العنوان رابية صابر من.. الظلام إلى النور
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 20-أكتوبر-1970
مشاهدات 23
نشر في العدد 32
نشر في الصفحة 16
الثلاثاء 20-أكتوبر-1970
رابية صابر من.. الظلام إلى النور
كيف نصرف هؤلاء عن الإسلام؟!
كثيرون ارتدوا عن دينهم!
يجب أن تدخل الدعاية الإلحادية البيوت!
وسائل الإعلام ونشر الإلحاد!
أذاعت وكالة تاس في ٢٢ أيار سنة ۱۹۷۰م ما يلي:
سوف يُعقد مؤتمر لمسلمي الاتحاد السوفييتي في أكتوبر ۱۹۷۰م، في مدينة طشقند في أوزبكستان،
وسيبحث المؤتمر في وحدة ومشاركة المسلمين في النضال من أجل السلام وضد العدوان الإمبريالي،
والغاية من ذلك تقوية مسؤوليات المسلمين في مستقبل السلام العالمي؛ كتنفيذ للرسالة التاريخية التي فرضها عليهم الإسلام، ومن أجل تسهيل وحدة المسلمين في مواجهة العدوان الإمبريالي المتزايد في جنوب شرق آسيا، وفي الشرق الأوسط، وفي مناطق أخرى من العالم، وسيُدعَى إلى هذا المؤتمر قادة مسلمون من دول مختلفة.
هذا هو ما أذاعته وكالة تاس السوفييتية، وما علينا نحن المسلمين بعد ذلك إلا أنْ نُصفق ونقفز من شدة الفرح؛ فقد انفرج الستار الحديدي الملحد وبدأ كدولة ديمقراطية مُحبة للعدالة متسامحة مع جميع الأديان، بل ومشجعة للمتدينين على تدينهم، وداعيةً إلى قادتهم ليشاركوا المسلمين في الاتحاد السوفييتي تطلعهم إلى السلام والعدل والمساواة؛ تنفيذًا للرسالة التاريخية التي فرضها عليهم الإسلام، وليذهب بعد ذلك العلماء من كل بلد إسلامي، وليجتمعوا بالمسلمين هناك وليخطبوا في المساجد، وليعودوا وكلهم قناعة بما رأوه من حظوة وحرية يتمتع بها المسلمون هناك، ثم لينشروا ذلك في الصحف تحيةً للصداقة الخالدة بين الشيوعية النزيهة والإسلام الحنيف.
إذا كان الأمر كذلك فما بال ما تنشره بعض الصحف عن عداوة الشيوعيين خارج البلاد الشيوعية للإسلام، لماذا يهاجم الشيوعيون رسالة نبي المسلمين وقرآنهم في بلاد مسلمة كإندونيسيا؟! ولتقرأ ما نشرته صحيفة المدينة المنورة في عددها ۱۹۷۸م، قالت الصحيفة تحت هذين العنوانين:
منشورات ضد الإسلام يوزعها السوفييت في إندونيسيا، احتجاجات رسمية ومظاهرات شعبية تندد بالجريمة السوفيتية.
جاكرتا- قالت وكالة أنباء أنتارا الإندونيسية: إن وزارة الشؤون الدينية في إندونيسيا قد بدأت حملة تفتيش واسعة النطاق، شملت جميع أنحاء البلاد؛ لمصادرة جميع النسخ التي وزعتها السفارة السوفيتية من الكتاب الإلحادي الذي ألَّفه الملحد الشيوعي المعروف لـ كليمو فيتش بعنوان «الإسلام.. نموه ومستقبله»، والذي أثار توزيعه موجة سخط عارمة في أوساط الشعب الإندونيسي المسلم؛ لما تضمنه من إنكارٍ لحقائق الإسلام الأساسية، واستهانه بالقرآن والوعي، وتهجم على شخص الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، وتشويهٍ التاريخ الإسلامي.
وأبلغ المتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون الدينية في جاکرتا مندوب وكالة أنتارا الإندونيسية: بأنَّ الوزارة ستطلب من النائب العام الإندونيسي محاكمة المسؤولين عن توزيع هذا الكتاب الإلحادي، كما أنَّها ستطلب من وزارة الخارجية الإندونيسية الاحتجاج لدى السلطات السوفيتية ضد هذا العمل الإجرامي.
وقال السيد البهلوان وهو المتحدث الرسمي باسم وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية: إنَّ السفارة السوفيتية في جاكرتا قد ردت على استفسار رسمي من الوزارة، وأفادت بأنَّها لا تعلم شيئًا عن الكتاب المذكور.
ونشرت جريدة جاكرتا تايمز التي تصدر بالإنجليزية في العاصمة الإندونيسية أنَّ وفدًا يضم سبعين من الشباب الإندونيسي يُمثل منظمات الشباب الإسلامية قد تظاهر أمام السفارة السوفيتية، وعبر عن سخطه ضد کتاب کليمو فيتش.
وقالت الجريدة: إنَّ المتظاهرين قد اُستُقبِلوا من بعض الدبلوماسيين السوفييت الذين وعدوا بنقل الاحتجاجات إلى الحكومة السوفيتية.
الجدير بالذكر أنَّ كتاب کليمو فيتش نُشِرَ في موسكو عام ١٩٦٨م، وجرى توزيعه من قِبَل السفارات السوفيتية حيث أثار عاصفة احتجاج رسمية وشعبية.
ويُعتبر كليمو فيتش أحد أعمدة الدعاية السوفيتية ضد الإسلام والمسلمين، يكتب ويحاضر ويؤلف ضد الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم منذ عام ۱۹۲۸م، وقد يقول قائل: إنَّ في خارج البلاد يتخبطون ولا يراه الأسياد.
وحين يُقرأ المقال الذي ننشره مترجمًا عن صحيفة البرافدا الشيوعية ماذا سيقول بعد أنْ يرى التخطيط الإلحادي الذي يغزو شباب المسلمين في المقاطعات الإسلامية، بل وشيوخهم وأطفالهم؛ لينتزع منهم كل خيط من خيوط الإيمان بالله، ويطمس في قلوبهم كل مَعْلم من معالم الإسلام، ولنترك البرافدا تتكلم.
تقول البرافدا:
في مقالة كتبها أ. مظفـر رئيس قسم بخارى للحزب الشيوعي في أوزبكستان المسلمة، في عدد برافدا الصادر في 5 تموز ۱۹۷۰م ص ۲
رابية صابر من الظلام إلى النور
«لقد سمعت مؤخرًا بقصة رابية صابر، وهي فتاة من سفر دلو فسكي، إن رابية تعيش بخير وتتمتع بالحياة وتستقبل بالأمل كل يوم جدید، وقبل سنوات قلائل كان الأمر مختلفًا، كانت أيام رابية تُقضى في الصلاة والخوف، ألم يحكم عليها الله بالعذاب في جهنم التي يتكلم عنها والداها الورعان يوميًا وباستمرار، إنَّ التفكير الدائب في هذا الأمر قد عذب روحها عذابًا شديدًا، وسلبها الأمن في الليل وفي النهار، وفي قمة كل هذا فقد حرمها والداها من كل تعليم وأعدَّاها للزواج من رجل لا تحبه.
ولكن خارج جدران البيت الكثيفة كانت هناك حياة أخرى سعيدة، ومن يدري ماذا كان سيكون مصير رابية إذا لم يكن الناس في الخارج من طراز آخر بالنسبة لها، لقد حذر مجلس الشيوخ والديها من هذا الخطأ. لقد أنهت رابية المدرسة بنجاح وستكون دومًا ممنونة للقوم الذين أعادوا إليها سعادتها وثقتها وحياتها المفقودة.
إن الدراسات الاجتماعية تشير إلى أن المساجد تفقد جماهيرها في بخار سكايا.
إن الحجاج إلى ما يسمى «بالأماكن المقدسة» هبط عددهم هبوطًا ملموسًا كما أن شعبية الأعياد الدينية قد تهاوت.
إن هذه دلائل مرضية بشكل لا يقبل النقاش.
كيف نصرف هؤلاء عن الإسلام؟
ولكن لا زال هناك أعداد كبيرة من الناس المؤمنين والذين لا زالوا -وهنا يكمن الخطر- يربون أولادهم في محيط ديني. حتى أن رجال الدين يطورون أفكارهم لتصبح عصرية ويغيرون نظرتهم نحو التقدم العلمي والفني ويلعب هذا دورًا أكبر تأثيرًا وبراعة على مشاعر المؤمنين. وفي محاولاتهم للتصدي للعمل الإلحادي وإبطاله فإن أنصار الدين غالبًا ما يسيئون استعمال المبدأ المصدق عليه من قبل دولتنا حول حرية الضمير، إن هذا المبدأ نافذ المفعول في بلادنا. إن واحدًا من أوائل الحدود التشريعية للحكومة السوفييتية الفتية كان مرسوم الفصل بين الدولة والكنيسة والمدارس والكنيسة وهذا يشكل قاعدة معارضتنا للإكراه في المعتقد.
بخاري مركز للإجحاف المحمدي
قبل ثورة أكتوبر العظمى لم تكن هناك حكومة بدون ذلك الإكراه. إن الأيديولوجية السائدة في إمارة بخاري كانت الإسلام. لقد كانت بخاري مركزًا للإجحاف المحمدي.
فقد كان فيها حوالي ٣٥٠ مسجدًا ومدرسة نشطة، وكثير غيرها مما يسمى بالأماكن المقدسة،
هذا بالإضافة إلى الأمية التامة لسكان الريف.
لقد أنجزت الحكومة السوفياتية في الواقع مهمة ضخمة في فترة من التاريخ قصيرة في منطقة بخاري القديمة وذلك عندما حررت الكتلة الكبرى من السكان من أوضاعهم الدينية.
ومن أجل التأكيد على ذلك فقد أعلنت الدولة السوفياتية أن الدين شأن خاص بالمؤمنين، ولكن المسائل الدينية شيء مختلف بالنسبة للحزب الشيوعي.
كتب لينين أن حزبنا يمثل اتحاد الواعين والقادة المناضلين من أجل تحرير الطبقة العاملة.
إن هذا الاتحاد لا يمكنه إلا أن يكون مختلفًا عن اللامبالاة والغموض والضلال الديني.
إن الحزب يؤكد النضال ضد الإجحاف الديني، لقد أثبتت التجارب أن الدعاية الإلحادية العلمية تكون مؤثرة فقط عندما تكون مرتبطة بانتظام بحلول مشاكل معينة تجابه الشعب السوفياتي. إن الحياة نفسها والمشاركة في التركيبة الشيوعية هي أفضل مدرسة إلحادية للمؤمنين، إنه لا يمكن أن ننسى إلا الآلهة نفسها لا تموت.
إن مهارة التعاونيات الزراعية «كولخوز» تجاه المؤمنين وتجنيدهم في النشاط الاجتماعي له تأثير ناجح بصورة عامة.
كثيرون ارتدوا عن دينهم
إن كثيرين ارتدوا عن دينهم في جزر دوفانسكي ونافويسكي وكاراكولسكي وسفير دلوفسكي وشفير كانسكي، وقد أصبحوا أعضاء فعالين في التعاونيات الزراعية.
إن تنظيمات الحزب قد أتقنت أساليب الدعاية الإلحادية، فهم بانتظام يدرسون قضايا التثقيف الإلحادي الحزبي للعمال ويقومون بالدعاية وينشرون أفضل خبرات المهيجين السياسيين ويتفاعلون بحساسية للاقتراحات والملاحظات حين إكمال عمليات الإلحاد العلمية.
إن جامعة إلحاد شعبية قد قامت بمبادرة من تنظيم الحزب في الكولخوز الشيوعية في کاجانسكي.وبإشراف تنظيم الحزب في كولخوز أمني كالينين في فابكنتسكي قامت مجموعة فعالة للملحدين للإعلام السياسي. وهم ينشرون الدعاية اللا دينية. ويبتدعون احتفالات وعادات جديدة في حياة عمال الريف مثل «باخت بيرامي» و«المنجل والمطرقة» ويوم العمال وجوائز التقاعد وأيام استلام الشهادات و مناسبات خاصة للزواج.
يجب أن تدخل الدعاية الإلحادية البيوت
لقد دلت التجارب على أن المتقاعدين وربات البيوت وهؤلاء الذين انفصلوا عن المجموعة العاملة لأسباب مختلفة، هؤلاء يجب أن لا ينسوا أن الدعاية الإلحادية يجب أن تدخل البيوت، إن الحديث الشخصي يكون في بعض الأحيان أكثر أثرًا من المحاضرة العامة.
لقد تكونت مجموعات الملحدين بإشراف تنظيمات الحزب لكل إدارات البيوت إن م. اکرام و س خبیب يقومان بأعمال دعائية عميقة التفكير.
فهما لا يقصران حديثهما على الإلحاد العلمي، ولكنهما يبحثان في التغييرات الكبيرة التي حصلت في بخاري تحت ظل دولة السوفييت في مجالات الاقتصاد والزراعة والوقاية الصحية.
إن أ. إسلام من جيز دو فانسكي أثبت نفسه كدعائي ذكي. إنه يناقش المؤمنين في بيوتهم مع كوب من الشاي. إنه يناقش الأحداث الجارية هنا وفي خارج البلاد، الأخبار العلمية ومستقبل التقدم في بخاري والمستقبل اللامع لأبناء بلده.
إن الناس يستمعون إليه ويبوحون له بأفكارهم الحبيسة كثير من المؤمنين ارتدوا عن دينهم بعد سماعهم أحاديثه.
الصراع يبدأ من التربية والتعليم
إن اهتمامًا خاصًا قد بذل مع الشباب. وذلك لأن أنصار الدين في أيامنا هذه يحاولون جر الشباب إلى شباكهم إن هذا يجب أن يواجه في مدارسنا بطريقة منظمة للتثقيف الإلحادي للأطفال، ومنذ عهد قريب كان هذا التثقيف ينفذ بصورة رئيسية خارج أوقات دوام المدرسة، أما الآن فقد أدخل برنامج للإلحاد العلمي في المدارس والجامعات.
إن التثقيف الإلحادي للطلاب يزداد أثره بواسطة استغلال دروس الكيمياء والعلوم الطبيعية، وعلم الأحياء والفيزياء والرياضيات.
إن سي. زاريب وي. كورياب يمزجون تدريس مواضيعهم بالإلحاد العلمي كما أن م. زامل وهو فيزيائي من فابكنت و م. ما فلان مدرب و أ. قاسم زاده رئيس القسم الإلحادي في جمعية زناني و ج. كاماي وهو كيميائي وكثيرون غيرهم يثقفون الطلاب الثقافة الإلحادية.
وسائل الإعلام ونشر الإلحاد
إن الصحافة والراديو تلعبان دورًا هامًا في نشر الإلحاد العلمي. إن تنظيمات الحزب تزود الصحافة والراديو بمواضيع تساعد على نشر الإلحاد. وهي تكتب تحت العناوين التالية «زاوية الملحد»، «حديث عن العلم» و «في عالم الجمال».
إن تنظيمات الحزب تحاول تحسين ثقافتها الدعاوية ومدارس محاضري الإلحاد وكليات الماديين تعمل الآن في جامعات الشعب.
إن معهد بخاري لعلم أصول التدريس والقسم الإلحادي في جمعية زناني تستغل بنشاط النوادي والأفلام والفن الشعبي في نشاطها اللا ديني. وبالطبع فإن لنا أخطاءنا.
وفشلنا في عملنا اللا ديني.. فدعايتنا الشفوية ليست دائمًا من النوع المهاجم. فكثيرًا ما ننتقد العقيدة الدينية بإبراز المتشابهات في القرآن والمتناقضات في الإنجيل بدلًا من الحقائق الواقعية.
إن العمل الإلحادي أكثر من ذلك تعقيدًا، إنه ليس فقط انتقاد العقيدة الدينية، ولكنه أيضًا بذل جهود دائبة مع المؤمنين موجهة من أجل إعانتهم على تحرير أنفسهم من عقاقير الدين ولإخراجهم إلى حيز الفكر السليم عن العالم والطبيعة والمجتمع.
إن العمل المكثف والمسئوليات الملقاة على عاتق التنظيمات وعلى جميع الشيوعيين في مصارعة البقايا الدينية، لتشكل أفضل الوسائل من أجل تعزيز فعالية العمل الإلحادي.
هذا هو ما نشرته البرافدا السوفياتية، فهل إلى هذا يدعى علماء المسلمين في كافة أقطار الأرض؟! أم أن علماء المسلمين لا يهمهم أن يلتقوا مع أعدائهم على مظاهر من الزيف والخداع؟ وأن يتفاهموا من أجل السلام وكل منهم يخفي حقدًا وعداوة للآخر!
أم أن هناك فريقًا مخاتلًا مخادعًا يظهر خلاف ما يبطن ويفعل في العلانية خلاف ما يفعله في السر، وفريقًا آخر ساذجًا تخدعه المظاهر وتغره الادعاءات وينساق من حيث يشعر أو لا يشعر مع أفواج المغطين على ما يفعله دعاة الضلال وأعداء الأديان ومعبدي البشر للطواغيت.
إن ما ننشره في هذه الصحيفة لا يخفى على من يعملون في الدعوة الإسلامية، إن من مهمتهم دراسة ما يفعله خصوم هذه الدعوة إلا أننا نريد أن يقرأ هذا الكلام من لا يزالون يخدعون بما يظهره دعاة الإلحاد والشيوعية من تظاهر باحترام الأديان والمعتقدات.. حتى لا يظل
سمهم يستشري في جسم هذه الأمة التي لا زالت تبحث عن طريق ينقذها مما هي فيه من ضياع وتبعية بعد أن ضلت طريق عزتها وحادت عن حصنها الحصين الذي لا يتصدع ولو قارعته قوى الأرض كلها. ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾ (الأنعام: 153)
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل