العنوان بريد القراء
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 31-مايو-1983
مشاهدات 22
نشر في العدد 623
نشر في الصفحة 54
الثلاثاء 31-مايو-1983
رسالة الأسبوع
ما إن
اكتشف النفط في الخليج حتى انقلبت كل الموازين الاجتماعية والمادية والإنسانية على
أهله، وطغت المادة على العقول والأذهان، فأصبحت الأموال هي الشغل الشاغل، ونيلها
من أهم المطالب، فحصلوا عليها، ونسوا الله بفضله.
نسوا
الخالق المبدع، الذي سخر لهم تلك النعمة، فأجرى الأموال بين أيديهم، فلم يوجهوها
التوجيه السليم.
o
إحدى الدول تقيم مدينة رياضية على مقابر المسلمين، وتمول قوات
عسكرية ذبحت ما لا يقل ٥٠ ألف مسلم ما بين طفل وامرأة ورجل.
o
معظم الدول أقامت الملاهي والفنادق، وفتحت البارات، وحاربت الله
جهرًا حتى حولت الطابع الإسلامي، الذي كان سائدًا إلى طابع آخر قد يزيد على الطابع
في المجتمع الغربي.
o
مليونير خليجي يسير في شوارع لندن يلقي فيها الدولارات بحجة
إذلاله للإنجليز حينما ينحنون لالتقاطها.
o
ومليونير آخر يستقدم راقصة لزواجه ينفق عليها عشرة ملايين دينار
ناهيك عن المبالغ الضخمة، التي تصرف في بارات وفنادق أوروبا بدعوى السياحة.
o
وعلى الجانب الآخر يوجد من هم على ديننا، ويحمون أعراضنا
وظهورنا، ويذودون عن عقيدتنا، ويستبسلون من أجلنا، ومع ذلك فهم يلتحفون السماء،
ويفترشون الغبراء، ويتقلبون بين الأمطار والرياح، ولا يميلون إلى المغريات
والأهواء، ولا يجدون طعامًا سوى أوراق الأشجار، وطلبوا الماء فاضطروا إلى شرب
المستنقعات.
o
يوجد من يعيش تحت الأنقاض، وقد تساموا عليها، يوجد من نام على
الجليد عاريا، فصعدت روحه إلى بارئها تشتكي ظلم العباد وجحود البشر.
o
أطفال في كابول وآسام وغيرها صرخوا بأعالي صوتهم من أجل رغيف
خبز، فلم يجدوه، وأبيدت أجسادهم عن آخرها، وهي خالية من الماء، خرجت الأمهات تبحث
عن فلذات أكبادها فما وجدن سوى الجثث تسيل منها الدماء الطاهرة، فبكت ولا تدري
علام تبكي، هل تبكي من فقدت؟ أم تبكي حال الأمة وحال الظروف التي فقدت فيها
أبناءها؟ ترى لو تصور بعض أهل الخليج أنهم كانوا يعيشون في نفس تلك الظروف مرة لما
قاموا ولا أقدموا على ما فعلوا ولا جحدوا النعمة بهذه الصورة، فاللهم الطف بنا
فيما جرت به المقادير واشملنا برحمتك.
ج – ز- البحرين
• رسالة
من الأخ «صبري مرزا» تحت عنوان: «فرسان الكلام»:
في
تاريخنا الإسلامي صفحات مشرقة شاء لها أعداء الإسلام أن تطوى في كسوف طويل الأمد،
حتى استبدلت بها صفحات توحي إلى أبناء هذه الأمة المسلمة أن ماضيها الأغر لم يكن
إلا ترف خلفاء وبذخ أمراء، وتهالكا على السلطة، فوقر في ذهن جيلنا المعاصر، أن
تاريخه ذاك ليس جديرًا بالدراسة، وأن من الخير له أن يقطع كل الجذور بماضيه، وينشئ
لنفسه أرضًا جديدة يبني عليها حياة تتناسب ومعطيات العصر الحديث، فيحقق أمجادا
تطمح نفسه إليها، ولكن من خلال وجهة نظر شرقية أو غربية لا تمت إلى إسلامنا بصلة.
أقول
هذا وأنا أطل على الساحة العربية، التي تعج بمعارك يديرها فرسان الكلام، وما أكثر
ما يضفي أصحاب تلك الأقلام صفات البطولة والتضحية والفداء على أقزام تسلط عليهم
المجهرات، فتغدو عمالقة دونها الثريا!
خلاصات:
• الأخ عبدالعزيز عبد الله يعقب على مقالة الأخ حسام عبدالله من
لبنان ع ٦٠٦ حول «إلى متى الدم المسلم يجري؟» و يقول: إنه سيظل يجري ما دام
المسلمون متفرقين، لا تجمعهم كلمة واحدة».
• والأخ عبد الله الوهيبي يرد على الإعلام العربي، الذي يقول:
سنحرر فلسطين، ونرجع الأرض المغتصبة وأمجاد صلاح الدين... و...
ويقول:
حسنا، ولكن بمن؟! بالعملاء والمتآمرين أم بقوة الإيمان والسلاح معًا؟
• والأخ محمد صديق عبدالله: يرى أن المسؤولية عامة تخص الحاكم
والمحكوم، وذلك في كلمة أرسلها حول «موضوع للمناقشة»، الذي أثار قضية مسؤولية
أسباب النكسات هل هي الحاكم أم المحكوم؟
رسالة
إلى كل مسلم يغار على دينه وأمته ووجود شعب إسلامي بأكمله سعدت في ظله البشرية
دهرًا طويلًا، يهدد وجوده استعماري غاشم كان قبل سنوات يستعمل سلاحًا واضحًا ألا
وهو البندقية، وكان بالإمكان أن نأخذ حذرنا منه، أما الآن فإنه يحاربنا بطريقة
الدس، تلك الطريقة التي يدسون بها العداء ضد الإسلام بكل أساليبه من إعلامية وفنية
وسياسية واقتصادية، إنهم يظهرون لنا هذا من خلال الأفلام، التي يصفون فيها الدين
الإسلامي بالرجعية والتخلف، ذلك الدين الكامل، وصدقوني يا إخوة الإسلام إنه لا
منجى لهذه الأمة، ولا عودة للحق السليب إلا بالتمسك بكتاب الله؛ ذلك الدستور
الكامل لكل زمان وكل مكان، الذي لا يقبل التعديل كل سنة أو سنتين، وإن لكل شخص
حقوقه، التي شرعها الله.
أخوكم:
ظاهر
محمد عماش
الجهراء
ردود مختصرة
• الأخ غازي الجمل المهندس:
شكرًا لاهتمامك، ونظن أن مثل هذا الخطأ سيصحح من قبل القراء الواعين لصحة المعنى،
ولا نشك في ذلك، وفات الأوان لتصحيحه الآن مع الأسف.
• الأخ سليمان أمين/ الجزائر: نرجو من الله أن يصبرك في مصابك،
كما نرجو لأخيك الذي مات تحت التعذيب في سجون الظلمة رحمة من الله ورضوانًا، ولا
نملك إلا أن نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.
رد خاص
للأخت فطيمة بنت إبراهيم- قابس/ تونس
نعتذر
إليك عن عدم تلبية ما طلبت؛ لأن ذلك ليس من اختصاصنا، ونشاركك الأسى على ما أصابك،
وندعو لك الله بأن يفرج عنك بأهون سبيل، والسلام عليك.
خاطرة
الحل
الأمثل
كثرت
المشاريع
تعددت
الحلول
والإسلام
معقول!
والصهاينة
المهاليع يعبثون بالديار
وينشرون
الدمار
يستمرون
في العناد!
لكنهم
لم يسمعوا
عن شيء
اسمه الجهاد:
قادم
لتحرير البلاد والعباد
لمحو
الظلم والاستبداد
فهو
قريب قد اقترب
وعمود
قد انتصب!
على
أكتاف شباب قد سئم،
من
كثرة المشاريع وتعدد الحلول!
محمد
علي العمري- السعودية
• شكر وتنبيه
السيد
رئيس تحرير مجلة المجتمع المحترم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرجو نشر هذا
المقال في مجلتكم، وشكرًا.
لقد
اطلعت على البحث الذي كتبه الدكتور محمد حسن هيتو في مجلة المجتمع في صفحة منبر
المجتمع العدد «٦٢١» لشهر شعبان ١٤٠٣هـ الموافق 17/ 5/ 1983م، والذي كان موضوعه
إباحة حلية الذهب للنساء سواء كان المقطع منه أو المتصل، والرد على الشيخ محمد
ناصر الدين الألباني في تحريمه للذهب المتصل.
فقد
بين الدكتور أولًا الأدلة على إباحة الذهب للنساء مطلقًا سواء كان المقطع منه وغير
المقطع، ثم وضح ثانيًا النصوص التي فسرت الأحاديث، التي وردت في شأن تحريم الذهب
المتصل على النساء ظاهرًا، فبين أنها إنما كانت حرامًا؛ حيث إنها لم تزك، أما أنها
وقد زكيت فلا.
ثم ذكر
ثالثًا اختلاف السلف من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين في وجوب الزكاة على
الحلي المباح بعد اتفاقهم على جواز اتخاذه واستعماله للنساء دون الرجال، ثم نقل
رابعًا كلام الإمام النووي في المجموع، وابن قدامة في المغنى، وكذا الإمام ابن
تيمية في الفتاوى؛ حيث إنهم نقلوا الإجماع على إباحة الذهب للنساء مطلقًا، ثم روى
رابعًا الأحاديث التي احتج بها الشيخ الألباني في تحريم الذهب المتصل على النساء،
وأخيرًا ذكر توفيق العلماء السابقين الإمام الحافظ المنذري والإمام السيوطي
والنووي وغيرهم بين النصوص، التي أباحت الذهب للنساء مطلقًا، وبين النصوص التي
ظاهرها تحريم الذهب المتصل على النساء.
فقد
أحسن الدكتور في عرضه للموضوع، وترتيبه لهذا البحث، فجزاه الله خيرًا.
أقول
بعد هذا: إن ما يتميز به أهل العلم في دين الإسلام عمن سواهم بين الأديان الأخرى
أنهم ينصح أحدهم الآخر، ويقيل بعضهم عثرة بعض إذا عثر أحد منهم في إحدى القضايا
الشرعية كلية كانت أم جزئية، وهذا من أعظم ما يتميز به أهل الإسلام عن غيرهم من
الملل الأخرى.
وذلك
أيضًا من أكبر الأسباب، التي تساعد على تنقية الإسلام من الشوائب والأخطاء التي
تنسب إليهم؛ لكي يبقى غضًّا طريًّا، كما أنزله الله، إضافة إلى ذلك فإنه عندما
يتبادل أهل العلم الردود العلمية فيما بينهم، فإنه يتميز للناس الصواب من الخطأ لاسيما
في المسائل الفقهية الخلافية، فإن طالب العلم يقف عندها متحيرًا، فمثلًا يسمع عن
مسألة ما أو قضية ما أنها تجوز، وفي نفس الوقت يسمع أنها لا تجوز، لكنه سرعان ما
تحصل نقاشات وردود علمية بين الذي جوز وبين الذي لم يجوز، فإن طالب العلم يتنور
بهذه النقاشات والردود، فيصل بعد الاطلاع عليها إلى الصواب من الخطأ إذا هو تأملها
متجردًا غير متحيز لأحد طرفي المتناقشين.
وأنا
شخصيًّا كطالب علم -إن شاء الله تعالى- ومع ما لفضيلة الشيخ الألباني من مكانة في
نفسي، وما أكنه له من تقدير واحترام إلا أنه لم يمنعني هذا كله من مخالفتي لفتواه
في شأن تحريم الذهب المتصل للنساء، وعدم أخذي بها؛ لأن الحق الصواب فوق كل العواطف
والميول.
فلقد
كنت في موقف المتحير في هذه المسألة إلا أنني عندما اطلعت على بحث الدكتور محمد
حسن هيتو، تبين لي رجحان إباحة الذهب المتصل للنساء.
وفي
الختام أحب التنبيه على شيء لاحظته في ثنايا بحث الدكتور محمد حسن هيتو، وهو أنه
قد جانب الصواب في أسلوبه مع الشيخ الألباني؛ حيث إنه تكلم في نيته وإخلاصه ووصفه
له بعدم التواضع والإنصاف، فقال بعدما ذكر رأي الشيخ الألباني في تحريم الذهب من
خاتم وسوار وطومة: «وأظن أن شهوة الإتيان بالجديد ولو كان مخالفًا للحق والواقع قد
جمحت ببعض الناس إلى ركوب الصعب، واقتحام المشاق، ولو رحموا أنفسهم وأخلصوا لله
نيتهم وأنصفوا وتواضعوا لأراحوا أنفسهم من عناء التخبط في دين الله، مما قد يؤدي
بهم المهالك»، ثم إنه وصفه بالتعصب المفرط، وأنه شح مطاع وهوى متبع، وإنه من
المعجبين بآرائه بعدما ذكر الإجماع على أنه من مصادر التشريع التي لا يجوز الخروج
عنها، فقال: «ولكنها العصبية المفرطة، ولا يسعنا نحن في خضم التيارات العنيفة،
التي تجتاح مجتمعنا الإسلامي، وقد درس العلم، وفشا الجهل، ورأينا الشح المطاع،
والهوى المتبع، وإعجاب كل ذي رأي برأيه».
وهذا
مما لا داعي لذكر الدكتور له، ومما لا ينبغي أن يقول هذه العبارات؛ حيث يجب أن
تكون الردود العلمية والنقاشات بين أهل العلم مبنية على البحث العلمي المجرد، وعلى
حسن الظن المتبادل؛ لأن القلوب لا يعلم بما فيها ولا بما تقصد وتريد إلا الله تعالى،
فالخطأ وارد من الجميع في هذه الأمة وليس أحد معصومًا إلا النبي صلى الله عليه
وسلم.
فإننا
في هذه الحالة إذا شككنا في نية وقصد كل من ينفرد في مسألة ما، فإنه يلزمنا في هذه
الحالة أن نشك في نية وإخلاص كثير من العلماء السابقين الكبار منهم والصغار؛ لأنه
لا نكاد نرى عالما إلا وله انفرادات في مسائل معينة.
والسابقون
من العلماء كانوا يخطئون في مسائل فقهية كثيرة، وكان بعضهم يرد على بعض ويخطئه
لكنهم لم يتجاوز بهم الأمر أن يشك بعضهم في نية بعض وإخلاصه ويذم بعضهم البعض، بل
كان بينهم الاحترام المتبادل دائمًا وأبدًا.
وأخيرًا
أرجو من أهل العلم عامة أن يكون بينهم حسن الظن المتبادل، وأن تكون نقاشاتهم
وردودهم من أجل توضيح الحق والصواب، ولا يخالطها أي حقد أو كراهية تجاه بعضهم؛ حتى
تكون بحوثهم ونقاشاتهم وردودهم بعد ذلك علمية بحتة يستفيد منها طلاب العلم.
والله
الموفق.
عبدالله حسين السعيدي
الرابط المختصر :
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل