; ذكرى حزيران.. النصر الذي ننتظره | مجلة المجتمع

العنوان ذكرى حزيران.. النصر الذي ننتظره

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 09-يونيو-1970

مشاهدات 167

نشر في العدد 13

نشر في الصفحة 5

الثلاثاء 09-يونيو-1970

الإذاعات والصحف وكل أجهزة الإعلام مسخرة لتحليل مأساة حزيران، ومن قبل فعلت هذا ولا ندري ماذا ستقول في الغد.. الذي قيل وسيقال طوال هذا الشهر إن حرية الأمة العربية كانت بسبب نقص التكنولوجيا والأسلحة الحديثة والتدريب الأحدث.. وقيل وسيقال إن الأمة العربية خدعت ووقعت الخديعة.. وسيقال إن الأمة العربية لم تكن على كلمة واحدة فتمكن العدو من ضربها..

وسيتهم البعض السياسة الأمريكية.. وآخرون سيهمسون بتخاذل الاتحاد السوفيتي.. ومئات وآلاف من التحليلات والاستقراءات سوف تغمر المنطقة العربية.

والذي نقوله إن كل الأسباب التي ذكرنا بعضها صحيحة؛ فالأمريكان والروس وأسلحتهم وتدريباتهم كلها كانت من عوامل الهزيمة، لكن هناك سبب ضاع في غمرة المأساة.. سبب لو عرف لتضاءل أمامه كل ما ذكر وما سيذكر من بعد.. السبب هو أننا لم نحارب بيد الإسلام، لم نخرج باسم الله وفي سبيله.. قلنا في بياناتنا إن الصهيونية المتعانقة مع الإمبريالية ستضرب القومية؛ فاحملوا يا عرب الأسلحة واخرجوا للصهاينة، وخرج العرب وهزم العدو العرب.

سيقول البعض إن هذه نغمة تقليدية، وأسلوب خطابي، ونحن لا يسعنا إلا أن نعيد ونكرر نداءنا بالأمس: إن قضية فلسطين قضية إسلامية، وبغير هذا المفهوم لن يتحقق النصر، لن يتحقق النصر بمفهوم قومي أو شيوعي أو اشتراكي، وإذا تحقق هذا النصر فإنه سيكون نصرًا مكذوبًا، مهما صنعنا له من هالات وأكاليل.

سنقول كلامًا قد يظنه البعض هراء وقد يرموننا بالتخاذل، نقول إننا يجب أن نتأكد من طهر وصلاة المقاتل قبل أن نعطيه سلاحًا، يجب أن يعرف المقاتل أن الصلاة في جماعة هي الدرس الأول، ثم يلي هذا القتال في جماعة، يجب أن يعرف المقاتل أن الدين لم يعف المقاتل من الصلاة حتى وهو في المعمعة، حتى وهو يسدد رميته للعدو، والإسلام يذكر المقاتل وهو في الميدان بالإكثار من ذكر الله ﴿إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (الأنفال: 45). والمقاتل لا بد وأن يعرف أنه إذا انتصر فرسالته إعلاء كلمة الله، وإذا استشهد فقد كتبت له حياة الخلد.. ﴿وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (النساء: 74) هذه هي شروط المقاتل.. وهذه هي حدوده.

وبعد أن تتوافر هذه الشروط، يمكن أن نقول للمقاتل إنك الآن دخلت الميدان.. سيقال إن معنى هذا أنكم ستوقفون الثورة حتى يتعلم المقاتل الصلاة وآيات الجهاد، ونقول إن الذي نعرفه أن القاعدة العريضة للمقاتلين يعرفون هذه الحقائق، ولكنهم في حاجة لمذكر وناصح، نقول إن الشعارات الكاذبة التي تعلن فوق رأس المقاتلين هم أبعد الناس عنها، ولو كشفنا الوجه الحقيقي للمقاتلين لوجدنا أن غالبيتهم أعرف منا بهذه الحقائق، ولكن أساليب الخداع والتضليل تحاول أن توهمنا أن المقاتلين شعارهم التقدمية ضد الرجعية، وأنهم براء من الإسلام وأهله.

لا يا قوم إن الإسلام لم تسقط رايته في المعركة، ولكن الغبار المثار حولها جعلنا لا نراها، أما الأعداء فيرفعون رايات عالية، ويسلطون عليها أضواء باهرة فيراها الناس كأنها حقيقة، ولكنها في الواقع أضواء فسفورية ليس فيها حرارة ولا حياة.

لا يا قوم إن حزيران ومئات من حزيران يمكن أن تتحقق إذا عشنا في متاهتنا، إذا تعارضنا مع ديننا ومثلنا وأخلاقنا، نقول بكل صراحة إننا سنُهزم إذا لم يكن الإسلام في حياتنا شريعة وأخلاقًا وعلمًا وسلاحًا وسلامًا،  سنُهزم إذا رفعنا راية الشيوعية، وتمسحنا بالصليبية، ورقصنا وغنينا وطبلنا وأبحنا واستباحنا حرماتنا، سنهزم مئات المرات.

يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به وسيكون للعدو حزيران وسيبكي هو ونفرح نحن ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ (الروم: 4، 5).

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل