; رئيسة إيرلندا تشيد بدور الإسلام الفكري في بناء حضارة الغرب | مجلة المجتمع

العنوان رئيسة إيرلندا تشيد بدور الإسلام الفكري في بناء حضارة الغرب

الكاتب فهد العوضي

تاريخ النشر الثلاثاء 18-مايو-1993

مشاهدات 4

نشر في العدد 1050

نشر في الصفحة 39

الثلاثاء 18-مايو-1993

افتتحت رئيسة جمهورية إيرلندا مؤخرًا في دبلن العاصمة، أول مدرسة إسلامية حكومية، وذلك بجهود الجالية الإسلامية هناك وتبرعات أهل الخير والعطاء منها.

هذا وقد ألقت رئيسة الجمهورية السيدة ماري دوبنسون كلمة قيمة بهذه المناسبة أشادت فيها بالإسلام ودوره في بناء الحضارات الغربية على مدار التاريخ كما أشادت بجهود المسلمين الأوائل في الإفادة من علوم الحضارات الأخرى موعزة ذلك إلى جهود للعلم والمعرفة ورحبت بوجود مدارس إسلامية حكومية تنفق عليها الدولة ضمن ميزانية التعليم واعتبرت أن ذلك نقطة تحول إيجابية في العلاقة بين الجالية الإسلامية كأقلية وبين الحكومة والشعب الإيرلندي وفيما يلي نص كلمة الافتتاح.

«إنني سعيدة جدًا بفرصة الحديث إليكم في مثل هذه المناسبة الكريمة والتاريخية وشاكرة للمركز الإسلامي بدبلن على دعوته لي للمشاركة في حفل افتتاح المدرسة الإسلامية.

«على الرغم من ازدياد عدد الجالية الإسلامية في إيرلندا في السنوات الأخيرة إلا أن المسلمين لا يزالون أقلية الأمر الذي يجعل عملية الموازنة بين الاستقرار في بيئة جديدة وبين المحافظة في الوقت نفسه على تقاليدهم ومعتقداتهم أمرًا صعبًا ولأن المسلم بطبيعته عطش ومحب للعلم والتعليم وحريص على التمسك بعاداته وثقافته كان من الطبيعي جدًا أن يشعر أعضاء الجالية الإسلامية بالحاجة إلى التعليم الذي يعكس في برامجه ومواده قيم ومبادئ العقيدة الإسلامية ولقد تم الآن بالتعاون مع إدارة التعليم الإيرلندية تلبية مثل هذه الحاجة.

«إن للإسلام سجلاً معروفًا، في تاريخ المعرفة، ولقد كان المسلمون أبدًا على اتصال وثيق بالعلم والتعلم، ولم يكن هذا بمستغرب إذ إنهم طالما عرفوا بأنهم حملة العلم التقليديين وسط ظلمة القرون الوسطى هذا بالإضافة إلى صلة علماء المسلمين الأوائل بعلوم وفلسفة اليونان وفنون وآداب  وتاريخ الفرس ومصر والشام ومن خلال إقامتهم لحضارات جديدة في دول مختلفة، استطاعوا وضع حجر الأساس لحضارة الغرب اليوم.

ليس هذا فحسب وإنما طور المسلمون علومًا وآدابًا جديدة من عند أنفسهم وذلك بلغتهم العربية لقد أثروا بثقافتهم على دول عدة كما طوروا ما يعرف الآن بالفن الإسلامي. كما أنهم نجحوا في إيجاد الجامعات والهيئات الأكاديمية التي مكنت علماء الغرب من دراسة الفلسفة الإسلامية وترجمة معظم الأعمال والمؤلفات العربية إلى اللاتينية، وهذا هو الذي حفظ علوم وآثار العالم في القرون الوسطى.

واليوم تتواجد الجاليات الإسلامية في كل مكان تقريبًا من أنحاء العالم، وحبهم العظيم للعلم والتعلم لا يزال يتقد ويتألق كما كان بالأمس، وبقدر انفتاحهم على الأفكار الجديدة، وبقدر استعدادهم لقبول الوسائل المتطورة والإمكانات الحديثة، فإن حفاظهم القوي على ثقافتهم وارتباطهم العميق بعقيدتهم سيظل يؤكد دومًا على أنهم لن يتخلوا عن تقاليدهم العظيمة ومعتقداتهم الإسلامية.

وإن هذا المبنى العظيم الذي نحتفل اليوم بافتتاحه رسميًا، لهو أول مدرسة إسلامية حكومية في  تاريخ إيرلندا، وستكون دومًا موضع تقدير واحترام الشعب الإيرلندي الذي يحترم معتقدات الجماعة الأقلية على أرضه كما أنها المكافأة العادلة للجالية الإسلامية في دبلن على حرصها في تأمين مدارسها للأجيال الجديدة في الغرب.

الرابط المختصر :