العنوان رادوفان كراجتش واتهامات الإبادة الجماعية في لاهاي
الكاتب عبد الباقي خليفة
تاريخ النشر السبت 13-مارس-2010
مشاهدات 15
نشر في العدد 1893
نشر في الصفحة 29
السبت 13-مارس-2010
شؤون دولية
احتفلت البوسنة بالذكرى الثامنة عشرة لإعلان الاستقلال الذي يوافق الأول من مارس من كل عام، وكان قد أجري استفتاء على الاستقلال في أول مارس عام ١٩٩٢م شارك فيه ٦٦% من سكان البوسنة من مختلف العرقيات، وأيد ٦١% ممن يحق لهم التصويت استقلال البلاد.
بينما البوسنة تحتفل بالذكرى الثامنة عشرة لاستقلالها..
رادوفان كراجتش واتهامات الإبادة الجماعية في لاهاي
سراييفو: عبد الباقي خليفة
أما حكومة الرئيس الصربي السابق «سلوبودان ميلوسوفيتش»، والأحزاب القومية الصربية الأخرى مثل: «الحزب الراديكالي الصربي» الذي يقبع زعيمه «فويسلاف شيشيلي» في سجن محكمة «لاهاي» منذ أكثر من سبع سنوات، و«الحزب الديمقراطي الصربي» الذي اعتقل زعيمه «رادوفان كراجيتش» في صيف عام ٢٠٠٨م وتم تسليمه إلى «لاهاي»، واستؤنفت محاكمته يوم الإثنين قبل الماضي ۱ مارس ۲۰۱۰م في لفتة ذات دلالة، وغيره من التشكيلات الحزبية والعسكرية الصربية في ذلك الحين فقد رفضت إرادة الأغلبية، وخاضت حرب إبادة ضد المسلمين في البوسنة في ٦ أبريل عام ۱۹۹۲م، أي بعد شهر تقريبًا من إعلان الاستقلال.
وكان لتأخر منظمة الأمم المتحدة في الاعتراف باستقلال البوسنة دور كبير في اندلاع حرب التسعينيات من القرن الماضي في البوسنة، كما يؤكد ذلك أغلب المؤرخين، مثل: «د. أنس بيلديا»، وأستاذ القانون الدولي.. قاسم ترنكة، وغيرهما.
أكاليل من الزهور
وبمناسبة ذكرى الاستقلال، وضع الرئيس البوسني «د. حارث سيلاجيتش» أكاليل من الزهور على قبر الجندي المجهول، وعلى الرمز التذكاري لضحايا «سراييفو» من الأطفال تقديرًا لأولئك الشباب الأشاوس الذين قدموا أراوحهم من أجل أن تعيش البوسنة حرة أبية مستقلة وذات سيادة.
وقال «سيلاجيتش» نريد دولة قوية قادرة على مساعدة مواطنيها وحمايتهم وأنا على يقين بأن معظم الشعب البوسني يرغب في ذلك.. وللشعب فقط الحق في بناء دولة حرة ذات سيادة وديمقراطية، وفي تقرير مصيرها، داعيًا لبناء الثقة بين مختلف الطوائف والأحزاب والاحتفاظ بكرامة الفرد والاعتزاز بهويته.
أدلة مزعومة
من جهة أخرى، واصلت محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا السابقة في «لاهاي» «هولندا» يوم الإثنين الأول من مارس الجاري محاكمتها لزعيم صرب البوسنة الأسبق «رادوفان كراجيتش»، الذي حاول التنصل من مسؤولياته حيال جرائم الإبادة الجماعية التي تعرض لها المسلمون في البوسنة.
وزعم «كراجيتش» أن لديه «أدلة»، نافياً وجود خطة لإبادة المسلمين، رغم قتل أكثر من ٢٠٠ ألف نسمة، وتهجير نحو مليونين منهم إلى داخل وخارج البوسنة كرواتيا، وألمانيا، ودول أوروبية أخرى، كما هجر العشرات من الأسر إلى تركيا وباكستان وبعض الدول العربية.
وقال «كراجيتش»: «لم يكن هدفنا من الحرب إقامة جمهورية صربية، وإنما المحافظة على يوغسلافيا.. ولم يجب على سؤال بخصوص ما إذا كانت المحافظة على يوغسلافيا تقتضي وقف الحرب في مقدونيا وسلوفينيا وكرواتيا، واستمرارها في البوسنة.. كما لم يجب على فحوى الخطاب الصربي أثناء الحرب، وما إذا كان خطابًا قوميًا شوفينيا أو وطنيا يوغسلافيا.
دولة إسلامية
وقال الخبير في الشؤون البوسنية «طارق لا زوفيتش» لـ«المجتمع»: «رغم أن حزب العمل الديمقراطي الذي كان يتزعمه علي عزت بيجوفيتش» -يرحمه الله- لم يكن يدعو الإقامة دولة إسلامية مع أن المسلمين يمثلون الأغلبية، إلا أن «كراجيتش» زعم أن الحرب كانت لمنع إقامة دولة اسلامية، وهو ما صدقته بعض الأطراف الأوروبية.. فالرئيس الفرنسي الأسبق «فرانسوا ميتران» جاء عام ١٩٩٢م إلى «سراييفو»، والناس يتساقطون قتلى وجرحى ولا يجدون ما يأكلون ليقول: إنه لا يسمح بإقامة دولة إسلامية.
وقد عقدت جلسة محاكمة جديدة يوم الأربعاء الثالث من مارس الجاري للاستماع الأدلة الادعاء حول مسؤولية «كراجيتش» عن جرائم الإبادة الجماعية في البوسنة.. ويواجه زعيم صرب البوسنة سابقا لائحة اتهام من إحدى عشرة نقطة تتعلق بجرائم الإبادة وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية والتهجير الجماعي، وأخذ بعض من قوات الأمم المتحدة كرهائن.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل