العنوان رسالة من المودودي إلى أبي عمار.
الكاتب أبو الأعلي المودودي
تاريخ النشر الثلاثاء 03-نوفمبر-1970
مشاهدات 19
نشر في العدد 34
نشر في الصفحة 5
الثلاثاء 03-نوفمبر-1970
رسالة من المودودي إلى أبي عمار.
المودودي يقول: منظمة فتح تحظى بتقدير الجميع
هناك منظمات أنشئت لتحطيم العمل الفدائي
الأخ الكريم المجاهد أبو عمار المحترم
حفظكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد، فأدعو الله أن يجعلكم في عافية وصحة ويتم عليكم نعمته ويحفظكم ذخرًا للإسلام وقضيته.
لقد سبق أن قابلكم في جدة سكرتيرنا الخاص: خليل أحمد الحامدي وذلك حين وجودكم في السعودية في ١٠ من شهر مارس ۱۹۷۰ م. ونقل إليّ ما جرى بينكم وبينه من حديث كما نقل إلي سلامكم. وكنت أريد من مدة أن أكتب إليكم إلا أن الأحداث المتتالية في باكستان حالت دون هذه الرغبة. وها قد أنتهز فرصة سفر الأخ خليل لأرفع إليكم تحياتي وما يجيش في خاطري من عواطف.
١- إن الشيء الأول الذي أريد أن أؤكده عليكم هو أن الجماعة الإسلامية في باكستان تنظر إلى منظمة «فتح» بنظرة ملؤها التقدير والاستحسان وتراها منظمة وحيدة تخلص جهادها في سبيل تحرير الوطن بينما المنظمات الأخرى ما أنشئت -على حد علمناــ إلا لتحطيم العمل الفدائي وإثارة أسباب الشقاق في صفوف الفدائيين. كما أنها لا تخلو من كونها منظمات موجهة من جهات أجنبية. ونحن نتتبع أخبار فتح وعملياتها ونشاطاتها بكل دقة وإمعان كما كانت الجماعة الإسلامية على انشغالها بما يجري في داخل باكستان من معارك سياسية جمعت بعض المساعدات لفتح وحولتها إلى ممثلها في لاهور وأن الجماعة مستعدة لأن تواصل جمع التبرعات إذا اقتنعت أنها ستصل إليكم عن طريق أيد أمينة.
٢- إن الذي يقلق بالنا ويشغل خاطرنا هو ما نسمع بين حين وآخر من إخواننا العرب الفلسطينيين أن قضية فلسطين ليست إلا قضية عربية ليست لها علاقة بالشعوب الأخرى.
بل الذي يزيد الطين بلة ادعاء بعض العرب أن قضية فلسطين مقتصرة على البلدان العربية التقدمية الثورية. هذا الموقف وأمثاله من المواقف التي تعلن مرة بعد أخرى لا تنفع قضية فلسطين بل تجعلها تعقيدًا على تعقيد وضعفًا على ضعف فمثلًا نحن الباكستانيين لا يهمنا من قضية فلسطين إلا أنها قضية أمة عريقة في الإسلام عريقة في الأمجاد الإسلامية، قضية بلد يضم أماكن الأنبياء ومدافنهم ومقدساتهم ويحتضن في ربوعه قبلة المسلمين الأولى والحرم الثالث وينطوي على ساحة خرج منها العدد الكبير من العلماء والفقهاء والأدباء الذين جالوا وصالوا في مجالات العلم والثقافة والأدب والفقه.
هذه هي الأحاسيس والمشاعر التي تربطنا بكم وتجعلنا أن نضحي بأنفسنا وأموالنا في سبيل القضية جنبًا إلى جنب معكم. وإذا تغاضيتم عن هذه الأواصر المقدسة الوثيقة وجعلتم شعاركم مقصورًا على الشعب الفلسطيني بل على العناصر التقدمية فبماذا أيها الأخ الكرم تقنع إخوانكم في باكستان بما شأنكم في هذا الصدد على طول الخط ويبذل النفس والنفيس على أقصى الحد.
وبناء على هذا أرجو منكم أن تعلنوا جهادكم جهادًا إسلاميًا وكفاحًا مقدسًا وحربًا شاملة ترتبط جبهتها الشرقية بأقصى إندونيسيا وجبهتها الغربية بأقصى غرب إفريقية.
وسترون بعد ذلك كيف أن الأمة الإسلامية تقف وراءكم في هذا الكفاح وتسندكم في السراء والضراء وتكون على الأعداء يدًا واحدة ولو كره المجرمون.
وختامًا تفضلوا بقبول فائق
التحيات...
المخلص أبو الأعلى المودودي
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلحَياة شودَري غلام محمد.. سيرة عَلم من أعلام الإسلام في بَاكستان
نشر في العدد 1
851
الثلاثاء 17-مارس-1970