العنوان القنوت في النوازل
الكاتب الشيخ نادر النوري
تاريخ النشر الثلاثاء 07-فبراير-1989
مشاهدات 28
نشر في العدد 903
نشر في الصفحة 55
الثلاثاء 07-فبراير-1989
اللهم إنا
نستعينك ونستهديك ونستغفرك ونتوب إليك ونؤمن بك ونتوكل عليك، نشكرك ولا نكفرك
ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد، نرجو
رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك الجد بالكفار ملحق.
من قنوت عمر رضي
الله عنه فيما أخرجه محمد بن نصر والبيهقي، وقال: هذا صحيح موصول.
وعن أبي هريرة
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد، أو
يدعو لأحد، قنت بعد الركوع، فربما قال إذا قال: «سمع الله لمن حمده، ربنا لك
الحمد: اللهم انج الوليد بن الوليد، وسلمة ابن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، اللهم
اشدد وطأتك على مضر، واجعلها سنين كسني يوسف» يجهر بذلك، وكان يقول في بعض صلاته:
«اللهم العن فلانًا وفلانًا، لأحياء من العرب، حتى أنزل ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ
يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾ (آل عمران: 128).
وعن أنس رضي
الله عنه: إنما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الركوع شهرًا، إنه كان بعث
أناسًا يقال لهم: القراء، سبعون رجلًا، فأصيبوا، فقنت رسول الله صلى الله عليه
وسلم بعد الركوع شهرًا يدعو عليهم. (متفق عليه)، أرسل إليهم يدعوهم للإسلام
فقتلوهم.
وعن ابن عباس
رضي الله عنه قال: قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرًا متتابعًا في الظهر
والعصر والمغرب والعشاء والصبح في دبر كل صلاة إذا قال: «سمع الله لمن حمده».. من
الركعة الأخيرة يدعو على أحياء من بني سليم: على رعل وذكوان وعصية.. ويؤمن من خلفه.
(أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم).
وفي حديث أبي
سعيد رضي الله عنه: أنه قنت شهرًا يدعو عليهم ولما ظهر عليهم ترك القنوت.
ولهذه الأحاديث
وغيرها من أمثالها قال جمهور المحدثين: يسن للإمام القنوت للنوازل في كل الصلوات
بعد الركوع جهرًا، ويؤمن من خلفه، وبه قال الخلفاء الأربعة ومن الأئمة الشافعي
وأحمد وبعض الحنفية وابن حبيب المالكي، وقال أبو داود: سئل أحمد عن القنوت؟ فقال:
يعجبنا أن يقنت الإمام ويؤمن من خلفه، وحكى الحافظ في الفتح: الاتفاق على الجهر في
قنوت النازلة، كما يسن أن يقنت المنفرد أيضًا.
وأي نازلة أيها
الأخوة المسلمون أفدح وأعظم وأضخم مما نعاني منه اليوم في مشارق الأرض ومغاربها!
كيف رمينا من قوس واحدة وتآمر أعداء الإسلام وأذنابهم بخسه ونذالة على الجهاد
الإسلامي في أفغانستان وأرض فلسطين، وكيف ضرب على هذه الأمة الذل والاستعباد فليس
لهذه المصائب من دون الله كاشفة!
لذلك، فقد أصبح
مطلوبًا من أئمة المسلمين وعامتهم أن يلجؤوا إلى الله ليرفع عنهم هذا البلاء، وأن
يقنتوا في كل الصلوات بعد الركوع في الركعة الأخيرة ويلحوا على الله في الدعاء
بالمأثور وعندئذ نعرف ما لسهام القدر من أثر.
كما قال الله
تعالى مخبرًا عن نوح عليه السلام: ﴿فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ {10}
فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ {11} وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ
عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ {12} وَحَمَلْنَاهُ عَلَى
ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ {13} تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ﴾ (القمر).