا هنا؟
ومن الذي يرعى العهود ويجحد
هو ذا فتى الإيمان يرعى عهده
وإذا دعاه الحق لا يتردد
رغم المذابح والسجون فإنه
سيظل مغوارًا هناك يجالد
في مصر في الجولان في بيروت
في كل البقاع سوف يردد
الله أكبر غايتي رضوانه
ولغيره لا أنحني لا أسجد
يا مدفعي من فيك أصدق بسمة
ستروع الدنيا ويرهبها العدو
قل للأسد يا أسد فلتنتظر
عما قريب سوف تمسك اليدو
ويد العدالة لن تكون بعيدة
عن كل طاغية أتاه الموعد
مهلًا وهذا الظلم حتمًا ينتهي
فاسمع مقالتي واتعظ يا أسد
مروان «1» لا زال الشباب بعيثه
حيًا وثورته التي تتوقد
لم تندمل تلك الجراح وقد بدأ
إن الجراح أنينها يتجدد
هذا الشباب رياحه ستبيدكم
فلتنظر يا ظلم ماذا تحصد
«1» هو الشهيد المجاهد مروان حديد استشهد برصاص حزب البعث عام 1975م.
شعر أحمد عبد الرب الصلوي
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل