العنوان دعوة لمقاطعة أمريكا
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 17-سبتمبر-1974
مشاهدات 21
نشر في العدد 218
نشر في الصفحة 4
الثلاثاء 17-سبتمبر-1974
السلاح الأمريكي يتدفق على العدو بكثافة مذهلة.
سقوط آخر وهم من خرافة تغير أمريكا.
لنعد إلى السلاح.. ولنقاطع أمريكا نفطيًا واقتصاديًا.
سقطت نهائيًا خرافة أن أمريكا تغيرت لصالح العرب، فالواقع العملي أقوى وأوضح من مجرد الكلام أو أماني بعض الزعماء العرب.
وكنا ولا نزال نؤمن أن أمريكا لم تتغير لا في عهد نيكسون ولا في عهد فورد.. لأسباب عقائدية تمثل الخلفيات الدفينة في السياسة الأمريكية نحو أمة الإسلام.
ولأسباب وحقائق موضوعية واضحة ولكن بعض الزعماء لا يرونها رغم
وضوحها.
ومن هذه الأسباب تغلغل الصهيونية في الجهاز الأمريكي الحاكم، وكفالة أمريكا لأمن إسرائيل، وتعهدها والتزامها لها بالدعم المالي والعسكري والعلمي. و. و.
أمريكا وكيسنجر بالذات ضحك على بعض العرب إلى درجة الاستغراق والقهقهة!! فهو يعطى هؤلاء العرب السذج قطع الحلوى، ولعب الأطفال.. الممثلة في التصريحات الشاعرية.. والاستقبالات الأرستقراطية في واشنطن، والابتسامات المنمقة.
أما اليهود فقد أعطاهم الجواهر والعمل الجدي، جسور سلاح مفتوحة بلا حدود أيام الحرب، وبعد الحرب منحت أمریكا إسرائيل ٥ خمسة آلاف مليون دولار معونات غير عسكرية.
وأول شيء فعله«فورد» بعد مجيئه: هو إنجاز موضوع هجرة اليهود من الاتحاد السوفيتي إلى فلسطين المحتلة.
ومنذ أسبوع صرح«فورد» بأن أمریكا ستنفتح على الآخر على إسرائيل اقتصاديًا وماليًا وتجاريًا.
وها هي الأنباء تتوالى بعد زيارة إسحاق رابين لأمريكا، وتؤكد أن الصهاينة«فورد، وروكفلر، وكيسنجر» قد دعموا العدو بما يريده من السلاح.. طائرات قاذفة ودبابات وإلكترونات عسكرية متقدمة، وصواريخ مزودة بآلات توجيه وتصويب.
هل بقي شيء للساذجين من العرب؟
لقد كتبت هذه المجلة تقول: إن الصهيونية قد استدعت احتياطيها في أمريكا ودفعته إلى سطح الأحداث، وقمة هذا الاحتياط هم:«جيرالد فورد، ونلسون روكفلر، وهنري كيسنجر».
وها هي الأخبار تؤكد ما كتبته«المجتمع» أن على العرب أن يتحرروا سريعًا من الأوهام، وأن ينهضوا فورًا لحمل السلاح.
على الحكام العرب أن يجمعوا أمرهم وأن يعلنوا:
مقاطعة أمريكا اقتصاديًا.
وأن يقطعوا عنها النفط.
وأن يعتبروها دولة معادية من الدرجة الأولى.
هذا هو الموقف المناسب.
أما الذين يصرون على التدحرج نحو أمريكا، فإن الأمة تتهمهم بغشها وخداعها، وإيثار المصالح الأمريكية واليهودية على مصالح الأمة.
إن الأمر جد لا هزل فيه، والحرب القادمة حرب رهيبة الحجم والمستوى.
فإذا عدل المخدوعون عن موقفهم فذاك، وإلا فإن على قصار النظر أن يتنحوا حتى لا تؤتى الأمة من جانب بلاهتهم.
لقد تنحت جولدا مائير من المسؤولية، وابتعد موشى دایان من مسؤولية الدفاع، وهو اليهودي الذي خاض وكسب ثلاثة حروب ضدنا.
إن الادعاء بأن الأمة فقيرة في الرجال، وأن أشخاصًا بذواتهم هم وحدهم الذين يجلبون لها النصر، هذا الادعاء وهم، لا يقل تفاهة عن وهم التعلق بأمريكا.
ويكفي الأمة ما حل بها من مصائب، والهزيمة حين تقع- لا قدر الله- ماذا يجدي الأمة اعتذار الزعماء أو إعلانهم من تحمل المسئولية؟
واضح.. أن كيسنجر اليهودي كان يهدف من تحركه إعطاء العدو أطول فرصة ممكنة من الزمن يستطيع فيها جلب السلاح والمهاجرين والأموال ويهيئ الجو العالمي لعمل عسكري.
أيها الناس.. كونوا رجالًا.. فالموقف يتطلب همة الرجال.
وكونوا أذكياء.. حتى لا تسوقكم البلاهة إلى أسوأ مصير.
الرابط المختصر :
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل