العنوان دور الاتحادات العربية والإسلامية في مواجهة إسرائيل
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 12-يناير-1971
مشاهدات 14
نشر في العدد 43
نشر في الصفحة 24
الثلاثاء 12-يناير-1971
لم أكن أتوقع أن يصل الصراع بيننا وبين اليهود إلى هذا المستوى في المجالات الرياضية؛ حيث ظهر ذلك جليًا خلال التجربة القاسية التي خاضها الاتحاد الكويتي لكرة القدم في المؤتمر الآسيوي لكرة القدم في بانكوك الذي عُقد مؤخرًا في شهر ديسمبر الماضي.
ومن أهم الأمور التي تلفت الانتباه تقصير الدول العربية الآسيوية في هذا الموضوع، وترك إسرائيل القيام بدور فعال، وذلك لغياب الدول العربية عن ساحة هذا المجال الذي تستغله إسرائيل بكل طاقتها وإمكاناتها.
وإنه وللأسف رغم كل الاتصالات التي قام بها الاتحاد الكويتي لكرة القدم لدى الاتحادات العربية، وذلك يحث الاتحادات التي لم تنضم للاتحاد الآسيوي الانضمام والاتحادات المُنضمة ضرورة الحضور، وذلك للوقوف أمام سيطرة اليهود، والحد من نشاطاتهم في شتى المجالات، ورغم الوعود التي قطعتها الاتحادات العربية الآسيوية للأسف لم تحضر المؤتمر غير دولة الكويت، والتي لعبت دورًا كبيرًا في المؤتمر، وكان يمكن أن تعمل الكثير لو أن الاتحادات العربية أوفت في وعودها.
مؤتمر الاتحاد الكويتي
تكلم السيد أحمد عبد العزيز السعدون رئيس مجلس إدارة اتحادنا لكرة القدم حول هذا الموضوع، وذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده الاتحاد الكويتي مساء السبت الماضي الموافق (9) يناير، وكان كلامه يُعبِّر عن مدى الأسف الشديد لموقف الدول العربية بعدم إعطاء مثل هذه الأمور الأهمية اللازمة، وترك الحبل لليهود تلعب في مثل هذه المؤتمرات كيفما تشاء.
فبعد شكره لمحرري الصحف الذين حضروا هذا المؤتمر والترحيب بهم قال:
طريقة عزل إسرائيل
تعلمون أن الاتحادين العربيين الوحيدين بالاتحاد الآسيوي منذ عام (1964م) حتى أغسطس (1970م) هما لبنان والكويت، عضوان فقط دون مشاركة في النشاط الرياضي الآسيوي أو في اجتماعات مؤتمراته.
وقد بدأ الاتحاد الكويتي جهوده لحث الاتحادات العربية الآسيوية الشقيقة للانضمام لعضوية الاتحاد الآسيوي بتبادل المكاتبات معها، وأيّدت ما جاء بخطاباتنا إليها من ضرورة الانضمام والمشاركة في النشاط الآسيوي لعزل «إسرائيل» من هذا الاتحاد، ولكن وللأسف الشديد فقد مضى وقت طويل دون أن يتقدم اتحاد عربي واحد بطلب الانضمام، وكنا نحس بالمرارة، ونحن ندرك تمامًا أن بإمكان عشرة اتحادات عربية لو انضمت للاتحاد الآسيوي وتكاتفت مع اتحادات الدول الإسلامية والصديقة أن تعزل «إسرائيل» عن النشاط الرياضي والنشاطات المشبوهة والدعايات المسمومة التي تقوم بها في القارة الآسيوية.
مشكلة وجود إسرائيل
وعندما تقدمنا للاتحاد الآسيوي في (15/2/1970م) بطلب تنظيم دورة الأندية الآسيوية الأبطال سنة (1971م) بالكويت؛ كنا على يقين من استحالة تنظيمها، حيث ستوضع العراقيل أمام تنظيمنا لها، وبالرغم من ذلك فقد تقدَّمنا بطلب تنظيم الدورة آملين في تحقيق أحد هدفين، فإما أن تنظم الدورة في الكويت دون اشتراك «إسرائيل» فيها أو رفض الطلب، وفي ذلك إبراز لمشكلة وجود «إسرائيل» في الاتحاد الآسيوي أمام كل من الاتحادين الآسيوي والدولي، ولقد تضمنت مذكراتنا التي رفعناها إلى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في الكويت بتاريخ (31/1/1970م) هذه التوقعات.
وبعد اتصالات من قِبل اتحادنا شملت كلا من اتحادات العراق والسعودية والأردن وسوريا والبحرين أعطوا وعودًا بالانضمام وحضور المؤتمر، إلا أن ذلك لم يتم إلا أن سوريا والبحرين والأردن انضمت فقط ولم تحضر المؤتمر.
موافقة الاتحاد
هذا وقد وافق الاتحاد الآسيوي على أن تنظم الكويت دورة الأندية الأبطال عام (1971م) بالكويت بالموافقة المشروعة، بأن تقوم حكومة الكويت بمنح تأشيرة دخول لفريق من إسرائيل وأجبناهم بأن الحكومة الكويتية وسائر الحكومات العربية لا تعترف بالكيان الإسرائيلي على الأرض العربية المحتلة.
ثم بدأنا في خطوة أخرى وهي إسقاط «إسرائيل» من عضوية اللجنة التنفيذية، وذلك بحثِّ جميع الدول العربية لحضور المؤتمر لما لهم من تأثير كبير بجانب الدول الإسلامية والصديقة.
الصراع أثناء المؤتمر
بعد وصول وفدنا إلى بانكوك بدأ اتصالاته حول إقامة الدورة في الكويت، وأوضحنا له أن سبب المشاكل في الاتحاد هو وجود إسرائيل، وأن حكومتنا قد استعدت أن تتبنى إقامة مثل هذه الدورة إلا أنه من المستحيل إعطاء تأشيرة للفريق اليهودي.
الأدوار التمهيدية تقام في الكويت
وبعد ذلك عملنا على تنظيم الأدوار التمهيدية للمجموعة الغربية على بطولة كأس آسيا، وطلبنا تبعًا لذلك نقل الأدوار النهائية من إسرائيل، وفاز بها كل من فيتنام الجنوبية (21) صوتًا، تايلاند (20) صوتًا، بوسا (18) صوتًا، هونج كونج (17) صوتًا، إندونيسيا (15) صوتًا، الهند (15) صوتًا، «إسرائيل» (14) صوتًا.
من هنا يتضح لنا مدى ما كان يمكن تحقيقه لو حضرت الاتحادات العربية الأعضاء لهذا المؤتمر.
· وقد خرجنا من المؤتمر بحرمان إسرائيل من تنظيم البطولة وموافقة الاتحاد الدولي على إقامة الأدوار التمهيدية في الكويت.
نحن والدول الإسلامية
واختتم السيد السعدون المؤتمر بقوله: إنه إذا أردنا تحقيق ما نسعى إليه من أهداف بعد أن خطونا خطوات طيبة نحو ذلك فلا بد من:
1- ضرورة العمل لانضمام اتحادات الدول العربية الآسيوية.
2- ضرورة العمل على اشتراك الدول العربية والآسيوية في المباريات التمهيدية التي ستقام في الكويت.
3- عقد مؤتمرات للاتحادات العربية والآسيوية لمناقشة الموضوع بصراحة.
4- ضرورة العمل على زيادة التقارب وتوطيد العلاقات مع الاتحادات الإسلامية والصديقة في آسيا.
5- ضرورة التعديل في القانون الأساسي للاتحاد الآسيوي الذي وضع بغيابنا.
6- ضرورة حضور جميع الاتحادات العربية المؤتمر القادم الذي سيعقد في بانكوك أثناء دورة الشباب سنة (1972م) مع الاتصال بجميع الاتحادات الإسلامية والصديقة.
وعرض الموضوع على لجنة المسابقات بعد تقديمنا كتابًا رسميًّا للجنة بذلك، وقد وفق على طلبنا وتقرر نقل الأدوار النهائية إلى بورما، ولم يستطع مندوب إسرائيل على الرغم من عضويته في اللجنة التنفيذية عمل شيء حيال ذلك.
تنكو عبد الرحمن يقول:
وقد عملنا كل ما في وسعنا للاتصال بالدول الإسلامية والصديقة للوقوف بجانبنا والوقوف أمام إسرائيل، وكان ضمن هذه اللقاءات مع السيد تنكو عبد الرحمن رئيس وزراء ماليزيا الذي يرأس الاتحاد الآسيوي فقال: «إن مشكلة ماليزيا هي مشكلة العرب»، فلم تقم دورات آسيوية هناك للآن بسبب إسرائيل وعدم السماح لها بالاشتراك إذا ما أقيمت، وذلك تضامنا مع الشعوب العربية، وإنه لا بد من نقلها من الاتحاد الآسيوي.
لم تحضر أي دولة عربية
ولقد انتظرنا وصول بعض الدول العربية، ولكن للأسف لم يحضر أي بلد منهم، وقد اجتمعت جميع الدول بينهم دولة عربية واحدة فقط هي الكويت.
الانتخابات
وقد أجريت الانتخابات لاختيار رئيس للاتحاد، وفاز بهذا المركز تنكو عبد الرحمن.
ثم أجريت انتخابات اللجنة التنفيذية والتي تضم سبع دول.
استغلال إسرائيل للدورات
واختتم السيد أحمد السعدون المؤتمر الصحفي بقوله:
وإننا لنرى من الضروري توضيح هذا إلى الجهات المختصة، حتى يناقش هذا الأمر على مستوى عالٍ، لأن وجود «إسرائيل» ضمن النشاط الرياضي الأسيوي لا يخدم أهدافها الرياضية فحسب، بل تستغله في تحركاتها المشبوهة ودعاياتها المسمومة بين شعوب القارة الأسيوية، التي تجهل الكثير عن أوضاعنا العربية على المستوى الشعبي.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل