العنوان دول الخليج.. وتهديد النفايات النووية الأمريكية والإيرانية
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 14-أغسطس-2010
مشاهدات 26
نشر في العدد 1915
نشر في الصفحة 5
السبت 14-أغسطس-2010
تخطط الولايات المتحدة وبعض حلفائها الغربيين إلى الاستفادة من طبيعة الصراع مع إيران في المنطقة، واستثمار الاتفاقيات الأمنية والتواجد العسكري لتوسعة مخازن النفايات النووية في أراضي العراق ودول الخليج العربي واليمن، وقد أعلنت جماعة«الخط الأخضر» البيئية في الكويت أن الكوارث البيئية التي تسبب بها الجيش الأمريكي في منطقة الخليج باستخدامه قذائف اليورانيوم المنضب-والتي تتعادل في أخطارها الإشعاعية مع البرنامج النووي الإيراني-كانت كارثة حقيقية على دول المنطقة.
وسيتم خلال شهر رمضان المبارك نقل وتخزين النفايات المشعة، المكونة من حديد السكراب ومخلفات الآليات العسكرية الملوثة بالإشعاع، والتي تم تدميرها بقذائف اليورانيوم المنضب خلال حرب احتلال العراق، إلى قاعدة «العديد» القطرية لتكون بذلك أكبر مخزن للنفايات المشعة والمدمرة في منطقة الخليج.
وإذا كانت بعض الدول العربية-منذ ثلاثة عقود وإلى اليوم-قد أصبحت مخزنًا ومقبرة لهذه النفايات، كما في مصر والسودان والصومال وموريتانيا والصحراء الجنوبية في أفريقيا العربية، وحاليًا العراق في صحرائها الغربية والجنوبية الممتدة من النجف إلى الحدود السعودية، فإن المخطط أن تتحول دول الخليج واليمن لتصبح مكب النفايات النووية الأكبر للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.
إن الأخطار المحدقة بدول منطقة الخليج كارثية ولأمد بعيد، إذا جمعنا معها خطر التلوث النووي من الطرف الإيراني، والذي بدأ في صب نفايات مصانعه النووية في الخليج.
فالأخطار الناجمة عن النفايات والتلوث النووي هو ما ينتج بسبب تأثيرات الإشعاعات النووية الخطيرة على الصحة والهواء والمياه والزراعة، مع عدم القدرة على السيطرة علي تأثيراتها لأماد بعيدة قدرت بنصف مليون سنة قادمة.
لقد تسببت حربا تحرير الكويت واحتلال العراق في وجود تلوث إشعاعي بمستويات تتراوح بين مئات وآلاف المرات عن الحد المسموح به، وتسببت أيضًا في تعريض مساحات كبيرة من أراضي بعض البلدان الخليجية لمواد مشعة باليورانيوم والزرنيخ والزئبق والكادميوم؛ مما أدى إلى إصابة أكثر من ٢٠ ألف شخص بالسرطان في إحدى الدول الخليجية، وكلفت خزانتها ما يقارب ۱٫۳ مليار دولار، كما أن معالجة هذه الأراضي تحتاج إلى مليارات من الدولارات.
لقد ارتفعت نسبة الإصابة بمرض سرطان الدم والمثانة والرحم بعد هاتين الحربين بوتيرة متسارعة وبشكل مرعب.. كما أن تسرب هذه الملوثات النووية الأمريكية والإيرانية إلى مياه الخليج والمياه الجوفية سيخلق أزمة تلوث في المياه لكل دول المنطقة، تستمر آثارها إلى عشرات السنين.
لذا، فإننا ندعو دول الخليج إلى ما يلي:
- إعادة النظر في الاتفاقيات الأمنية مع الولايات المتحدة، والزامها بنقل نفاياتها النووية والحربية على ميزانيتها الخاصة خارج دول الخليج.
- العمل على إيجاد فريق عمل خليجي مطعم بخبرات دولية لإعادة مسح جميع دول المنطقة، والأماكن التي يعتقد تواجد نسبة كبيرة من التلوث الإشعاعي، فيها وإعداد تقرير يقدم إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي ليكون موضوعًا رئيسًا يعرض في الاجتماع القادم بمدينة«أبوظبي» في ديسمبر ۲۰۱۰م لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
- عمل دراسة ميدانية على الحالات المرضية التي سببتها النفايات النووية في منطقة الخليج، باتفاق وزراء القمة في دول الخليج، واتخاذ كافة الإجراءات الصحية الوقائية.
- رفع القضايا من قبل مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات المهتمة بالبيئة ضد الولايات المتحدة وإيران؛ لتسببهما في نشر التلوث الإشعاعي، مما نتج عنه تدمير للبيئة وانتشار الأمراض السرطانية وغيرها من الأضرار الكارثية على الدول والناس في المنطقة.
- قيام المجالس النيابية والشورية في دول مجلس التعاون الخليجي بدورها؛ بالمراقبة وسن التشريعات اللازمة لحفظ حقوق الناس، وتوفير الأمان لهم من تهديدات التلوث الإشعاعي النووي، ومحاسبة المسؤولين المقصرين في أداء دورهم.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل