العنوان دراسات في السيرة • وضع العالم الإسلامي اليوم
الكاتب محمد النايف
تاريخ النشر الثلاثاء 09-يوليو-1974
مشاهدات 12
نشر في العدد 208
نشر في الصفحة 31
الثلاثاء 09-يوليو-1974
• دراسات في السيرة •
وضع العالم الإسلامي اليوم
يكتبها: محمد النايف
العالم الإسلامي اليوم لا يختلف كثيرًا عن وضع الأمم الغربية والشرقية، سوى أنه أكثرها تخلفًا في سلم الاكتشافات الحديثة.. ومن عادة الشعوب الضعيفة أنها تقلد القوية، تقليدًا لا يختلف عن تقليد القردة. فليس من عقيدة في الأرض إلا ولها أنصار في العالم الإسلامي، ولهذا فبلادنا حقل تجارب لأصحاب الآراء والأفكار، وما من إنسان ينعق برأي جديد، إلا ويفتتن به المنسوبون للإسلام، وقد يكون صاحب الرأي ما زال مترددًا في إظهاره.
وعن ظاهرة التقليد أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم: عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا في جحر ضب لأتبعتموهم قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: «فمن»؟ رواه مسلم
ومن المؤسف حقًا أن المسلمين استمرأوا هذا الانحراف في تقليدهم للأمم الكافرة، وبعدهم عن منهج الله، فظنوا أن ما هم عليه هو الوضع الطبيعي الذي يجب أن يبقى وما هذا الوضع بالذي يحسدون عليه. إنه تخلف سياسي، وانحلال اجتماعي. وحياة بدون هدف ولا عقيدة.
الوضع السياسي:
قلنا - في الحلقة الأولى - إن العرب قبل الإسلام كانوا يدينون بالولاء للفرس والرومان. فالغساسنة يخضعون لسيطرة الرومان. والمناذرة يخضعون لسيطرة الفرس، وكثيرًا ما كان العربي يحارب أخاه إرضاء لشهوة أسيادهم الأعاجم.
وحالنا - اليوم - أسوأ مما مضى ففي العالم الإسلامي معسكران.
- المعسكر الرأسمالي أو إن شئت فقل الديمقراطي أو الرجعي، ويدين بالولاء لأهل روما وباريس ولندن وواشنطن، يتلقى عن هؤلاء العقائد والحكم والمناهج والعادات وكل شيء.
- والمعسكر الشيوعي أو إن شئت فقل أهل اليسار، أو الاشتراكيين، وهم يستوردون كل شيء من موسكو وبكين، وإن كانت واشنطن صار لها ضلع في الاشتراكية. وكم من الدماء سالت، والضحايا سقطت بين الإخوة لأوامر جاءت من الشرق أو الغرب!! لقد عشنا ثورة لبنان والعراق واليمن وباكستان وعدن، وما زالت دماء القتلى في ظفار والعراق تشهد بأن الطرفين منفذن لما يخطط لهم، ولا يملكون ولو حق الاعتراض والاستفسار.
وإذا كانت المذاهب السياسية كثيرة في عالمنا الإسلامي، فلسوف نتحدث عن أهمها وأشدها خطرًا ومنها:
١- الشيوعية
اکتوت تركستان المسلمة بنار الشيوعية منذ قيامها، وأهلكت العصابة المجرمة الحرث والنسل في بلاد أنجبت البخاري وغيره من أعلام المسلمين.
ثم امتد جحيم الشيوعية ليلف ألبانيا ويوغسلافيا وبلغاريا حتى وصل البلاد العربية، ومنذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا والمنطقة لا تشهد الاستقرار ولا الهدوء.
وإذا كانت جرائم الشيوعيين وإلحادهم لا يخفى على صاحب عقل، فلا بد أن نسرد شيئًا من مآسيهم في تاريخها القريب الذي عشناه.
oففي عام ١٩٥٩ أقاموا في العراق مذابح بدأت في الموصل ثم عمت القطر العراقي. سحلوا الأحياء بالحبال، وعلقت الجثث على أعمدة الكهرباء، وهتكوا الأعراض، وانتقموا حتى من الأموات فأخرجوهم من قبورهم ثم سحلوا جثثهم وأضرموا فيها النار «جـاء ذلك باعتراف الشيوعي رفيق رائد».
واعتدوا على حرمات المساجد، وأبادوا الكثير من علماء المسلمين، وداسوا القرآن الكريم بأرجلهم، بعد أن مزقوه بأيديهم الملوثة وهم يسخرون من الله ودينه ورسله، ويرددون أغنيات شاعرهم «بحارة الفولفا على شطآن قلبي: ينزلون»
«يا أخوتي الخضر العيون إنا سنجعل من جماجم المتآمرين لعبًا لأطفال الغد للمتضاحكين» (۱)
oوفي السودان عام ١٩٦٩، كانت مجزرتهم الرهيبـة لآلاف الآمنين في جزيرة «أبا» حيث انقضوا على من فيها بالطائرات الحربية، وبالأسلحة البرية، والجوية، والبحرية.. ومن ورائهم إذاعة موسكو تبارك الثورة الحمراء وتقول هل من مزيد؟!
oوفي عدن - اليوم – في هذا البلد المجاهد، الذي نشر الإسلام في الساحل الشرقي من إفريقيا، وفي الهند وماليزيا، وإندونيسيا، والصين، واليابان. ما زالت عصابة الشيوعيين تحارب الإسلام والمسلمين منذ أن كان لها الأمر عام ١٩٦٧
لقد مزقوا القرآن والحديث، وأوقعوا بأغلب علماء المسلمين، وأشاعوا الفاحشة والرذيلة.. وبلغوا حدًا من الاستهتار لا مثيل له فصاروا يكتبون مبادئ ماركس على شكل خطب جمعة، ويفرضون على خطباء المساجد إلقاء هذه الخطب، وويل لمن أبى، ينزل من على المنبر ويقاد إلى سراديبهم وأقبيتهم ليلقى مصرعه. (۲)
هذا بعض ما يحدث في العالم الإسلامي على أيدي عصابة مجرمة من الشيوعيين، عصابة متضامنة مع اليهود، معتزة بعمالتها لموسكو وبكفرها بالإسلام. والرأي عندهم والحكمة ما يقوله الكرملين.
والشيوعيون في البلاد الإسلامية، مكفولة حريتهم في الحركة والهدم حتى في البلاد الرأسمالية، التي تخشى الشيوعيين أكثر من خشيتها لله.
وتسير الأحزاب العربية الاشتراكية في ركاب الشيوعيين، بل إن الشيوعيين يظهرون بأسماء مختلفة (الجبهة الوطنية، التقدمية، الشعبية الديمقراطية).
٢- الحركات القومية
نجح اليهود والصليبيون في تفتيت وحدة العالم الإسلامي، وحببوا إلى المسلمين صنمًا، عبدته أوروبا قبلهم وسمته «الوطنية» وبشكل أعم «القومية».
وفتن معظم المسلمين بهذا الوثن الجديد، فسجدوا أمامه، وطافوا حوله مهللين ومكبرين، وتناحروا فيما بينهم، كل يريد أن يكون صنمه فوق الجميع.
- فالقومية الطورانية فوق الجميع.
-والقومية العربية لا تقهر.
-والأكراد قادة الفتوح الذين لا يسمو لمكانتهم أحد.
-والبربر هم الرجال الأشداء الذين لا يدانيهم أحد.
وهتف شاعر القومية العربية يا مسلمون ويا نصارى دينکم دين العروبة واحد لا اثنان وقال عمر الفاخوري «لا ينهض العرب إلا إذا أصبحت العربية أو المبدأ العربي ديانة لهم يغارون عليها كما يغار المسلمون على قرآن النبي الكريم، والمسيحيون والكاثوليك على إنجيل المسيح والبروتستانت على تعاليم لوثر الإصلاحية.. ويتعصبون لها تعصب الصليبيين لدعوة بطرس الناسك». ومشيل عفلق في كتابه «في سبيل البعث» يقول: إن الرسالة الخالدة حضارة وقيم معينة يستطيع العرب في المستقبل عندما يبلغون المستوى الراقي السليم المبدع أن يحققوها وينشروها بين البشر. (۳)
والأمة العربية عند عفلق تفصح عن نفسها بأشكال متنوعة تارة في تشريع حمورابي وشعر الجاهلية
ودين محمد وثقافة عصر المأمون.. وهكذا فالكل سواء - عند عفلق - فشعر الجاهلية وعصر المأمون كدين محمد!!! (٤)
وجاء شعر شوقي صورة واقعية لمن يؤلهون الوطن. فلقد قال في قصيدته بعد عودته من منفاه في بلاد الأندلس إذ يقول:
ويا وطني لقيتك بصد يأس
كأني قد لقيت بك الشبابا
وكل مسافر سيؤوب يومًا
إذا رزق السلامة والإيابا
ولو أني دعيت لكنت ديني
عليه أقابل الحتم المجابا
أدير إليك قبل البيت وجهي
إذا فهت الشهادة والمتابا
وقال شاعر العبث: (٥)
آمنت بالبعث ربًا لا شريك له
وبالعروبة دينًا ما له ثان
وليس من المستغرب أن نسمع في مختلف وسائل الإعلام: أن فلانًا ناضل ومات في سبيل وطنه!!
من أجل تراب الوطن علينا أن نقاتل!! قسمًا بوطني وقومي!! وإذا لم يكن هذا هو الشرك الأكبر فما هو الشرك؟!
ومن حصاد الدعوة القومية: إنهاء الخلافة الإسلامية، فتعدد الدول الإسلامية، وما زال معول
التفتيت يعمل في قلب العالم الإسلامي، حتى صرنا نرى في كل بقعة أمير المؤمنين ومنبر. فدولة أو إمارة لا يتجاوز عدد سكانها عشرين ألفًا
وبالأمس انتهت معركة بين أهل باكستان، ذهب ضحيتها آلاف مؤلفة من المسلمين.. وتركت عداوة بين الإخوة لا تندمل جراحها.
واليوم يتقابل العرب والأكراد على أرض الرافدين في حرب ضروس تستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة هؤلاء يقاتلون تحت لواء أبي جهل، وأولئك تحت لواء شيطان كأبي جهل من شياطين الأكراد.
٣-الصليبيون في العالم الإسلامي
عزز الصليبيون مراكزهم في العالم الإسلامي منذ الحروب الصليبية، وأبوا إلا أن ينافسوا الشيطان مهمته في تضليل الناس، وأفصحوا عن أهدافهم مرات ومرات وقالوا: نريد أن نقطع الصلة بين المسلم وبين الله حتى يعيش في دوامة وقلق.
ونشطو في المجالات التالية:
أ - إشادة المدارس والجامعات العصرية للمترفين من أبناء المسلمين ومن هنا تخرج أغلب الزعماء والقادة من ساسة العرب والمسلمين.
ب - بناء المستوصفات والمستشفيات، واستغلال العلاج وتقديم المساعدة في أخطر حالة يكون فيها المريض.
ج - بناء الكنائس على رؤوس الجبال ومفترق الطرق، في أمكنة لا يوجد فيها نصارى لإيهام الناس
بأنهم كثرة في هذه المنطقة، ثم يقومون بتنظيم غزولها.
د - ارتباطهم التنظيمي ببابا روما، وهذا يرتبط مع المخابرات الأمريكية، ويخطط الصليبيون العرب من أجل إقامة دول لهم، ولإعادة مجازر الأندلس، وقد ألقت السلطات القبض على عدد من مؤامراتهم منها:
ا - الجيش المريمي المسلح في الأردن والذي زاد عدد أعضائه على ۰۰۰ ۲۰، ولهم صحف ونشرات سرية، مع تخطيط لشراء الأراضي من المسلمين في القدس.
٢ - مؤامرة البابا شنودة في مصر عام ۱۹۷۲. وأنه قد قدر مدة خمس عشرة سنة لتكون مصر کالأندلس أو كفلسطين.
٣ - الكنيسة التي سيطرت عليها القوات الليبية في بنغازي، حيث وجدوا فيها مستودعات ضخمة من الأسلحة.
وحتى ندرك خطورة هؤلاء الملاحدة في العالم الإسلامي، يكفي أن نعرف أنه في باكستان وحدها لهم:
- ۱۳ معهدًا لإعداد المفسدين في باکستان
-۷۸۲ معهدًا للاهوت.
- ٦٣٤٦٠ مدرسة.
- ۷۲ مستشفى (٦).
فكم لهم في إندونيسيا ونيجيريا وغيرها وغيرها!؟ وفي تشاد ونيجيريا والسنغال ۹۰% نسبة المسلمين والحكام فيها من الصليبيين. وللصليبيين مذابح وغارات على المسلمين تمتد من الفلبين مرورًا بقبرص وإثيوبيا، وانتهاء بتشاد ونيجيريا.
والصليبيون – كالشيوعيين آمنون محروسون من فرنسـا وأمريكا، ولو كان المتآمرون في الأردن ومصر مسلمين، لنصبت لها المشانق، وغصت بهم السجون.
اليهود
أقام اليهود - في ظل القومية والاشتراكية، وعلى حين غفلة من المسلمين - دولة لهم في فلسطين أولى القبلتين وثالث الحرمين، ورسموا حدودًا لهذه الدولة تمتد حتى المدينة المنورة جنوبًا والمتوسط غربًا، وفارس شرقًا.. وهـم ماضون في مخططاتهم: التوسـع المرحلي مع استقبال المهاجرين إليهم من روسيا وأمريكا وأوروبا. ثم التدريب والاستعداد والاستفادة من عنصر الزمن، وقد اتفق الشرق والغرب من غير المسلمين، على دعم ومساعدة اليهود.
وأقام اليهود ركائز لهم في عالمنا الإسلامي، وشبكات التجسس بين كل فترة وأخرى، تكشف لنا أن أكثر الأنظمة جعجعة أكثرها خدمة لمخططات اليهود.
ولن يردع اليهود قوميون أو اشتراكيون أو صليبيون عرب، فالمرشحون لإيقاف توسع اليهود هم المسلمون.
ويحدثنا القادمون من المناطق المحتلة، أن اليهود هناك زرعوا الرذيلة والانحلال في أوساط المراهقين من أبناء المسلمين وجندوا فتياتهم لذلك، واليهود منذ القديم يسيرون على مبدأ: إن الغاية تبرر الوسيلة.
لقد وصل العالم الإسلامي إلى الحضيض، بما روجه المضللون من أفكار شيوعية ورأسمالية وقومية.. ونشاط صليبي ويهودي.. وكل هذه الدعوات الهدامة لها أرض تقف عليها في ديار الإسلام.. والمسلمون اليوم هم الغرباء في أوطانهم فطوبى للغرباء.
(١) تجربة عربي في الحزب الشيوعي ص: ٢٥٩
(٢) اليمن الجنوبية خلف الستار الحديدي ونداء الجنوب العربي.
(۳) العرب والإسلام نقلًا عن كتاب «الأمة العربية في معركة تحقيق الذات».
(٤) في سبيل البعث.
(٥) الشوقيات.
(٦) مشروع إسلامي كبير، نشرة صغيرة
الأسرة
إعداد: الأخت فاطمة زكريا
اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون!
شدة حر هذه الأيام ذكرتنــي بجهنم وحرارتها عافانا الله منها، فقادني حب الاستطلاع إلى تذكر الساعة و ما هي دلائلها، قال تعالى في كتابه العزيز﴿ يسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا إِلَىٰ رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ﴾ (النازعات: ٤٢ – ٤٦)، وقال تعالى ﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ۗ ﴾ (الأنبياء: 1-2)
قلت في نفسي علني أطالع بعض كتب الحديث لأقف على وصف شاف من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم!!! ويا لهول ما رأيت وما وجدت!!! أخواتي يا معشر النساء أرجو فتح عيونكن وقلوبكن إلى هذه الأسطر.. إنها تخصنا نحن!! نعم نحن بالذات معشر النساء. لقد وجدت أكثر الأحاديث الدالة على الساعة وأشراطها هي عند النساء.
والذي يخيف أن أكثر ما ذكره صلى الله عليه وسلم قد ظهر. مثل ذلك ما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سرج كأشباه الرجال وينزلون على أبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت ألعنوهن فإنهم ملعونات، لو كان وراءكم أمة من الأمم لخدمن نساءكم نساءهم كما يخدمنكم نساء الأمم قبلكم» رواه أحمد. وفي رواية مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«صنفان من أمتي لم أرهم قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربن بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها
وإن ريحها ليوجد من مسافة كذا» وخروج بسيط إلى أقرب شارع، أو أقرب من ذلك نزول من سلم البناء أو مرور سريع على الساحل يكفي لرؤية ما وصفه صلى الله عليه وسلم عن النساء. والذي يؤلم أكثر، بل يجعل الإنسان مشدوهًا هذه الجرأة على الله ورسوله مع عدم المبالاة أن ما تفعله النساء الآن من العري والتمايل يجعلنه طبيعيًا وشعـــــارًا للتقدم والرقي خاصة هذه الصور الكاسية العارية التي تزين تسعين بالمائة من المجلات الأسبوعية بعناوين مختلفة!!! والصور ملونة بالألوان الصارخة لأي شيء فتاة الكويت دخلت مضمار الحضارة!! فتاة عدن دومًا إلى الأمام! المرأة العربية دخلت حقل السياسة!! طبعًا كل من ذكرت مسلمات، عربيات كاسيات عاريات شعورهن مسدلة على أكتافهن بتسريحات مختلفة، هذا إن لم يكن وصلا (باروكة) وهو الأغلب. يتمايلن مع النسيم، وما فوق الركبة أمر طبيعي لأن النهضة كذلك، نحور وأيد، ابتسامات ونعومة... حقا صلحت الفتاة المسلمة لأن تنادي بالحرية...!! أية حرية؟؟ إنها الحرية بالتخلص من أوامر الله تعالى ورسوله من حيث الحشمة والستر! ودواعيهن بهذا التصرف براءة التعبير «حسب وصفهن» أولا إنه الحر، ولا يكفي هذا إنه التقدم، إنهـــــــــــا الحرية، إنها متطلبات العلم ووسائل الحضارة، مذيعات للتلفزيون مضيفات للطائرات، ممرضات في المشافي، سائقات للسيارات، مساواة بالفتاة الأوروبية، وفترة بعدها بقليل ماسحات للأحذية، ومنظفات للشوارع، وقاطعات للتذاكر كالفتاة الأوروبية أيضا!! عودة إلى الله أيتها النساء، صدق الرسول الكريم لما وصف النساء إنهن ناقصات عقل ودين، أليس هذا إلا نقص العقل، ما أشبه نساءنا اليوم بعودتهن إلى الحيوانية من حيث عدم الستر وهو الفارق الوحيد بين الإنسان والحيوان، وحدث أن شد انتباهي في زيارة لإحدى الخياطات طلب إحدى الزبائن وهي مسلمة «اسمًا» تلح عليها أن تخيط لها تنورة قصيرة حيث عبرت عنها (ميكرو والذي هو تدرج للميني والميدي حسب مسميات المرأة الغربية) وتخيط ما تحت التنورة من نفس قماش التنورة (وهو ما يستر ؟؟؟) حيث ذكرت أنها تريد أن تحضر به سهرة مختلطة في عيد زواج إحدى زميلاتي فتبدو أنيقة (ومودرن)!! أهذا هو الإسلام يا أخواتي النساء؟ أهذا هو التقـدم والانطلاق؟ صدق صلى الله عليه وسلم لما قال: «ويل للرجال من النساء، ويل للرجال من النساء» رواه ابن ماجه، ولا ألوم في هذه الظاهرة النساء فقط، بل أسلط جل لومي على الرجال، أليست نساؤنا الآن هي زوجة لأحدهم أو بنت أو أخت؟؟ أين النخوة؟ بل أين الشرف؟ زوجة فلان تكلل غلاف مجلة خليعة ترفل بكافة زينتها، وهو متباه بما عنده في الشارع بهذه الظاهرة المرأة تتقدم الرجل الذي يتبعها بصحبة الأولاد، إنه يقدم ما عنده من بضاعة لأنظار المارة ورياح الشارع لا تعرف حدًا في الهبوب. محادثة الزائرين والضيوف لربة المنزل لأزواج زميلاتهن والزوج في البيت يقوم على إكرام الضيوف (هكذا الإتيكيت) والكلام للسيدة لأنها أكثر أنسا ولطافة وأيضا عبر عن ذلك رسولنا الكريم الذي لا ينطق عن الهوى. فعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم ذكر من أشراط الساعة أن تكون المخاطبة للنساء.. رواه ابن مردوية.
يا معشر الرجال عودة إلى الله مالي أرى وقد أصبح همكم بطونكم وما ستأكلون والمتاع الذي تبذلون كل ما لديكم للحصول عليه وخاصة في (موجة الغلاء التي صنعتموها أنتم بأيديكم) لا تشبعون مما تشترون لأن سيدة المنزل أمرتكم بهذا الشراء، إنها قبلتكم لا تستطيعون رفض طلبها وإلا! لقد أفرطتم في مسايرتها فلماذا المبالاة؟؟ همكم فقط جمع المال لإرضاء الزوجة بشراء المغريات حسب ما تطلب من أزياء خليعة وأوصال للشعر على عدد كذا من التسريحات للذهاب إلى البحر فتنزل في الماء لتروح عن نفسها عناء ما اشتغلت في الوظيفة بما تصبب منها العرق وهي خجولة من زميلها فلان وفلان وقد وجها إليها نظرات معينة!! أو بما انهمكت به في مناقشة مع زميلتها وهي تلعن المجلة التي لم تستطع أن تظهر نعومتها!! أو احتدام معركة في الكلام عن الاختلاط وقذف اللعنات لأن لمن ينادي بمنعه!! أجل على مسمع ومرأى من الزوج أو الأخ أو الأب تنزل إلى ماء البحر لاستعادة النشاط!! أين الشرف يا أيها الرجال أو بالأحرى ابتعدوا عن طريق الإسلام الذي انتسبتم إليه اسما. عن علي رضي الله عنه: «يأتي على الناس زمان همهم بطونهم وشرهم متاعهم وقبلتهم نساؤهم ودينهم دراهمهم أولئك شر الخلق لا خلاق لهم عند الله» رواه السلمي.
ماذا ننتظر إذن؟؟ أهذه هي اللامبالاة أيها الرجل، أهذه هي الرجولة؟ هب أن غارة جوية بطائرة بسيطة للعدو حلقت على سماء بلدتك، ما هو موقفك يا ترى؟ وأنت ما أنت عليه في هذا الحال!! أتضربها (بباروكة) زوجتك أو بحذائها؟ أو (بالمايوه) ذي القطعتين الذي ظهرت به على صفحة الغلاف؟ نعم هذه هي عدتنا لاستعادة فلسطين! هذه هي عدتنا لنصرة إخواننا المسلمين المضطهدين المحاربين في الفلبين والهند وغيرها، أنت أيها المتسكع على الإسلام حجر عثرة في طريق الإسلام أنت سلاح للعدو لطعن الدين، أنت الذي تصفق لنكسون ووزير خارجيته وهما يطربان فرحا لما شاهدا من وضعك، صارت النساء في استقبال الرجال من الصهاينة، وهذا هو دخول المرأة في حقل السياسة، نعم هذا هو التقدم والانطلاق والحرية لتفرح المجلات الخليعة بما عندها من بضاعة تحار من كثرتها أين تضعها حتى ترضي الجميع، كفاك أيها الرجل استهتارًا بالدين، أنت راع ومسؤول عن رعيتك، عد إلى كتاب الله تعالى ولو لحظات لترى قوله تعالى ﴿وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أن لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ هَٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾.( يس: ٥٨: ٦٣ ).
أتدري ما هي جهنم لقد وصفها الله تعالى بقول ﴿وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ (التحريم: 6) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصف جهنم: «أوقد على النار ألف سنة حتى أحمرت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء كالليل المظلم» رواه الترمذي وابن ماجة
على كل حال باب التوبة والرجوع إلى الله ما زال مفتوحًا، والإسلام يجب ما قبله فأشراط الساعة قد ظهرت فلنبادر جميعًا إلى تعاليم ديننا منقذ البشرية جمعاء قبل أن تشرق الشمس من مغربها، عندها الحسرة الكبرى حيث يغلق باب التوبة جعلني وإياكم يا من أتوسم فيكم الخير والانصياع من أهل الجنة الذين وصفهم الله تعالى بقوله ﴿ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ﴾ صدق الله العظيم (الطور: ٢٤- ٢٨ )
- أم عصام -
من المسئول عن تربية الطفل؟
الأخت الفاضلة محررة دنيا الأسرة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مشاركة مني في تحرير هذا الركن أرسل هذه المقالة أرجو من الله أن تكون ذات فائدة للجميع.
يردد الآباء أن مسؤولية تربية الأطفال تقع على عاتق المدرسة والمعلمون يرددون أن البيت مسؤول عن تربية الطفل والحقيقة أن المسؤولية مشتركة ليتقاسمها الآباء والمعلمون. وديننا الحنيف لنا رسم الطريق ووضع لنا النهج فالتعاون من صفات المسلم، والرحمة من صفات المسلم. إذن مسؤولية الأولاد تقع على عاتق والديهم ومعلميهم فالكبير مسؤول عن الصغير. والمعافى مسؤول عن المريض. وتبدأ المسؤولية أول ما تبدأ بالاهتمام بسوانا أكثر من اهتمامنا بأنفسنا. وآفة المسؤولية هي السخرية بمستقبل الجيل، وتحدي رغباته والإشاحة بوجوهنا عن تصرفاته وآفة الآفات جهلنا بقدرات الطفل واعتقادنا أنه لا يصلح لتحمل المسؤولية، والمسؤولية تنمو عن طريق التخطيط، تخطيط تربوي إسلامي اجتماعي يوحي، ويشجع ويدفع، ففي البيت نعوده منذ الصغر على الذهاب مع والده إلى المسجد وعلى قراءة الكتب الدينية والقصص المبسطة، ونسمح له بارتداء ملابسه بنفسه وتنظيم حجرته وألعابه وكتبه ونسمح له باستقبال الضيوف، وتقديم العون لأصدقائه وأقاربه ولا نخفي عليه إذا وقعنا في أزمة أو ضائقة مالية ليتعود تقبل الأمور ويقتصد حينما يجد لديه متسعًا من المال، والجرأة هي عماد المسؤولية، فالطفل الذي يخرج ليلًا. والذي ينام وحده والطفل الذي يذهب للبريد أو المحال التجارية وينهي الأعمال التي نأمره بها هو طفل جريء متحمل للمسؤولية.
ومما يعوق نمو المسؤولية عند الطفل هي كثرة النواهي مثلًا لا تصعد الدرج. اترك كوب الماء. ابتعد عن النافذة وباستطاعتنا استبدال هذه النواهي بالمنطق، والإقناع والمشاركة والثقة لأصبحت المسؤولية شيء مكتسب عند الطفل. وحين يشب الطفل نوحي له بالاعتماد على النفس على تحصيل رزقه وحين يذهب في بعثة للخارج نقنعه أن يعيش عيشة طلابية لا إسراف فيها. وحين يدعو داعي الوطن للتضحية بالمال والنفس لنشجعه على البذل والجهاد.
أختكم في الإسلام
أم خالد العبد الجليل.
الرابط المختصر :
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
بسرعة الصاروخ.. كيف سرَّعت دول عربية التغيير فـي المناهـج الدراسيــة لمصلحــة اليهــود؟
نشر في العدد 2180
30
الخميس 01-يونيو-2023