; رسالة صريحة للمجتمع: ما معنى المجلة العصريّة؟ | مجلة المجتمع

العنوان رسالة صريحة للمجتمع: ما معنى المجلة العصريّة؟

الكاتب الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق

تاريخ النشر الثلاثاء 26-مايو-1970

مشاهدات 23

نشر في العدد 11

نشر في الصفحة 9

الثلاثاء 26-مايو-1970

الأخ الكريم مشاري البداح، حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالأمل الذي كان يتمناه كل مسلم في الكويت بصدور جريدة إسلامية تنافح عن عقيدة الإسلام، وتنشر هديه وترسي قواعده، قد هيأ الله من ذلك إطاره، ويسّر أسبابه بصدور جريدتكم، وقد أعلنت على غلافها هويتها ونسبتها؛ فهي إلى الإسلام تُنتسب، وله تقوم، ومنه تستمد، وإنها –والله- لمهمة شاقة عسيرة؛ فللكلمة في الإسلام وزن وذلك أن المتكلم بها يتكلم عن الله وعن رسوله، وأي خطورة أكبر من هذا؟! وأي مشقة أكبر من البحث عن كل كلمة يعلم قائلها أنه عنها مسؤول لا أمامكم وأمام أي سلطة في الأرض؛ وإنما أمام خالق السماوات والأرض.

ثم أي جريمة أعظم من التكلم بحق على صفحات مجلتكم؟! والحال أنه مجرد كلام لم تمتثله نفس صاحبه ولم يعِه قلبه، وإنما هو مجرد كلام تسود به الصفحات حتى تخرج المجلة في وقتها المحدد وقد امتلأ كل جزء فيها بما امتلأ.

أخي الكريم –لقد تجشمتم من ذلك العناء! وإن هذا ليسير على من يسره الله عليه، ولن ييسر الله إلا إذا أخلصت النية ووضح القصد، وأفرغ الجهد، واستنار الطريق وكل هذا يحتاج إلى مكابدة وصبر.

هذا فيما بينكم وبين الله !!فأما ما بينكم وبين الناس فهو أيسر من ذلك، فلن يقدموا -إن شاء الله– إذا التزمتم ما قلت سابقًا، داعيًا لكـم في جنح الظلام، رافعًا أكف الضراعة أن يمدكم الله بعون من عنده، وأن يوفقكم فيما سرتم فيه، وأن يجمع عليكم القلوب، ويا له من داع!

وهذه أعظم هدية تقدم إليكم... ألستم مسلمين! 

ثم ستوضع العقبات في طريقكم وستنافحكم أبواق الشر من كل صوب، وسيتسلل متسلل بليل یرید إيذاءكم، وكف صوتكم الطيب الطاهر –والله من ورائهم محيط- وذلك كله اختيار من الله ليرى هل أنتم صادقون في نسبتكم إليـه وحمل شعاره ولوائه، فإن لانت قناتكم ووهن عزمكم فأردتم مجاراة الأمور ومسايرة الأوضاع فأعطيتم للناس من دینكم ما وافق أهواءهم، ومنعتم عنهم ما خالف مألوفهم وعاداتهم، وحرفتم منه ما تريدون أن تبثوه فيهم حتى يوافقوكم عليه؛ فقد خسرتم الدنيا والآخرة؛ وإن لم تزدكم حرب المخالفين إلا تمسكًـا بعقيدتكم، واعتزازًا بنسبتكم وصدعًا بدعوتكم؛ فو الله إنه لهو النصر المبين.

أخي مشاري، سيوجد عندكم من يقول لتكن مجلتنا عصرية! وما عصرية هذه!! إن كان المقصود من هذه الكلمة هو تجلية «كلمة الإسلام الحقة» بالأسلوب المفهوم اليوم، وبالإطار المبتكر، وبالطبع الأنيق الواضح، وبالترتيب والتنظيم والتبويب الحديث؛ فنعمت هذه العصرية، وإن كان المقصود هو الخبط في كل واد مما يخبط فيه الخابطون، والخوض في كل حديث فيه يخوضون دون معيار للكلمة أو وزن؛ فهذه العصرية ليست من مجلتكم في شيء.

وعندما أقول «كلمة الإسلام الحقة» فإنما أعني بها حكـم الإسلام في كل مجال من مجالات حياتنا: السياسية والاقتصادية والثقافية والمادية، وما يتعلق بأمور العبادة والميعاد، وهل الإسلام إلا تنظيم شامل لشتى شئون الحياة؟

فلتكن مجلتكم شاملة شمول الإسلام ما استطعتم ذلك، والله سبحانه أسأل أن يوفقكـم ويسدد خطاكم.

أخوكم

عبد الرحمن عبد الخالق

 

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

حَديث صَريح للشيخ محمد أبو زهرة

نشر في العدد 2

1044

الثلاثاء 24-مارس-1970

مع القراء

نشر في العدد 1

931

الثلاثاء 17-مارس-1970

مع القراء 1

نشر في العدد 2

936

الثلاثاء 24-مارس-1970