; د. عادل عبد الله الفلاح: المسلمون أولى من النصارى بأعمال الإنقاذ | مجلة المجتمع

العنوان د. عادل عبد الله الفلاح: المسلمون أولى من النصارى بأعمال الإنقاذ

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 08-ديسمبر-1987

مشاهدات 35

نشر في العدد 846

نشر في الصفحة 9

الثلاثاء 08-ديسمبر-1987

ألقى الدكتور عادل عبدالله الفلاح- مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة بالهيئة الخيرية الإسلامية العالمية- محاضرة في مقر جمعية الإصلاح الاجتماعي بمناسبة اليوم العالمي للعمل التطوعي الذي أقره مجلس الوزراء الموقر.

حضر المحاضرة عدد من المهتمين بالعمل الخيري التطوعي في الجمعيات والهيئات الخيرية الإسلامية المحلية ورجال الإعلام وحشد من المواطنين.

وقد استهل الدكتور الفلاح محاضرته بالحمد والشكر لله عز وجل الذي وهبنا هذا العمل الصالح للتقرب عبره إليه وقال: إن الاقتناع بضرورة العمل واتخاذ الأسباب لوضع حد للظروف القاسية التي يتعرض لها إخواننا في الله، وما يواجهونه من ضغوط تستهدف دينهم الإسلامي وعقيدتهم السمحاء، على اعتبار أن الله سبحانه وتعالى قد جعل فعل الخير فريضة، والدعوة إليه جهادًا، والتعاون عليه أمرًا واجبًا.

وأشار الدكتور الفلاح في محاضرته إلى أن القيام بخدمة الفئات الضعيفة في المجتمع الإسلامي في أرجاء المعمورة سواء كان ماديًا أو معنويًا ليس عملًا كريمًا ودرجة رفيعة فحسب، بل هو في المعايير الإسلامية عبادة قد تصل إلى أن تكون فريضة يومية على الإنسان القادر؛ حتى يرتقي الضعفاء والمتضررون من إخواننا المسلمين إلى المستوى الإنساني اللائق والكريم.

وإذا كان الواجب تجاه هؤلاء لحمايتهم ورعايتهم، فإن المسلمين هم الأولى والأجدر بأن يتبنوا أعمال الخير والبر والإحسان، فالمسلمون كالجسد الواحد «مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى» (البخاري:6011).

وتساءل الدكتور الفلاح في محاضرته عما تم إنجازه من أعمال تطوعية وخيرية تجاه إخواننا في الإسلام مقارنة مع الجمعيات والهيئات العالمية الأخرى التي رصدت ملايين الدولارات وعشرات الإذاعات ومئات من محطات التلفزيونات وأعداد كبيرة من الطائرات والمطارات والسفن وعشرات الآلاف من الصحف والمجلات، بالإضافة إلى الملايين من الرجال العاملين لخدمة دينهم. كل ذلك بهدف تحقيق أهدافهم وطموحاتهم وخططهم الاجتماعية والثقافية.

وتحدث الدكتور الفلاح عن بعض الإمكانات المتاحة لغير المسلمين لنشر دعواهم وأفكارهم فقال: كلنا يذكر سويغارت الذي شاهدناه في المناظرة مع الداعية الإسلامي أحمد ديدات، هذا الرجل له ما يزيد عن ألفي محطة تلفزيونية في العالم، موزعة في أكثر من 40 دولة وميزانيته اليومية حوالي مليون دولار.

وفي الولايات المتحدة يوجد أكثر من 300 ألف منظمة لاربحية مستثناة من الضرائب، وتستخدم الأساليب التقنية المتطورة والمتزايدة في جمع التبرعات لتحقيق أهدافها الخيرية ونشر تعاليمها الثقافية، وقد ارتفعت حصيلة التبرعات من 11 بليون دولار عام 1955 إلى 88 بليون دولار عام 1986م.

وواصل الدكتور الفلاح مقارنته في جمع التبرعات والعمل التطوعي في الدول الغربية، فأشار إلى أن الدراسات أثبتت أن عدد ساعات حوالي 16 بليون ساعة في السنة الماضية، وذلك بزيادة أكثر من 12 مليون ساعة من عام 1981م وقد حسبت قيمة هذه الساعات بالدولارات، فكانت ما قيمته 110 مليون دولار.

وأشار الدكتور الفلاح إلى أن المحلات والمتاجر تساهم بشكل فعال في العملية التطوعية، وأشار إلى أن مجموعة من المتاجر وعددها 26 متجرًا في خمس ولايات أميركية ساهمت في تكوين مؤسسة للمنح الدراسية لأبناء المزارعين، بحيث تقوم هذه المتاجر بالتبرع بمقدار 10 % من مجموع مبيعاتها في الفترة ما بين 20 - 26 أكتوبر.

نعم هكذا هي مبادراتهم ليتعاونوا في تحقيق أهدافهم.. فما هي مبادراتنا لنحقق فيها أوامر الله سبحانه وتعالى في رعاية إخواننا في الدين وحمايتهم مما يتعرضون له.

وذكر الدكتور الفلاح صورة لجمع التبرعات قامت بها مجموعة من الأفراد في أميركا لمحاربة الجوع، فقد قامت في العام الماضي حملة هدفها كما أعلن لمحاربة الجوع واشترك فيها شخصيات اجتماعية بارزة، وقام المشتركون بتشكيل سلسلة طويلة جدًا بتشابك الأيدي على طول 4 آلاف ميل من مقر تمثال الحرية في أميركا إلى نقطة على المحيط الهادي، شارك في الحملة 6 مليون من البشر، وكان هدف الحملة جمع 60 مليون دولار، وحققت الحملة أهدافها وسارع الآلاف لتقديم تبرعاتهم، وتم جمع 100 مليون دولار.

أما عن أرقام المتطوعين للعمل في تلك الجمعيات.. فقال الدكتور الفلاح: لقد ذكر الكتاب السنوي للكنائس الأميركية والكندية في هذا العام أن مجموع العضوية قد وصل رقم 142,926,363 بزيادة قدرها 754,225 في 218 هيئة دينية، وهذا يشكل 53 % زيادة عن عام 85، ولكن في نفس الوقت زاد عدد سكان أميركا 1%. وإحصائية أخرى تكشف عن معدل ما قدمه عضو الكنيسة وهو 322 دولارًا، وذلك بزيادة عن رقم 300 دولار لعام 1985م، وقد ازداد ما يدفعه الشخص الواحد 366 % منذ عام 1961م عندما كان 69 دولارًا فقط.

أرقام مذهلة تثير الإعجاب وتبرعات خيالية، ملايين الدولارات للهيئات الدينية. وقال الدكتور الفلاح: نحن لا نعارض، وكل هذه الأعمال منهم يعملون بما يمليه الواجب عليهم، ولا نستغرب فكل هذا العمل إذا ما عرفنا نتائجه في ارتداد الكثير من المسلمين عن دينهم يوميًا، نتيجة للكثير من الإغراءات التي تقدم لهم. وهنا يكون الواجب علينا بالعمل ليل نهار لإنقاذ أنفسنا وديننا وإخواننا ماديًا ومعنويًا.

الرابط المختصر :