; رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية | مجلة المجتمع

العنوان رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية

الكاتب عبد الرزاق شمس الدين

تاريخ النشر الثلاثاء 05-يوليو-1988

مشاهدات 15

نشر في العدد 873

نشر في الصفحة 8

الثلاثاء 05-يوليو-1988

السيد يوسف الجاسم الحجي: الكويت سباقة في عمل الخير.

  • الأمور الوافدة التي لا تتفق مع العادات الحميدة والأخلاق الإسلامية تعتبر مرفوضة؛ لأنها تشكل تحديًا لمشاعر الكويتيين.
  • الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية هيئة عالمية التأسيس، والتمويل، والاستثمار، والإنفاق.

     الأستاذ يوسف جاسم الحجي شخصية إسلامية كويتية، شغل عددًا من المناصب الهامة، وكان آخرها على المستوى الرسمي وزيرًا للأوقاف والشؤون الإسلامية، ويرأس حاليًا الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية التي تتخذ من الكويت مقرًا لها، يعرفه العاملون في مجالات الدعوة الإسلامية في مختلف أرجاء العالم الإسلامي، التقت به المجتمع وسألته:

المجتمع: متى بدأ العمل الخيري من خلال جمعيات الخير في الكويت؟

الحجي: بسم الله الرحمن الرحيم، وأصلي وأسلم على رسوله الكريم، والداعي إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والذي مدحه ربه بقوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ (سورة القلم: 4) وقوله: ﴿وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ (سورة آل عمران: 159).

     العمل الخيري في هذا البلد الطيب بدأ منذ تأسست هذه الدولة، فأهلها جبلوا على الخير منذ نشأتهم؛ لذلك فعمل الخير لم يتوقف منذ نشأة الدولة، بفضل تعاون المسؤولين، أما عن كون تأسيس جمعيات نفع عام، وقيام جمعيات تقوم بإرسال المساعدات للآخرين محليًا وخارجيًا، فقد بدأ بالخمسينات، وكانت أول جمعية هي جمعية الإرشاد والهلال الأحمر الكويتي، وغير ذلك من اللجان التي تقوم بمساعدة الآخرين، والكويتيون دائمًا كانوا متعاونين في التبرع، وبخاصة عندما يسمعون بقضية ما تحتاج إلى مساعدة عاجلة أو آجلة، لكن وجود هذه الجمعيات نظم العمل، وضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها.

المجتمع: ما هو دور الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وأهدافها؟

الحجي: بهدف تأسيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية إلى تقديم المعونة للفقراء، والمرضى، والأيتام، والمعوزين، وتتعاون في تحقيق ذلك مع جميع الهيئات والمنظمات الخيرية التي تقدم مثل هذه المعونات فهي عالمية التأسيس، عالمية التمويل، عالمية الاستثمار، عالمية الإنفاق، وقد قامت -منذ تأسيسها- بأعمال الإغاثة، وبناء المشاريع النافعة. 

المجتمع: تطورت أساليب العمل الخيري الكويتي بشكل لفت أنظار العالم، فما هي بواعث هذا التطور؟

الحجي: عمل الخير المقدم من قبل الكويت منتشر في القارات الخمس وحتى بين البلدان غير الإسلامية؛ حيث يتواجد أقليات مسلمة وطلبة وأصحاب عمل في هذه المناطق، فتقدم لهم هذه المساعدات بدون استثناء؛ لأنهم من المستحقين لهذه المساعدة، فوضعهم صعب لعدم اعتراف الحكومات بالإسلام، وبذلك لا يجدون من هذه الحكومات المساعدة المطلوبة.

     لقد انتشر العمل الخيري الكويتي في هذه المناطق بعد دراسة أوضاع هؤلاء، والعلم بحاجتهم لهذه المساعدة، وهكذا كان الهدف مساعدة المسلمين في أي مكان وبدون استثناء.

     ولا شك أن هذا التطور في العمل الخيري الخارجي يعود للاهتمامات الخيرة والطيبة للقائمين على أمر بعض جمعيات النفع العام، الذين آلمهم وضع المسلمين في بعض أقطارهم ومناطقهم، والحمد لله يشهد العالم اليوم لأعمال الكويت الخيرية المنتشرة في كل مكان على الرغم من صغر حجم الكويت.

المجتمع: ما هي منجزات المؤسسات الخيرية الكويتية خارج الكويت؟

الحجي: لأول مرة افتتح معرض لمنتجات ومنجزات الهيئات والمؤسسات الخيرية الكويتية في جمعية المعلمين الكويتية، تحت رعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وقد تضمن هذا المعرض إحصاءات مفصلة ودقيقة عن منجزات هذه المؤسسات خارج الكويت، ويعتبر هذا المعرض هو الأول لمنجزات الهيئات الخيرية في هذا البلد، وهذا المعرض لفت أنظار الزوار، ونال الإعجاب الكبير من قبل الجميع.

المجتمع: الجمعيات الخيرية في الكويت، هل لها علاقة بالسياسة؟

الحجي: جمعيات النفع العام نص نظامها على عدم التدخل في السياسة، وهي ليس من شأنها هذا التدخل لكون عملها تقديم العمل الخيري للآخرين، والعمل الخيري يقدم بدون أية شروط أو توجهات.

المجتمع: هل تساهم الحكومة بدعم جمعيات الخير ماليًا ومعنويًا؟

الحجي: وزارة الشؤون الاجتماعية تقدم معونة سنوية، وهذه المعونة لا تغطي المصاريف التي تقدمها هذه الجمعيات، ولا حتى المصاريف الإدارية التي تغطي رواتب موظفي هذه الجمعيات، والمعونات التي تقدمها هذه الجمعيات هي من المحسنين الذين يتبرعون بالمعونات الخيرية؛ لهذا فنحن نقوم بجمع أموال الزكاة والخيرات من أهل الخير الذين يقدمونها سنويًا لنا، والتي تعد المصدر الأساسي لما تقوم به من إنجازات وأعمال خيرية. 

أدوار جمعيات الخير:

المجتمع: هل يقتصر دور جمعيات الخير على الإغاثة بالمال لسد حاجات الغذاء والملبس، أم أن لها دورًا ثقافيًا وتعليميًا واجتماعيًا؟

الحجي: ترسل الإغاثة للمستحقين عند حدوث النكبات، وتقوم بسد حاجتهم الآنية من سكن وغذاء وكساء حتى يستقروا في حياتهم بعد الكارثة التي فاجأتهم، أما ما تقدمه هذه الجمعيات من بناء مدارس ومساجد ومستشفيات وملاجئ وغير ذلك فهو يعتبر عملًا إنسانيًا هدفه الدعوة إلى الله -تعالى-، كما تقدم هذه الجمعيات الإرشادات الإسلامية، وتقوم بإرسال الكتب الإسلامية والمصاحف، وتسهم في بناء المدارس والمراكز الإسلامية التي تعتبر بؤر إشعاع تربوي وثقافي إسلامي وسط دياجير الظلمة التي تلف المسلمين في كل مكان، إضافة إلى أن من مهامها أيضًا مكافحة الفساد والرذيلة بالموعظة الحسنة والكلمة الطيبة؛ انطلاقًا من قوله -تعالى- ﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ (سورة النحل: 125).

المجتمع: ما رأيك بأسلوب تغيير المنكر باليد والقوة الذي تنتهجه بعض الجماعات الإسلامية؟

الحجي: جاء في حديث رسول الله: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» من هنا فإنني أقول لهذه الجماعات التي تريد تغيير المنكر باليد وليس لها سلطة إن عليها أن تتذكر قول العلماء وهو: إذا كان تغيير المنكر باليد يحدث منكرًا أكبر، فالأفضل التوقف عنه، وتأتي الدرجات الثانية باللسان والقلب، لذلك فإن التغيير باليد لا بُدَّ له من وجود سلطة لتنفيذ ذلك.

أولويات عمل الداعية:

المجتمع: برأيك ما هي الأولويات في الدعوة الإسلامية، والتي يجب على الدعاة إعطاؤها الأولوية؟

الحجي: على الداعية أن يكون على مستوى المسؤولية، وأن يكون حكيمًا، يتكلم بالمنطق الذي يستطيع أن يرشد هذه الجماعة أو هذه الجهة التي يعمل فيها، فمواصفات الداعية حساسة ودقيقة، فلا بد له من الالتزام بهذه الصفات حتى يأتي بالنتائج المطلوبة، فالداعية يجب أن يتحلى بالحكمة والموعظة الحسنة، ويعالج الأمور بدقة وروية.

     وهناك آيات وأحاديث تنص على استعمال الحكمة والموعظة الحسنة، وعدم الجدل فيما لا يفيد، والمطلوب من الداعية عدم مجادلة الآخرين، وعدم فتح جبهات للمناقشة والمشاجرة بين فئة وأخرى، ولا بد له من التحلي بالأسلوب الحكيم العاقل حتى يقطف ثمار عمله.

المجتمع: هناك بعض الظواهر الاجتماعية الدخيلة على مجتمع الكويت كاستقدام الفرق الفنية، وإقامة المسرحيات العابثة، والسؤال ما هي الطريقة المثلى لإيقاف هذا العبث الوافد المرفوض من غالبية أهل الكويت؟

الحجي: الأشياء الغريبة على المجتمع الكويتي والتي لا تتفق مع العادات الحميدة والأخلاق الإسلامية تعتبر مرفوضة، ولا نعتقد أن هناك من يرخص بإقامتها تحديًا لمشاعر الكويتيين، ولكن هناك من يندس بأساليب خبيثة فيحدث هذه المنكرات، وإننا نناشد المسؤولين في هذا البلد أن يتنبهوا لذلك، ويمنعوا ما يثير سخط الله.

المجتمع: كلمة أخيرة تودون بثها عبر مجلة المجتمع:

الحجي: يجب أن نقتدي برسول الله -عليه الصلاة والسلام- في دعوته إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبما أوتي من تعليمات من ربه -سبحانه وتعالى- فالرسول هو قدوتنا في كل شيء، ولا بد للداعية من التأسي بالرسول -صلى الله عليه وسلم- بحيث يكون حكيمًا يجادل بالتي هي أحسن.

المجتمع: في نهاية هذا اللقاء نقول: جزاكم الله خيرًا، وعلى أمل أن نلتقي مرة أخرى إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الرابط المختصر :