العنوان رجل من بلدي .. السيد عمر عاصم .. سائح ومعلم وواعظ
الكاتب الشيخ عبد الله النوري
تاريخ النشر الثلاثاء 26-يناير-1971
مشاهدات 19
نشر في العدد 45
نشر في الصفحة 21
الثلاثاء 26-يناير-1971
رجل من بلدي
السيد/ عمر عاصم
سائح ومعلم وواعظ
بقلم الشيخ عبد الله النوري
ولد سنة ۱۲۸۷ هـ الموافق سنة ۱۸۷۰ م في أزمير من بلاد الأناضول، وهناك تعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن. كان جميل الصوت، يجيد القراءة ترتيلًا، ولصوته جاذبية وطريقته في القراءة خاصة به. إذا قرأ القرآن انجذب إليه السامع وكأنه لم يسمع ما قرأ إلا الساعة.
ساح في بلاد الله الواسعة، والسياحة يومئذ متعبة والسفر فيها شاق، كانت وسائله في البر الدواب وفي البحر السفن تسيرها الأشرعة أو البخار، ولكنه استسهل الصعب في سبيل رغبته فسافر إلى مكة سنة ١٣٢٥ هـ، ومر في طريقه بسوريا وفلسطين، فزار المسجد الأقصى ومكث فيه شهر رجب ثم وصل إلى مكة قبيل رمضان وصام فيها واعتمر. وبعد أن حج جاور في المدينة عامًا كاملًا يسمع الناس منه القرآن.
من مكة إلى الهند إلى الكويت
ومن مكة بعد أن حج في العام الثاني سنة ١٣٢٦هـ سافر بحرًا إلى الهند في باخرة ومنها- وهو مزمع الرجوع إلى وطنه عن طريق الخليج العربي- مر في الكويت وكان ذلك في عام ۱۳۲۸ هـ، فتعرف ببعض الشخصيات يومئذ ومنهم الشيخ سالم المبارك الصباح والشيخ أحمد الجابر الصباح ولم يكونا يومئذ أميرين ولا وليي عهد، وتعرف إلى بعض الوجهاء مثل أحمد الخالد الخضير وأحمد الفهد الخضير وشملان بن علي بن سيف وحمد الصقر وغيرهم.
وكانت فكرة تأسيس مدرسة علمية قد برزت يومئذ وتحدث الناس بها ولاقت ترحيبًا عند كثير من الكويتيين، واقترح بعض الوجهاء ممن أيدوا هذه الفكرة أن يكون السيد/ عمر عاصم معلمًا ومدرسًا لكتاب الله في هذه المؤسسة العلمية المزمع إنشاؤها وكان السيد عمر يستبعد أن تكون الفكرة ذات شأن أو يكون لها بين أهل البلد النجاح.
فوافق على أن يعود إلى الهند فالحجاز ثم يمر في طريقه بالكويت للسلام على من تعرف بهم من أهلها فإن تم افتتاح هذه المدرسة استقر معلمًا وأتي بأهله واستوطن.
وكان الله مع المخلصين فقد نجحت الفكرة وتم افتتاح المدرسة «المباركية» في 1 محرم سنة ١٣٣١ هـ، وكان السيد/ عمر من جملة المدرسين فيها والذي أصبح فيما بعد مواطنًا في الكويت نافعًا ومعلمًا ناجحًا في أول مؤسسة علمية فيها.
وقد جاء بطريقة تعليمية حديثة بالنسبة للكويت تلك هي تعليم الأطفال الحروف الهجائية المقطعة إلى حروف مستقلة سماها الحروف الخالية ثم الحروف الأولى وحروف الوسط وحروف الأخر، وكانت طريقته في تعليم القرآن طريقة فريدة في بابها لم يعرفها الشرق العربي من قبل وهي تعليم المبتدئين القرآن مرتلًا مع قواعد التجويد فلهذا تجد الذين تعلموا القرآن عليه تعلموه مع أصول التجويد.
وفي سنة ١٣٤٠ هـ عين السيد عمر عاصم مديرًا للمدرسة المباركية وبقي فيها حتى أحيل إلى المعاش سنة ١٣٦٥ هـ.
وقبل أن يتولى المرحوم الشيخ أحمد الجابر الحكم طلب منه أن يكون قارئًا في مجلسه يفتتح المجلس بآيات من كتاب الله صباح كل يوم ثم يلقي المرحوم الشيخ عبد العزيز الرشيد موعظة يقتبسها من تلك الآيات التي قرئت أو من أحاديث نبوية تناسب الموضوع وبقيت الحال كذلك مدة من الزمن.
وفي منتصف ليلة الجمعة ٢٤ رمضان سنة ١٣٦٩ هـ الموافق 10/7/1950 م توفي في المستشفى الأميري المرحوم السيد عمر عاصم إثر عملية جراحية أجريت له في الجهاز البولي عن ثمانين سنة من العمر قضاها معلمًا لكتاب الله مداومًا على تلاوته ممتثلًا أوامره منتهيًا عن نواهيه.
رحمة الله عليه مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين وعباده الصالحين
عبد الله النوري
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
برقية جمعية الإصلاح الاجتماعي إلى مؤتمر وزراء التربية العرب في ليبيا
نشر في العدد 3
113
الثلاثاء 31-مارس-1970