; رد من السفارة الإثيوبية بالكويت | مجلة المجتمع

العنوان رد من السفارة الإثيوبية بالكويت

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 26-أكتوبر-1999

مشاهدات 16

نشر في العدد 1373

نشر في الصفحة 40

الثلاثاء 26-أكتوبر-1999

ورد إلى مجلة «المجتمع» رد مطول من السفارة الإثيوبية بالكويت بشأن ما نشر في عدد 1359 من المجلة، ويسعى الرد لإقناع القارئ بأنه ليست لإثيوبيا أي مطامع في الصومال، ويعدد مساعيها لإحلال السلام في ربوع البلد الجار، ويغمز في قناة القاهرة وجهودها لعقد مؤتمر المصالحة الصومالية، وينتهي بتأكيد أن ليس لإثيوبيا أي أطماع - ولا في الأحلام - باحتلال الصومال، وهو أمر طيب وإن كانت تنقصه حسن النوايا.

بالإشارة إلى المقالة التي نشرت في العدد رقم 1359 من مجلتكم الغراء الصادر في 30\7\1999 م بقلم مصطفى عبدالله تحت عنوان «مقديشو توشك على السقوط في يد الجيش الإثيوبي»، يسرنا أن نرد على الاتهامات والافتراءات التي وجهها كاتب المقالة إلى حكومة إثيوبيا.

أشار الكاتب في مقاله إلى أن إثيوبيا كانت تطمع في أن تحكم منطقة القرن الإفريقي من البحر الأحمر إلى المحيط الهندي منذ عهد الإمبراطور منليك، وفي الحقيقة أن إثيوبيا لم تحاول في يوم من الأيام احتلال أي بلد من البلدان، بل على العكس تمامًا، فإن التاريخ يشهد بأن الإثيوبيين أنفسهم خاضوا معارك طاحنة ضد احتلال الغزاة والمستعمرين لبلادهم، ذودًا عن تراب أرضهم وصونًا لعزتهم الوطنية وكرامتهم، وفي مؤتمر برلين الذي أشارت إليه المقالة، اتفق المؤتمرون على وضع خطة لتقسيم أفريقيا، وبحثوا سبل تقسيم إثيوبيا، في حين أن كاتب المقال زعم أن إثيوبيا كانت شريكة للدول الأوروبية في محاولة تقسيم أفريقيا.

كذلك أدعى الكاتب أن الإمبراطور هايلي سلاسي بعث مذكرة احتجاج إلى الأمين العام للأمم المتحدة حينما قررت الجمعية العامة الاعتراف بالصومال كدولة مستقلة، والحقيقة أن الإمبراطور أرسل وفدًا رفيع المستوى إلى الصومال لتهنئة الشعب الصومالي باستقلال بلاده.

أما بالنسبة لاتهام الكاتب إثيوبيا بغزوها للصومال، فإن ذلك يدل على عدم اطلاعه على حيثيات المناقشات التي شهدتها جلسات منظمة الوحدة الأفريقية في هذا الشأن، وحتى في عهد منجستو هيلا مريم، فإن نظام سياد بري الذي كان قائمًا في الصومال في ذلك الوقت كان قد أعلن الحرب على إثيوبيا، عملًا بمضمون سياسته التوسعية التي كان ينتهجها ضد دول المنطقة.

إن مهمة متابعة ودعم جهود تحقيق الوفاق الوطني التي تبذلها الفصائل الصومالية المتناحرة والتي أسندتها منظمة الوحدة الإفريقية في مؤتمرها المنعقد في القاهرة في شهر يونيو عام 1993 م إلى حكومة إثيوبيا إنما جاءت تقديرًا للدور البارز الذي لعبته إثيوبيا في جمع شتات الفصائل الصومالية ودعم جهودها في تحقيق المصالحة الوطنية وإعادة السلام إلى ربوع الصومال الذي مزقته الحرب.

وبعد أن عرض الرد المطول لبعض «الجهود التي بذلتها إثيوبيا في سبيل حل القضية الصومالية» خلص الرد إلى ما يلي:

نريد من كاتب المقال أن يعلم أن إثيوبيا لا تطمع ولا حتى في الأحلام باحتلال الصومال، بل على العكس تمامًا، فإثيوبيا تحترم سيادة الصومال ووحدته، وتعارض تدخل القوى الخارجية في شؤونه، وأنها تؤيد وتساند جهود الصوماليين وسعيهم الحثيث لتأسيس حكومة قوية تسهم في تنمية المنطقة، ونشر الأمن والاستقرار في الصومال، تمهيدًا لتنظيم البيت الصومالي وإعادة ترتيبه، ذلك لأن الشعب الصومالي شعب أبي، له الحق في اختيار أسلوب ترتيب أوضاع بلاده.

ونقول مرة أخرى: إن الصوماليين إذا لم تتدخل القوى الخارجية من أجل مصالحها في شؤونهم الداخلية، وإذا ما أتيحت أيضًا فرص للحوار والنقاش لحل مشكلاتهم، فإنهم يعرفون أين تكمن مصالحهم، ومن ثم فإنهم يستطيعون أن يفعلوا ما هو أنفع وأصلح لهم، وهذه حقيقة يجب على كاتب المقالة أن يعيها جيدًا.

  • وتعقيب من المجتمع

بداية.. من الأهمية بمكان أن نتذكر الخلفية التاريخية  في العلاقة بين الصومال والحبشة، حيث جرت بينهما حروب ونزاعات تاريخية.

وفي العصر الحديث والمعاصر تحتل إثيوبيا جزءًا من أهم الأراضي الصومالية «الصومال الغربي»، احتلته بمساعدة بريطانية في العهد الاستعماري، هدية من التاج البريطاني لمواقف الحبشة المساندة لبريطانيا ودول الحلفاء، ضد إيطاليا ودول المحور في الحرب العالمية الثانية.

وقد أدى احتلال إثيوبيا للصومال الغربي، إلى قيام حروب صومالية - إثيوبية من أجل استعادة تلك الأراضي الصومالية، وكان آخرها حرب 1977 م - 1978 م التي استطاع الصوماليون فيها استعادة معظم الصومال الغربي، إلا أن خيانة بعض عناصر النظام الصومالي آنذاك، حالت دون الاحتفاظ بالأراضي المحررة، وجعلت الجهود التي بذلها المقاتلون غير ذات جدوى كما قلبت النصر إلى هزيمة، واستغلت إثيوبيا الوضع المتجدد في الصومال بعد انهيار الحكومة المركزية منذ عام 1991 م، واشتعال الحرب الأهلية فيها، ففي التاسع من أغسطس عام 1996 م، انتهكت إثيوبيا حرمة الحدود الصومالية، فغزت الصومال واحتلت ثلاث مدن رئيسة هي «لوق - دولو - بلد حواء» وراح ضحية ذلك مئات من الصوماليين، ونهبت ممتلكاتهم بحجة مزعومة مفادها: مطاردة جماعات صومالية مسلحة تهدف إلى تحرير الصومال الغربي.

وقد تزايد العمليات الإثيوبية داخل الحدود الصومالية في أماكن وأوقات مختلفة، حتى بلغت ذروتها في مطلع يونيو 1999 م، عندما اجتاحت القوات الإثيوبية مكونة من عدة ألوية محافظة «باي» حتى وصلت إلى مسافة 150 كيلومترًا من العاصمة مقديشو، ولا يحتاج هذا الأمر إلى تأكيد من أحد، فقد نشرته في حينه وسائل الإعلام العالمية المرئية والمسموعة والمقروءة وشاهده صحفيون أجانب، واعترف به بعض الجهات الحكومية في إثيوبيا نفسها، متذرعة بالحجج التقليدية لديها، بل صرح بعض مسؤوليها بأنها مستعدة لمطاردة المناوئين لها في أي مكان من التراب الصومالي.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 2

1091

الثلاثاء 24-مارس-1970

نشر في العدد 1

957

الثلاثاء 17-مارس-1970

نشر في العدد 2

962

الثلاثاء 24-مارس-1970