العنوان بريد القراء.. (1171)
الكاتب بأقلام القراء
تاريخ النشر الثلاثاء 17-أكتوبر-1995
مشاهدات 14
نشر في العدد 1171
نشر في الصفحة 4
الثلاثاء 17-أكتوبر-1995
رأي القارئ
ردود خاصة
الأخ ناصر علي –بنجلور– الهند:
المشكلة ليست في المدرسة التنصيرية فقط، وإنما في أولياء أمور الطلاب الذين يختارون لأولادهم مثل هذه المدرسة، حيث يخدعهم المظهر والخدمات المميزة، ويفاجئهم بعد فترة التعصب المقيت، والحقد الأسود، والتخريف الديني، الذي يقدمه الخواجات على أنه جزء من حضارتهم.
عبد الله بن محمد القزلان -الرس- السعودية:
اللقاء إذا كان بهدف تحييد الخصم أو تخفيف غلوائه من الإجراءات التي تقرها السياسة الشرعية، والأولى أن نوجه استغرابنا واستنكارنا للمسوغات والآراء التي تلبس لبوس الشرع لتمهيد الأجواء للقاء العدواليهودي الذي يمكر بنا في الليل والنهار.
آدم سيسي -باماكو- جمهورية مالي:
«لنتبادل الآراء والأفكار، ونتقاسم الأفراح والأحزان»، هذه بعض عبارات رسالتك الأخوية التي تتطلب فيها التعرف على إخوانك في العالم الإسلامي عن طريق المراسلة على عنوانك:
Adama Cisse B.P.: 1711
Bamako Reb du Mali
تنويه
نلفت نظر الإخوة القراء أن تكون الرسائل موقعةبالكامل ومكتوبة بخط واضح على وجه واحد من الورقة، ونفضل أن تكون الرسائل مناقشة أوتعليقًا لما ينشر في المجلة، وتحتفظ المجلة بحق اختصار الرسائل، كما تحتفظ بحق عدم الالتفات إلى أي رسالة غير مذيلة باسم صاحبها واضحًا.
الدكتور الشاوي يعلق على «جذور الصراع بين المجاهدين الأفغان»
ويدعو لمؤتمر يدعم حكومة رباني
أرسل سعادة الدكتور توفيق الشاوي -أستاذ القانون الدولي السابق بجامعة القاهرة، والسياسي والمفكر الإسلامي البارز- تعليقًا لـ«المجتمع»، على موضوع «مستقبل أفغانستان.. وجذور الصراع بين المجاهدين الأفغان» الذي نشر في العدد 1168، ونظرًا للمكانة العربية والإسلامية والدولية التي يتمتع بها الدكتور الشاوي، وخبرته الواسعة بحركات التحرر الوطني والحركات الإسلامية في العالم منذ منتصف الأربعينيات حتى الآن، ومشاركته الفعالة في كثير من وفود الوساطة التي شاركت في البحث عن حل للقضية الأفغانية طوال الخمسة عشرةعاما الماضية، فإننا ننشر تعليقه ومقترحاته كاملة، آملين أن تجد صداها لدى كل مسلم غيور على دينه حريص أن يكون له دور في إيقاف الجرائم والمؤامرات التي يتعرض لها الشعب الأفغاني.
«المجتمع»
أهنئ مجلة «المجتمع»، على المقال القيم «جذور الصراع بين المجاهدين الأفغان» المنشور بعدد «المجتمع»، رقم (1168)، بتاريخ أول جماديى الأولى 1416هـ الموافق 26/9/1995م.
فلأول مرة أقرأ في مجلة إسلامية أو عربية تحليلًا لأحداث أفغانستان يتميز بهذا المستوى من الدقة والوضوح والصراحة التي نحتاج إليهالفهم مجريات الأحداث في ذلك البلد العزيز علينا وعلى المسلمين جميعًا.
إن الجهاد في أفغانستان كان رمزًا لصحوة العالم الإسلامي ومقاومته الاجماعية للعدوان الأجنبي على بلد إسلامي ناشئ، وكان انتصار المجاهدين الأفغان على العدوان الشيوعي مفخرة للمسلمين في جميع أنحاء العالم، فقد بعث فيهم الأمل في استعادة وحدتهم وقوتهم وبناء مستقبلهم على أساس إسلامي صحيح.
وهذا أمر أزعج القوى الأجنبية التي مازالت تطمع في فرض سيطرتها على أقطار العالم الإسلامي وشعوبه حتى تستغل ثرواته، وتوقف نهضته، ولذلك فإنهم يسعون لتشويه صورة المنظمات الأفغانية لكي يشوهوا مبدأ الجهاد في ذاته ليصرفوا المسلمين في جميع أنحاء العالم عن أي دعوة للجهاد ضد أعداء الأمة الإسلامية.
لقد كان أهم ما أبرزه المقال هو دور حكومة باكستان الحالية، وتورط عناصر مخابراتها في تنفيذ الخطط التي تهدف إلى منع استقرار أي حكومة إسلامية فيأفغانستان، وذلك عن طريق إثارة الصراعات بين زعماء المجاهدين ومنظماتهم.
إن أمريكا بواسطة الأمم المتحدة ومندوبها المستيري يريدون أن يمنعوا استقرار الحكومة الإسلامية في كابل، سواء كان رئيسها رباني أو غيره، وهم يعاونون بعض القادة الأفغان لمقاومة -حكومة کابل- طالما أنها حكومة إسلامية؛ لأنهم لا يريدون أنيسمحوا لأي زعيم أفغاني إقامة حكومة تعلن الشعارات الإسلامية، إنهم يريدون أنيفرضوا عليهم جميعًا حكومة تضم القوميين، والشيوعيين، والملكيين، وتقبل التخلي عن مبدأ الحكم الإسلامي، ويعبرون عن ذلك بأنها ستكون ذات قاعدة موسعة، ومتى كانت كذلك فإنها ستكتفي بالشعارات القومية، أو الوطنية، أو العصرية، أو أي شعارات أخرى بعيدة عن الإسلام.
مما يؤسف له أن أمريكا تستغل علاقتها بباكستان وتدفعها لكي تشجع أي منظمة تمنع استقرار حكومة كابل، وتهددها، وقد استغلت في ذلك حكمتيار، والآن تستغل من يسمونهم الطالبان، وتدفعهم للصراع مع حكومة كابل لمجرد حرمانها من الاستقرار، ومنعها من القيام بأي عمل لإعادة تعمير البلاد.
إني أود أن يقرأ جميع المسلمين ويستوعبون ما أبرزه مقال «المجتمع» من الوقائع التي تؤكد أن هجوم حكمتيار على کابل، وهجوم طالبان بعد ذلك على العاصمة الأفغانية كان كله من تدبير المخابرات الأمريكية -بمعاونة بعض العناصر في المخابرات الباكستانية التي مازالت تعمل لحساب أمريكا، وتساعدها في منع استقرار أي حكومة في أفغانستان- وتساعد أي منظمة على الهجوم على المدنيين الأفغان في كابل وغيرها لإحداث مزيد من التخريب في البلاد.
إن المدنيين في كابل وفي كثير من مناطق أفغانستان هم ضحية هذه المؤامرات التي ترسمها قوى أجنبية وينفذها أعوان لهم في مخابرات باكستان وعملاء أيضًا من الأفغان مرة باسم حكمتيار، ومرة باسم الطالبان -وهؤلاء كل هدفهم منع استقرار الحكومة في كابل- والجهات التي تستغلهم لن تسمح لهم «بالاستيلاء على السلطة ولديها الوسائل للقضاء عليهم، كلما رأوا ذلك في صالح خطتهم كما حدث مع حكمتيار».
إنني أرجو أن يشاركني المخلصون من أبناء هذه الأمة في دعوة جميع الهيئات الإسلامية إلى مؤتمر يضع خطة واضحة لمقاومة هذه المؤامرة على استقرار حكومة كابل الإسلامية وعلى المدنيين في أفغانستان من أجل اتخاذ ذلك كله حجة لتشويه صورة الجهاد في أفغانستان وغيرها.
إنني أقترح على هذا المؤتمر أن يلزم جميع المنظمات الإسلامية بالاستمرار في توفير الخدمات الإنسانية لأفغانستان -ولا يتخلى عنها بحجة وجود صراع بين الأفغانيين، لأن هذا الصراع من صنع القوى الأجنبية- التي تستطيع دائما أن تجد عملاء لإثارة الفتن ومهاجمة أي حكومة أفغانية؛ لأن هدف القوى الأجنبية هو منع الاستقرار حتى يفرضوا حكومة «موسعة» تخضع لتوجيهاتهم -وتتخلى عن الشعارات الإسلامية، وعلينا أن نحدد الأعمال التي يجب أن تقاومها الهيئات الإسلامية وتدينها وتستنكرها، بل وتطالب بمعاقبة من يرتكبونها، وأول هذه الأعمال هي ضرب المدنيين في كابل وفي المدن الأفغانية أو غير الأفغانية، لأن المدنيين لا يجوز الاعتداء عليهم بحجة إخراج الحكومة التي توجد في تلك المدن. وكذلك التحالف مع الشيوعيين ضد الحكومة الإسلامية.
إنني في الاجتماع السنوي للجمعية الخيرية منذ عامين عارضت قرارًا يدعو الفئات الأفغانية المتصارعة للمصالحة؛ لأن هذا في نظري كان المقصود به التهرب من إدانة حكمتيار الذي ارتكب جريمتين هما:
الأولى: ضرب المدنيين وقتلهم وتشريدهم في كابل وغيرها من المدن.
الثانية: التحالف مع الشيوعيين ضد حكومةكابل، ومنهم دوستم الذي يعمل لحساب الحكومة الشيوعية في أوزبكستان وطاجيكستان.
إننا نقترح أن تقرر الهيئات الإسلامية إدانةكل من ارتكب إحدى هاتين الجريمتين ومحاكمة أي هيئة متورطة فيهما والحكومات أو عناصر المخابرات التي تشجع ذلك أو تساعد عليه.
لقد جاء دور طالبان ومؤيديها في مخابرات باكستان وحكومتها لارتكاب هاتين الجريمتين، وعلى الهيئات الإسلامية أن تتخذ موقف الإدانة لهؤلاء جميعًا، وإعلان أن ذلك كله تتحمل مسؤوليته عناصر مخابرات أجنبية، ومن يتعاونون معها، وليس الجهاد الذي يريدون تشويه صورته.
إن المتآمرين على أفغانستان إنما يريدون تخريب باكستان نفسها، والأسلوب الذي يتبع في تخريب أفغانستان بواسطة حركات مشبوهة هو نفس الأسلوب الذي بدأ تنفيذه في باكستان في كراتشي، وسوف يستمر هذا الأسلوب طالما يوجد عناصر تتعاون مع القوى الأجنبية لتخريب أقطار العالم الإسلامي، وإعطاء مبررات لمن يريدون اتهام كل من يرفعون شعارات الجهاد بالتورط في ذلك مع أنهم هم الذين يمولونهم ويزودونهم بالسلاح والخبراء والخطط لاستمرار الحرب الأهلية في أفغانستان والفتن الداخلية في باكستان وغيرها.
إنني أدعو الهيئات الإسلامية والمسلمين عمومًا اتخاذ موقف حازم بإدانة هذه الحركات الإسلامية المشبوهة التي تستفيد منها القوى الأجنبية المعادية لأفغانستان وباكستان وللإسلام والمسلمين في كل مكان.
د. توفيق الشاوي
أستاذ القانون الدولي
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل