العنوان حرب استئصال السُنة والقوى العراقية الوطنية.. مستمرة
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 16-يونيو-2007
مشاهدات 17
نشر في العدد 1756
نشر في الصفحة 5
السبت 16-يونيو-2007
﴿وَمَا هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا لَهۡوٞ وَلَعِبٞۚ وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَ لَهِيَ ٱلۡحَيَوَانُۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ (64) فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلۡفُلۡكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّىٰهُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ إِذَا هُمۡ يُشۡرِكُونَ (65) لِيَكۡفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ وَلِيَتَمَتَّعُواْۚ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ (66) أَوَ لَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا جَعَلۡنَا حَرَمًا ءَامِنٗا وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنۡ حَوۡلِهِمۡۚ أَفَبِٱلۡبَٰطِلِ يُؤۡمِنُونَ وَبِنِعۡمَةِ ٱللَّهِ يَكۡفُرُونَ (67) وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُۥٓۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡكَٰفِرِينَ (68) وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهۡدِيَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ (العنكبوت: 64 – 69).
الحملة الدائرة منذ منتصف مايو الماضي على قيادات وكوادر ومقرات الحزب الإسلامي العراقي في مدينة البصرة، تقدم شواهد جديدة على أن الحديث عن المصالحة الوطنية ولمِّ الشمل من قبل رئيس الحكومة نوري المالكي أو السيد مقتدى الصدر.. هي مجرد تصريحات في الهواء للتسكين وللاستهلاك المحلي، فالواقع المعاين على الأرض. وطبيعة الأحداث الدائرة في العراق يؤكد -بما لا يدع مجالًا للشك- أن الحملة الوحشية التي بدأت منذ الاحتلال الأجنبي للعراق (21/3/2003م) - ضد أهل السنة في العراق وضد كل القوى الوطنية الشريفة المتمسكة بوحدة التراب العراقي ووحدة شعبه بكل طوائفه وتوجهاته هي حملة متواصلة دون انقطاع، وإن تعددت مراحلها واختلفت صورها، وهي تستخدم كل سبل الضغط والاضطهاد والتطهير الطائفي والقتل والتعذيب والسجن على الهوية، بغية التهام العراق، وإخضاعه لسيطرة المليشيات الطائفية، وفرق الموت، وعملاء الاحتلال، والقوى الخارجية الأخرى.
وقد أصبح العراق اليوم ساحة مستباحة لصراع المشاريع الاستعمارية الطامعة في أرضه وثرواته وشعبه، وصار مسرحًا للقتل والتخريب والتهجير والدمار والضحية الكبرى في كل ذلك هم أهل السُّنة في العراق، والقوى الوطنية الرافضة للاحتلال، وصراع المشاريع الطامعة، والرامية إلى النَيِل من وحدته واستقلاله.
وإن الحقائق الماثلة على الأرض، والتي يشاهدها المتابعون يوميًّا، وتقارير المنظمات الدولية الإنسانية والحكومية، ومراكز الدراسات الدولية تؤكد ذلك.
وإن ما جرى ضد مقرات الحزب الإسلامي وكوادره، بل وتواجده على أيدي المليشيات الطائفية في قضاء أبي الخصيب «بالبصرة» -أمام القوات البريطانية وقوات الشرطة- التي لم تحرك ساكنًا من حرق للمقر وسرقة ممتلكاته، وذلك بعد فوزه بأغلبية مقاعد المجلس البلدي «١٦ مقعدًا من إجمالي ۲۱ مقعدًا»، ثم توزيع منشورات تهدد بقتل السُّنة إن لم يتركوا المدينة خلال عشرة أيام، وزرع العبوات الناسفة أمام منازل الأعضاء، كل ذلك يؤكد أن الحرب على السُّنة مازالت قائمة، وأن محاولات كسر شوكتهم، وتحويلهم إلى أضعف رقم في المعادلة السياسية تتواصل دون هوادة، تحت حماية قوات الاحتلال.
وكعادتها لم تحرك الحكومة العراقية ولا رئيسها نوري المالكي ساكنًا، وكأن شيئًا لم يحدث!!
وغني عن البيان هنا، فإن حكومة المالكي، ومن قبلها حكومة الجعفري، رعت بامتياز مخططًا عدوانيًّا طائفيًّا بغيضًا للقضاء على أهل السُّنة والقوى الوطنية الأخرى، وإن قراءة عادلة لأرقام ونوعيات القتلى والجرحى التي تعج بها المستشفيات، وتنطق بها السجلات الرسمية، وأرقام المشردين من ديارهم داخل العراق وخارجه، تؤكد أن أغلب الضحايا هم من أهل السُّنة، ومازالت الشوارع، ومقالب القمامة ومجمعات المجاري تشهد بأنها تحولت إلى مقابر جماعية لأهل السُنة في عهد حكومتي المالكي والجعفري على أيدي المليشيات الطائفية المجرمة.
وكمثال فقط نشير إلى ما ذكرته صحيفة «الواشنطن بوست» من أن عدد المشردين في العراق بلغ حتى نهاية عام ٢٠٠٦م فقط ١٫٦ مليون لاجئ، في الوقت الذي أكد فيه مركز الدراسات الإستراتيجية الأمريكي أن العراق فقد 5% من سكانه منذ الاحتلال «عدد سكان العراق ٢٧ مليون نسمة».
وغني عن البيان، فإننا ندين عمليات قتل أبناء العراق من الشيعة قتلًا عشوائيًّا على يد الجماعات المسلحة، أو قوات الاحتلال التي لا تفرق بين شيعة وسُنة في عملياتها الإجرامية.
إنها محنة متواصلة دون توقف يقاسي ويلاتها أهل السنة في العراق والقوى الوطنية العراقية الأخرى الشريفة، وسط صمت العالم العربي، والجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات الحكومية والإنسانية، والأمم المتحدة والعالم الحر عما يجري دون تحرك جدي وفعال لوضع حد لتلك المأساة الكبرى التي إن استمر السكوت عنها، فستكون وبالًا على أمن واستقرار المنطقة بأسرها.. وذلك ما حذرنا منه مرارًا، وسنظل نحذر منه دون ملل أو كلل.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل