; يجري تعميمه في المنطقة العربية.. ديمقراطية بلا إسلاميين.. شعار الأردن الجديد! | مجلة المجتمع

العنوان يجري تعميمه في المنطقة العربية.. ديمقراطية بلا إسلاميين.. شعار الأردن الجديد!

الكاتب عاطف الجولاني

تاريخ النشر السبت 11-أغسطس-2007

مشاهدات 13

نشر في العدد 1764

نشر في الصفحة 22

السبت 11-أغسطس-2007

 الإسلاميون في الأردن ينسحبون من الانتخابات البلدية ويتهمون الحكومة بالتزوير.

 احتمال مقاطعة الإسلاميين الانتخابات النيابية لم يعد مستبعداً.. إذا لم تتوافر ضمانات مسبقة بنزاهتها.

 مسلمو سريلانكا أحيوا الذكرى الـ ١٧ لـ «يوم الشهداء».

«مجزرة ديمقراطية»، «كارثة مسيئة» «عبث رخيص»، «مسرحية هزلية»، عملية تزوير مكشوف، أوصاف قاسية واتهامات خطيرة أطلقها حزب «جبهة العمل الإسلامي» بحق الحكومة الأردنية، في بيانه الصحفي الذي أعلن فيه انسحابه من الانتخابات البلدية في الساعات الأولى من بدء عملية الاقتراع لاختيار رؤساء المجالس المحلية وأعضائها الأسبوع الماضي.

وكانت جبهة العمل الإسلامي قد حذرت مسبقاً من خطط حكومية لتحجيمها سياسياً، وللتدخل ضدها في الانتخابات ورغم ذلك أثرت الاستمرار في العملية الانتخابية على أمل أن يكون حجم التجاوزات محدوداً ومحتملاً. 

كما يقول أحد رموز الجبهة الذي أضاف (للمجتمع): «لكن التجاوزات والتدخلات الحكومية فاقت كل التوقعات، ووصلت حداً خطيراً لا يمكن السكوت عليه، ولم يترك أي فرصة المنافسة شريفة».

تزوير ممنهج

تناول البيان الصحفي للجبهة الإجراءات الرسمية والتدابير الحكومية المنحازة نحو مرشحين محددين، وضد مرشحين آخرين والتي تمثلت باستغلال المؤسسة العسكرية وأفراد القوات المسلحة وحشدهم في عدد كبير من الحافلات. وأمرهم بالتصويت علانية مرات عديدة في صناديق متعددة بطريقة مكشوفة وتحت نظر جميع المواطنين. كما تعمدت الأجهزة الرسمية عرقلة عملية الانتخاب وعرقلة سير المواطنين نحو الصناديق، والاعتداء على العامة بالضرب وإطلاق النار ....

اعتداء على كرامة الوطن

أكدت «جبهة العمل الإسلامي»: أن عملية التزوير الحكومي الرسمي الواضح والمكشوف على هذا النحو المدير سلفاً تشكل إساءة بالغة لكل الأردنيين، وخيانة واعتداء على كرامة الوطن والشرف العسكري يستحق من كل الشرفاء والأحرار وأصحاب الضمائر وقفة حرة أبية.

وفي تبريرها لقرار الانسحاب من الانتخابات بعد بدء عملية الاقتراع قالت الجبهة: «أيها الإخوة المواطنون بعد الوقوف على هذه المهزلة وهذا العبث الرخيص. ثم يعد بمقدورنا الاستمرار بهذه المسرحية الهزلية، وتعلن انسحاب مرشحي الحزب من جميع مواقع الترشيح وفي جميع بلديات المملكة.

 الاحتجاجات على سير عملية الاقتراع لم تقتصر على جبهة العمل الإسلامي التي كانت مستهدفة بالمقام الأول، فتدخل الحكومة لصالح مرشح معين ضد مرشح الحركة الإسلامية شكل استهدافاً مباشراً لجميع المرشحين الآخرين المنافسين على ذات الموقع، ما جعل الحكومة في نظرهم متهمة بالانحياز ضدهم وضد عشائرهم، الأمر الذي دفع العديد منهم لأن يحذو حذو الجبهة في الانسحاب من الانتخابات يوم الاقتراع، كما شهدت العديد من المناطق أعمال شغب ومواجهات مع قوات الأمن، احتجاجاً على ما اعتبره مرشحون تدخلاً حكومياً في الانتخابات».

خسائر اجتماعية

مراقبون رأوا أن خسارة الحكومة لم تتوقف عند حدود التشكيك بنزاهة الانتخابات التي أشرفت عليها، وإنما تعدتها إلى دخولها مواجهة مع قوى اجتماعية مؤثرة كانت في غنى عن استفزازها.

وتحظى العشائر في الأردن بنفوذ واسع ومكانة قوية، وكانت الحكومة فيما مضى تتجنب الدخول في مواجهات معها. بل تحرص على استيعابها في صفها لمواجهة خصومها السياسيين.

كما اشتكت وسائل الإعلام المحلية والعربية من منع مراسليها من دخول مراكز الاقتراع ومتابعة سير العملية الانتخابية، في محاولة رخيصة للتعتيم على الممارسات غير الديمقراطية.

سياسة الإقصاء

لم تتوقف تداعيات ما جرى عند حدود التصعيد غير المسبوق في الخطاب الإعلامي بين الحكومة والحركة الإسلامية بل تجاوزته إلى ما هو أخطر، ولا يستبعد أن تتسبب التطورات الأخيرة بمزيد من التأزيم في العلاقات المتوترة أصلاً بين الطرفين.

الحركة الإسلامية رأت في التدخل الحكومي ضدها في الانتخابات محاولة ليس لتحجيمها فحسب، وإنما لشطبها كلياً من كافة المواقع الانتخابية التي شاركت فيها، وعلى غرار ما حصل في انتخابات مجلس الشورى المصري الذي لم يسمح فيه لجماعة الإخوان المسلمين بالفوز بأي من مقاعد المجلس.

وإزاء قرار الانسحاب من الانتخابات البلدية تباينت آراء المراقبين السياسيين بين من يرى أن الانسحاب قد أفقد الانتخابات أهميتها ودلالاتها السياسية، حيث كانت الحركة هي القوة السياسية الوحيدة المشاركة بفعالية في الانتخابات.

فيما رأت الحكومة من جانبها أن انسحاب الجبهة محاولة للإساءة إلى سمعة الأردن داخلياً وخارجياً، ومحاولة للتشكيك بالمسيرة الديمقراطية، بحسب ناصر جودة الناطق الرسمي باسم الحكومة، وهو ما منده أمين عام حزب جبهة العمل زكي بني أرشيد الذي حمل الحكومة مسؤولية الإساءة إلى صورة الأردن ومؤسسته العسكرية، مضيفاً أن تجاوزات الحكومة في الانتخابات «ستكون لها تداعيات خطيرة ستفقد الناس الثقة بالمشاركة السياسية والانتخابية»..

ولم يتردد بني أرشيد في دعوة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لإلغاء نتائج الانتخابات وإعادة إجرائها.

الانتخابات النيابية المقبلة

على صعيد آخر، أثار قرار الانسحاب مزيداً من التساؤلات حول مشاركة جبهة العمل الإسلامي، في الانتخابات النيابية المرتقبة نهاية ٢٠٠٧م، والتي لم تحدد الحكومة بعد موعدها بدقة وثمة من يرى أن الحركة ربما تعيد النظر في توجهها للمشاركة في الانتخابات القادمة إذا لم تحصل على ضمانات مسبقة بنزاهتها وبعدم تكرار ما جرى من تزوير في الانتخابات البلدية.

ردة ديمقراطية

لقد بشرت الإدارة الأمريكية - عقب احتلالها العراق - بمشروع للإصلاح ونشر الديمقراطية في المنطقة. لكنها سرعان ما تراجعت ونكصت على أعقابها إثر اكتساح الإخوان المسلمين وحركة حماس للانتخابات التشريعية في مصر وفلسطين.

ولعل ما جرى مؤخراً في انتخابات مجلس الشورى المصري، وفي الانتخابات البلدية في الأردن يكشف النقاب عن ردة أمريكية عن مشروع الإصلاح والديمقراطية وعن ضوء أخضر تلقته حكومات المنطقة من واشنطن بالتصرف كما يحلو لها مع الحركات الإسلامية، ومع المسار السياسي في بلدانها، بمنأى عن أي نقد أو ضغوط أو مطالبات بالإصلاح.

استيعاب الحركات الإسلامية في المعادلة السياسية ضمن سقوف منخفضة ومحددة سلفاً لم يعد - كما يبدو - ضمن أولويات الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة. والسؤال: هل بات

 مطلوباً في المرحلة الجديدة ديمقراطية بلا إسلاميين؟

 

مسلمو سريلانكا أحيوا الذكرى الـ ١٧ لـ «يوم الشهداء»

أحيا مسلمو سريلانكا الذكرى الـ ١٧ لما يُعرف بـ «يوم الشهداء» يوم الجمعة ٨/٣، وهو اليوم الذي شهد المذبحة التي قامت بها جبهة «نمور تحرير تاميل إيلام» عام ۱۹۹۰م حين قامت بإطلاق النار على عدد كبير من السكان المسلمين أثناء تأديتهم الصلاة داخل مسجد مدينة «كاتانكودي»، ما أسفر عن مقتل ١٤٠ مسلماً، ضمن ما أسماه التاميل أسبوع «رعب التاميل» الذي قتل فيه قرابة ٣٠٠ مسلم.

وقالت صحيفة «مسلم نيوز» البريطانية: إن آلاف المسلمين توافدوا إلى مدينة كاتانكودي - شرقي سريلانكا - لإحياء «يوم الشهداء» في ذكرى مقتل ١٤٠ مسلماً وجرح ٦٦آخرين علي يد «نمور التاميل».

وأشارت الصحيفة إلى أن تلك المذبحة أعقبتها مذبحة أخرى في اليوم التالي قتل فيها ٤٠ مسلماً آخرين بمدينة «أكاراباتو» - ٣٥٠ كم شرقي كولومبو - ثم قتل ۱۲۷ آخرين بعد أربعة أيام في قرية «صدام حسين».

كما أن التاميل شنوا هجوماً جديداً على المسلمين في أغسطس من العام نفسه على منطقة «إيرافور» - شرق العاصمة - قتل فيه ٣١ طفلاً، و٢٧ امرأة، و١١٥ رجلاً.

وللتذكير بتلك الذكرى الأليمة أعدت منظمة إحياء ذكرى الشهداء الوطنية مسيرة ضمت ۱۰,۰۰۰ مسلم من أنحاء سريلانكا اجتمعوا بعد تأدية صلاة الجمعة ٨/٣ في ثلاثة مساجد مختلفة.

يشكل مسلمو سريلانكا نحو 8% من نسبة السكان في البلاد، أغلبهم قبائل عربية وفدت إلى الجزيرة، ويصل عددهم إلى ١.٦ مليون مسلم يسكنون المناطق الشمالية والشرقية من الجزيرة ويشكلون ثالث أكبر عرقية في البلاد.

وكان التاميل قد طردوا حوالي ۱۰۰ ألف مسلم عام ١٩٩٠م من شبه جزيرة «جفنا» التي يسيطرون عليها بهدف إبقائها خالصة لهم..

الرابط المختصر :