العنوان رسالة عن الترتيب الحالي للقرآن
الكاتب أحد القراء
تاريخ النشر الثلاثاء 16-فبراير-1971
مشاهدات 85
نشر في العدد 47
نشر في الصفحة 22
الثلاثاء 16-فبراير-1971
انتشر في الأسواق كتاب "تفصيل القرآن الحكيم" للمستشرق جول لابوم الذي قام بترجمته السيد المرحوم محمد فؤاد عبد الباقي وأنا هنا لا أناقش موضوع الكتاب ولا أتعرض له حاليًا، ولكن عند قراءتي لمقدمته فقد آلمني ما تضمنته المقدمة من تقريظ للدكتور زكي مبارك لهذا المؤلف في مجلة الراوي الأسبوعية في ٦ نوفمبر ١٩٣٥ لما فيها من أخطاء جسيمة وآراء بعيدة عن الحق والواقع الذي ليس فيه أي لبس، ومن المؤسف أن هذا التقريظ قد طبع في مقدمة هذا الكتاب في جميع طبعاته، وهذا نص قول الدكتور زكي مبارك:
«وصدور هذا الكتاب أنقذني من ورطة كنت معرضًا لعواقبها المضجرة فقد فكرت منذ أعوام في الدعوة إلى ترتيب المصحف ترتيبًا جديدًا يساير موضوعات القرآن. وكنت أخشى الاصطدام بالرأي العام الذي لا يقبل تغييرًا للترتيب الذي جرت عليه المصاحف منذ عهد عثمان وكانت حجتي أن المصحف رتب بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فليس من المحتوم أن يبقى على ترتيب واحد طول الزمان».
وقد بحثت في هذا الموضوع وقرأت الكثير عما كتب عن ترتيب القرآن وأعددت مسودة مطولة للرد على ذلك الدكتور وقد أكرمني الله مؤخرًا بكتاب «مبادئ أساسية لفهم القرآن» للإمام العلامة أبو الأعلى المودودي أكرمه الله الذي تضمن فقرة مختصرة وحاسمة كأنها أفضل ما يكون للرد على هذا القول العاري من الصحة، فقد قال مولانا أبو الأعلى المودودي أثابه الله، في صفحة ٤٠ من الترجمة العربية:
«ومما لا يختلف فيه اثنان أن الذين يعترضون على الترتيب الحالي للقرآن يظنون عن سوء فهم أن هذا الكتاب قد أُنزل إلى طلبة علم التاريخ وعلم الاجتماع. وفيما يتعلق بترتيب القرآن يجب أن يعرف الدارس كذلك أن الترتيب الحالي ما قام به الذين جاءوا بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- بل هو توقيفي وضعه النبي -صلى الله عليه وسلم- نفسه بتوقيف من جبريل عليه السلام.
وكان من عادته -صلى الله عليه وسلم- أنه كلما أُنزلت سورة من سور القرآن كان يدعو بعض كتابه وكان يأمر بكتابتها ويأمر بوضعها عقب سورة كذا وقبل سورة كذا، وكذلك حين ينزل شيء من القرآن (أي آية أو بضع آيات)، ولم يرد جعلها سورة مستقلة أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بوضعه في موضع كذا من سورة كذا، ووفق هذا الترتيب نفسه كان -صلى الله عليه وسلم- يتلو القرآن في الصلوات وغيرها من المناسبات، ووفق هذا الترتيب نفسه كان أصحابه الكرام يستظهـرون القرآن ويتدارسونه، لقد كان من الثابت تاريخيًا أن اليوم الذي أكمل فيه نزول القرآن أكمل فيه ترتيبه.
ومرتبه هو الذي أنزله. والذي أنزل القرآن على قلبه رتب القرآن على لسانه. وما كان لأحد غيره أن يتدخل فيه» انتهى.
وأنا هنا أرجو وأطالب كل أخ مسلم أن يكتب قول الأستاذ المودودي على هامش الصفحة التي فيها قول هذا الدكتور إظهارًا للحق وإبطالًا للباطل، كما أرجو من ورثة المرحوم الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي أن يرحموا الأمة الإسلامية من مثل هذه المهاترات ورفعها من هذه الترجمة، كما أرجو من اللجان والهيئات الرسمية في الحكومات الإسلامية رفع هذا التقريظ نهائيًا من الكتب المتداولة في الأسواق واتخاذ الخطوات اللازمة من التنبيه على المسلمين على هذا الخطأ واتخاذ موقف إيجابي لمجه ومعارضته، اللهم إني بلغت اللهم فاشهد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عفت عباس عطية