; دوافع نشأة الانحراف في التشيُّع.. «النصيرية» نموذجًا! | مجلة المجتمع

العنوان دوافع نشأة الانحراف في التشيُّع.. «النصيرية» نموذجًا!

الكاتب سنان أحمد

تاريخ النشر السبت 05-يناير-2013

مشاهدات 9

نشر في العدد 2034

نشر في الصفحة 16

السبت 05-يناير-2013

من المعلوم لدى المتتبعين لتاريخ التشيع، بأنه تاريخ يتسم بالغموض والسرية والتناقضات، ذلك أن التشيع بصورة عامة كان تنظيمًا سريًا بدأه عبد الله بن سبأ، ثم تسللت إليه كل الحركات الشعوبية التي ذاقت الهزائم العسكرية والفكرية على يد الفاتحين من العرب والمسلمين، ثم سعت لتقويض الإسلام باسمه ومن داخله بعد أن ينسوا من هزيمته على كافة الصعد بصورة علنية، حيث إن الفكر الإسلامي واضح وبسيط، فعملوا على زعزعته من خلال إدخال الأفكار الهدامة عليه.

الحركات الشعوبية التي انهزمت فكريًا وعسكريًا على يد الفاتحين سعت لتقويض الإسلام باسمه ومن داخله بالأفكار الهدامة

..تبنت الخلاف السياسي بعد الفتنة الكبرى لبناء عقائد تقوم على هذا الخلاف بعد إدخال آلاف الأحاديث المنسوبة زورًا للرسول ﷺ.. فانتشر لعن الصحابة وزوجات النبي في أدبيات التشيع بشكل لم يسبق له مثيل

في هذه الأجواء تبلورت مسألة «السفراء الأربعة» للإمام الغائب الذين استمروا في تلقي الأموال من شيعتهم واجابتهم عن أسئلتهم بعد عرضها على الإمام المختفي

لقد تبنت هذه الحركات الخلاف السياسي بعد الفتنة الكبرى لبناء عقائد تقوم بالكامل على هذا الخلاف بعد إدخال آلاف الأحاديث المنسوبة زورا وبهتانا للرسول ﷺ في متن الشريعة وتأويل آيات القرآن تأويلا قسريا بعيدة كل البعد عن مراميها الأصلية، فانتشر لعن الصحابة وزوجات النبي في أدبيات التشيُّع، وانتشر التكفير بشكل لم يسبق له مثيل في أي ديانة أو مذهب، ناهيك عن الألفاظ البذيئة التي يصفون بها مناهضيهم من المسلمين، حتى أن مؤرخًا شهيرًا مثل «فان فلوتن» يقول: إن الكوفة كانت مهدًا لتشيع متطرف «غير إسلامي»، فنشأت كل التيارات المنحرفة من تحت إبط هذه الأفكار، ونما الغلو والانحراف وعبادة الأشخاص ومعصوميتهم ورفعهم إلى مراتب الإلوهية مما لا يعترف به الإسلام مطلقا على أساس قرابتهم من الرسول ﷺ، وهو ادعاء باطل لا أساس له، وظهرت أفكار مثل وحدة الوجود والحلول إلى آخر تلك القائمة البعيدة عن روح الإسلام باسم التصوف وهو تيار تدثرت تحته هذه الحركات تحت مسميات وحركات كثيرة.

ولضمان نجاح هذه الحركات كان لا بد من جمع الأموال له «الأئمة» باسم الخراج والخمس والتبرعات، مما أدى إلى نشأة صراعات مريرة بين أتباع أحفاد سيدنا علي رضي الله عنه، وبين وكلائهم الذين يجمعون الأموال ويزعمون أنهم يمثلون هذا الإمام أو ذاك! ناهيك عن البحث عن السلطة باسم الانتساب لآل البيت وأحقيتهم فيه، وهو ما لم يرد فيه، أي نص قرآني أو حديث واضح، وبما أننا لسنا بصدد تنازل الحسن رضي الله عنه عن الخلافة واستشهاد الحسين رضي الله عنه في طلبها، فإن الخلافات سرعان ما ظهرت لتتبوأ مركز الصدارة في قيادة الشيعة، فقد تخاصم علي بن الحسين «السجاد» مع عمه محمد بن الحنفية «عمه» الذي طالب أن يتبوأ مركز الصدارة، فطلب السجاد منه أن يحتكم للحجر الأسود الذي تكلم بصورة إعجازية وبلسان عربي فصيح فاثبت الإمامة للسجاد، وطالب ابن الحنفية بالخضوع له!

وبعد موت الإمام علي بن الحسين «عام ٩٤هـ»، فإن ابنه محمد الباقر خاض معركة مريرة لانتزاع قيادة الشيعة من ابن عمه أبي هاشم عبدالله بن محمد بن الحنفية، وأراد تثبيتها في أعقابه فجرد الولاية من كل أقربائه وعشيرته فقال: «..وليس لولد جعفر «يقصد أحفاد جعفر بن أبي طالب» فيها نصيب، ولا لولد العباس «يقصد العباس عم الرسول ﷺ»، ولا لأي بطن من بطون عبد المطلب، ولا حتى لولد الحسن بن علي، مالمحمدي فيها نصيب غيرنا». (الإمامة والتبصرة للصدوق ص ۱۷۸).

ولا يتردد الباقر بلوم عمه الحسن بقوله: «رحم الله عمي الحسن، لقد عمد الحسن أربعين ألف سيف حين أصيب أمير المؤمنين وأسلمها إلى معاوية..». (العياشي: التفسير ج۲، ص ۲۹۱).

وامتد هذا الصراع ليشمل شقيقه زيد بن علي الذي ثار ضد الدولة الأموية سنة ١٢٢هـ، وقال لمحمد الباقر: «ليس الإمام منا من جلس في بيته وأرخى ستره وثبط عن الجهاد، ولكن الإمام منا من منع حوزته وجاهد في سبيل الله حق جهاده..»، ولكن شقيقه محمد الباقر رفض تأييده ونهاه عن التصدي للقيادة دون الاطلاع الكافي على مسائل الحلال والحرام وشكك في كل الكتب التي عرضها عليه الإمام زيد والتي زعم فيها أن أهل الكوفة يؤيدون دعوته.

وكان الإمام محمد الباقر قد نازع كل إخوته على الإمامة، وادعى أن والده قد أودعها له فقال لهم: «والله ما لكم فيها شيء، ولو كان لكم فيها شيء ما دفعها إلي»، وربما كان الاستئثار بالزعامة والأموال هما الدافعان لهذه النزاعات المبكرة.

وحتى الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر رفض تأييد ابن أخيه في ثورته؛ مما أدى بزيد بن علي إلى أن يطلق اسم «الروافض» على أتباع أخيه محمد الباقر وابنه جعفر.

واستمر الصراع بعد وفاة الباقر «عام ١١٤هـ»، فالإمام الصادق واجه ابن عمه محمد بن عبدالله بن الحسن «ذا النفس الزكية»، بعد أن قتل زيد في الكوفة، وهاجم ادعاء محمد بن عبد الله الذي ادعى امتلاكه لسلاح رسول الله وخاتمه ودرعه ولوائه فقال: «والله لقد كذب، فوالله ما عنده وما ،راه بواحدة من عينيه ولا رآه عند أبيه إلا أن يكون رآه عند علي بن الحسين»، وهذه المعلومات أوردها أحمد الكاتب في كتابه «تطور الفكر السياسي الشيعي»، وبالاستناد لأمهات كتب الشيعة كـ«الغيبة» للطوسي، و«الكافي» للكليني، و«بحار الأنوار» للمجلسي، وغيرها، ويمكن الرجوع إليها بالتفصيل.

وهناك خلافات حادة وأعمق بكثير بعد زمن الصادق بين «آل البيت» على السلطة مما لا مجال لتفصيله في هذا الحيز الضيق.

هذه المقدمة السريعة تعطينا انطباعًا على عدم مثالية حركة التشيع كما يرسمها الشيعة الآن في صورة «اثني عشر إمامًا معصومًا»، تسلسلوا ضمن منظومة إلهية مزعومة!

في زمن الإمام الصادق «ت ١٤٨هـ»، حدث أخطر انشقاق في حركة التشيع بقيام الحركة الإسماعيلية التي تبلورت حول ابنه البكر إسماعيل «ت ١٣٨هـ»، أي قبل وفاة أبيه، وهي الحركة الإسماعيلية الباطنية، وكان أغلب قادتها من الشعوبيين الفرس، ودخلت في منافسة شديدة مع الحركة التي بقت في أعقاب الإمام الصادق، علما أن كل مصادر الشيعة تشير إلى أن إسماعيل كان فاسقا ومدمن خمر! ثم أثمرت هذه الحركة عن نشأة الدولة الفاطمية (٢٩٧هـ) على يد عبيد الله المهدي، وبروز القرامطة وهم أسوأ ما عرفه المسلمون من حركات قذرة في تاریخه توجوا أفعالهم بغزو الكعبة وسرقة الحجر الأسود عام (۳۱۷هـ).

ويقول محمد حسين كاشف الغطاء بأن الإمام الصادق هو أول من أرسل الوكلاء إلى المناطق البعيدة بغرض الدعوة وجمع الأموال، وبهذا انتشرت هذه الظاهرة، حيث أحس بقوة أتباع ابنه إسماعيل ومنافستهم له على الإمامة وإعلانهم لقيام مهديهم الخاص!

وانتشر الوكلاء الذين يجمعون أموال الخمس والضرائب من البسطاء والعامة باسم الإمام، وكلما مات إمام نشأت فرقة باسمه وادعت أنه حي في السماء وسيأتي لاحقا «على أنه المهدي المنتظر»، ولذلك فهم يحتفظون بالأموال إلى حين رجعته حيث سيحتاجها في حربه القادمة عندما سيملاً الأرض عدلا بعد أن ملات جورا وظلماً من قبل النواصب «أهل السنة»، ومازالت العملية مستمرة حتى اليوم!

وكمثال واحد على ذلك.. ما قام به يونس ابن عبد الرحمن القمي (ت ٢٠٢هـ)، والذي كان وكيلا للإمام الثامن علي بن موسى، حيث عرض عليه خصوم علي بن موسى «من الشيعة» مبالغ ضخمة لينضم إليهم، ولكنه رفض الرشوة وبقي وفيا لسيده، بينما رفض هؤلاء الخصوم تأدية ما بذمتهم من عشرات الألوف من الدنانير لعلي بن موسى؛ لأنهم ادعوا أن موسى الكاظم لم يمت وهو حي في

السماء وسيعطونه الأموال عند رجعته!

محمد بن نصير كان وكيلًا للإمامين العاشر والحادي عشر ومثل اختفاء الإمام الثاني عشر صدمة له أمام منافسيه فاضطر للانشقاق وتأسيس مذهب «النصيرية» الذين سماهم الفرنسيون «العلويين» ويحكمون سورية اليوم

..ادعى أن روح الله تحل في الأئمة وأسقط عن أتباعه معظم الفرائض مثل الصلاة والحج والزكاة واستبدلها بدفع «الخُمس» له!

واستمر هذا الصراع، فبعد موت الإمام الحادي عشر «الحسن العسكري»، وبدون أن يخلف عقب ظاهر، تفتقت عقلية الوكلاء ومنظمتهم السرية عن فكرة الإمام الغائب «المهدي المنتظر» بشكل مركز، ولذلك عندما ادعى شقيق الحسن العسكري المدعو جعفرا الإمامة، لأن شقيقه لم يخلف ولدًا، رفضته مؤسسة الوكلاء وقالوا: إنه «كذاب»، ووصفوه بأقبح الألفاظ ليس أقلها بحبه للنساء والخمر والغناء، «بحار الأنوار للمجلسي».

والحقيقة أن قصة جعفر هذا والمنحدر من آل البيت تلقى دليلًا ناصعًا على الصراع القائم بين أطراف التشيع بسبب الأموال التي يجمعونها من السذج والبسطاء وكما جاء في أمهات كتب الشيعة.

خسر جعفر المعركة أمام الذين ادعوا بأن للإمام الحادي عشر عقبًا يورثه، حيث إن الأمر صار تجاريًا أكثر ومربحًا بشكل كبير، حتى أنه دفع رشوة بمقدار ٢٠ ألف دينار للوزير العباسي عبدالله بن خاقان ليستميله عام ٢٦٥هـ، ولكن الوزير رفض وجعله أضحوكة بين أبناء طائفته!

كان وكلاء التنظيم السري خارج سامراء يرسلون بالحمام الزاجل تفاصيل ما يحمله الأتباع من هدايا وخراج وخمس إلى الإمام في سامراء، وعندما جاء قسم منهم إلى جعفر، وكان الإمام يتنبأ عادة بما يحمله شيعته مما يزيد من مصداقيته «لأنه أصلا كان يعرف بما يحملونه»، لم يعرف جعفر بالأمر فتركوه وأعطوا الأموال لوكلاء الإمام الغائب المختفي «المهدي المنتظر»، والذين أصبح اسمهم السفراء، لأنهم وصلتهم تفاصيل العطاءات من وكلائهم البعيدين.

اشتكى جعفر عند الخليفة العباسي حيث تنازع مع أم الإمام الحادي عشر الحسن العسكري «حادث)»، وهي لم تكن أمه، واستطاع الحصول على نصف الميراث الذي تركه شقيقه «كتاب الرجعة: بابوية القمي).

في هذه الأجواء تبلورت مسألة السفراء الأربعة للإمام الغائب والذين استمروا بتلقي الأموال من شيعتهم وإجابتهم على أسئلتهم بعد عرضها على الإمام المختفي، وتسمى هذه الفترة بالغيبة الصغرى (٢٦٠ - ٣٢٩هـ)، والإجابات المزعومة منه تسمى بالتواقيع.

عام ٢٨٠ هـ توفي السفير الأول أبو عمر عثمان بن سعيد العمري، فوصل توقيع من الإمام المختفي بتعيين ابنه محمد مكانه، ولكن رجلا من البصرة يدعى محمد بن نصير النميري الفهري «أبو شعيب»، كان يطمح للمنصب، ورفض الاعتراف بشرعية السفير الثاني، وعلى أثر ذلك لعنه السفير الثاني وأتباعه وطردوا محمد بن نصير من طائفتهم.

ومحمد بن نصير هذا كان وكيلًا معتمدًا منذ زمن الإمام العاشر علي الهادي، واستمر في مهمته في عهد الإمام الحادي عشر الحسن العسكري، ولذلك فإن اختفاء الإمام الثاني عشر قد شكل صدمة لديه أمام منافسيه من الوكلاء الآخرين، فاضطر للانشقاق وتأسيس مذهبه الخاص به وأتباعه هم النصيرية أو النميرية والذين سماهم الفرنسيون بعد احتلال سورية عام ۱۹۲۰م به الـ«علويين».

ادعى النميري أن روح الله تحل في الأئمة، وأنه رسول للأئمة، أي أنه رفع الأئمة إلى مرتبة الإلوهية، وخفف عن أتباعه التكاليف بإسقاط معظم الفرائض وتحليل ما حرم الله كشرب الخمر وأكل الخنزير وإلغاء الحج والصلاة والزكاة، والتي استبدلها بدفع الخمس له ولوكلائه لإيصالها للأئمة!

والنصيرية يؤمنون بالتناسخ لا من إنسان إلى إنسان فحسب، وإنما أيضا من إنسان إلى حيوان، لذلك فروح الصالح منهم تنتقل إلى إنسان صالح آخر، والطالح منهم وخصوصا من لا يؤدي واجباته المالية تجاه إمامه تنتقل إلى حيوان نجس كالكلب أو الخنزير! ولذلك فقد أجمع علماء الشيعة على تكفيرهم «محمد حسين كاشف الغطاء: أصل الشيعة والتشيع».

وهم يقدسون الأئمة الاثني عشر مثل الشيعة، ويحتلفون بعيد ميلاد المسيح، ويعتقدون بأن الحسين بن علي بن أبي طالب

كتب «النصيرية» محاطة بالكتمان الشديد كـ«الإسماعيلية» و«الدروز» وحتى بعض كتب «الاثني عشرية» ولا يطلع عليها إلا رؤساء الطائفة.. فقد تفشى الجهل على مدار قرون بين هذه الطوائف السرية.. وكان ذلك أمرًا مقصودًا من قبل زعمائهم حتى لا يطلعوا على ما فيها من تناقضات وكفر بواح

لم يقتل في كربلاء، وإنما قتل رجل شبيه به كما صلب شخص آخر بدل المسيح، وشبيه الحسين هو حنظله بن أسعد الشباني!

اختلف النصيرية بعد وفاة زعيمهم نهاية القرن الثالث الهجري، وبرز عدة رجال في قيادة هذه الفئة المنشقة عن التشيع كان أبرزهم الحسين بن أحمد الخصيبي «ت ٣٤٦ هـ»، والذي ألف كتاب «الهداية» لسيف الدولة الحمداني حاكم حلب والموصل مما يلقي ظلالا قائمة على نوعية تشيع الدولة الحمدانية، والتي ربما كانت على المذهب النصيري، وقبر الخصيبي موجود الآن في شمال حلب ويسميه الناس «الشيخ بيراق».

وكتب النصيرية محاطة بالكتمان الشديد كالإسماعيلية والدروز وحتى بعض كتب الاثني عشرية، ولا يطلع عليها إلا رؤساء الطائفة، ولا يسمحون للعامة بالاطلاع عليها ولا للغرباء، ولذلك فإن تفشي الجهل على مدار قرون بين هذه الطوائف السرية كان أمرا مقصودا من قبل زعمائهم حتى لا يطلعوا على ما فيها من تناقضات وكفر بواح.

«النصيريون» يؤمنون بـ«التناسخ» لا من إنسان إلى إنسان فحسب وإنما أيضا من إنسان إلى حيوان.. فروح الصالح تنتقل إلى «الصالح» وروح «الطالح» وخصوصا من لا يؤدي واجباته المالية تنتقل إلى حيوان نجس

ويذكر د. جواد علي في كتابه «المهدي المنتظر عند الشيعة الاثني عشرية» بأن قسم الدراسات الشرقية في مكتبة برلين يحتوي  على عدد كبير من مخطوطات النصيرية، منها قصيدة للخصيبي يصف فيها علي بن أبي طالب بصفات إلهية، وهناك قصيدة ثانية للمؤلف نفسه يرثي فيها الحسين بن علي في معركة كربلاء، رغم أنهم يقرون بعدم موته ورفعه للسماء؛ وهذا دليل على حجم التناقضات في مذهبهم، فهم كشأن معظم فرق الشيعة فلكل زمان تعاليمه ومعتقداته، والقصيدتان لم تكتبا بلغة عربية جيدة وتحتويان على أخطاء نحوية كثيرة؛ مما يدل على المستوى المتدني لشيوخهم ودعاتهم، وكيف كانوا يضحكون على البسطاء من الناس بدعاويهم.

وسننقل هنا بعض الأبيات للقصيدة التي يهزأ فيها الخصيبي من أتباع الاثني عشرية لاعتقادهم بصلب الحسين، ويشير صراحة إلى أنهم يرفعون الحسين المرتبة الربوبية كما رفع النصارى عيسى ابن مريم لتلك المرتبة فيقول:

وباكيًا يبكي على ربه *** يبكي على المقتول في كربلا

معتذر من سوء أفعاله *** قلت له: لا تبك ذاك الذي

ظنوا ظنونا كلها باطلا *** وهكذا عيسى جرى أمره

لست بحمد الله من حزبه *** لا خفف الرحمن عن كربه

وعذره أعظم من ذنبه *** لم تطمح الأعداء في قتله

من قتله كان ومن صلبه *** وما رواه القوم عن صلبه

ويعتقد النصيريون بأن الأئمة في السماء وروح الإمام تنتقل إلى روح إمام آخر، وبهذه الطريقة تفسر النصيرية الغيبة وانتقال روح الإمام مرة أخرى إلى شخص آخر يسمى ظهورًا.

إن الحركة النصيرية هي مثال واحد من عشرات الأمثلة التي خرجت من تحت عباءة التشيع المنحرف، حتى أن «فان فلوتن» يقول: إن معظم قادة الحركة كانوا من الفرس الشعوبيين، وأن قسما منهم كانوا يدعون أمام اتباعهم بأن أئمتهم يستطيعون الطيران إن أرادوا ذلك، ولله في خلقه شؤون!

الرابط المختصر :