العنوان رسالة من ترنداد: نحن في حاجة إلى داعية مسلم
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 28-يوليو-1970
مشاهدات 16
نشر في العدد 20
نشر في الصفحة 15
الثلاثاء 28-يوليو-1970
ترنداد جزيرة مستقلة تقع في منطقة بحر الكاريبي بين أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية، وعاصمتها بورت أوف سبين.
ويبلغ عد سكانها هي وجزيرة توباجو المجاورة لها حوالي المليون نسمة، وهم خليط من الهنود الشرقيين والأفارقة والزنوج الأميركيين وبعض البيض، وبها حوالي مئة ألف من المسلمين، وهناك «نقابة الدعوة الإسلامية في ترنداد والكاريبي» تتولى الإشراف على النشاط الإسلامي في تلك المنطقة وما حولها، كما أن النقابة بصدد إنشاء مركز إسلامي في العاصمة بورت أوف سبين.
وعلى ضوء الاضطرابات التي وقعت في ترنداد مؤخرًا تسلّمت المجتمع الرسالة التالية من الأخ م. ك حسين أمين عام النقابة.
كتب الأخ م. ك حسين يقول:
أخي الحبيب في الإسلام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكرك على رسالتك وما ورد فيها من عبارات الاهتمام بالاضطرابات التي جرت في هذا البلد، فقد هدأت الأحوال إلى حد كبير والحمد لله، على الرغم من استمرار حالة الطوارئ ومنع التجول، وقد نشأت الاضطرابات من المظاهرات الجماهيرية التي قام بها دعاة «القوة السوداء» وهم من الأفارقة، ومعظمهم ممن هم أقل حظًا من أبناء هذا المجتمع، ويبدو أن الزعماء الشيوعيين قد استغلوهم لإحداث القلاقل والإطاحة بالحكومة، وكادت تحدث نتائج وخيمة لولا تدخّل البوليس بالتعاون مع حرس السواحل وهم من الأفارقة كذلك.
سبب الاضطرابات:
وسبب خيبة الأمل الحاصلة بين الإفريقيين ناجم في رأيي عن فقرهم وحاجتهم إلى العمل وغير هذا من العراقيل القاسية وهم ينظرون فيجدون غيرهم ينعم في ثراء ونعيم، وقد هيّئت لغيرهم كافة أسباب الحياة فهذا التناقض هو الذي بعث الشعور بخيبة الأمل في نفوس منظمي القوة السوداء الذين يبدو أنهم يعتقدون أنهم مهملون لا يلتفت أحد لحالهم ولا يأبه لشئونهم، ولكن الحقيقة تظل قائمة وهي أن هناك فرصًا متاحة بالتساوي أمام جميع المواطنين، إلا أن البعض منهم يُحسن استغلالها والبعض الآخر يُضيعها، كهؤلاء البؤساء.
إذ لا يفكر هؤلاء طوال العام. وعلى مر السنين إلا في التمتع والإكثار من النسل، ومعظم أطفالهم من الأبناء غير الشرعيين كمـــــــــــا ينغمسون في تعاطي المشروبات الكحولية والمخدرات وغير ذلك من الآثام.
ومعظم هؤلاء -أنصار القوة السوداء- من النصارى، ولكن الكنيسة لم تفعل شيئًا يُذكر لإصلاح شأنهم وتحويلهم إلى مواطنين صالحين حتى وصل الأمر إلى أنهم تمرّدوا على الكنيسة فاقتحموا الكنائس ورموها بالحجارة، بل لقد ضربوا بعض القسس والرهبان ومن جهة أخرى فإنهم يُكنّون في صدورهم كل احترام وتقدير للإسلام، ولو يقدر الله لنا الآن داعية مسلمًا أسمر البشرة، مثلهم، فإنه سيكون بوسعنا إدخال معظم هؤلاء الناس إلى حظيرة الإسلام.
الإسلام هو البلسم:
إنني أعتقد أن الإسلام، والإسلام وحده هو الذي يستطيع أن يغير حياة هؤلاء الناس، وهذا يُذكّرني بأحوال الجزيرة العربية قُبيل بعثة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكيف استطاعت رسالة الإسلام تحقيق التغيير العجيب الرائع.
ولكننا للأسف لا يتوفر لدينا في هذه الأصقاع أحد يمكن أن يتولى نشر الدعوة الإسلامية بنجاح في صفوف هؤلاء. فهم بحاجة إلى رجل مثلهم يثقون به ويطيعونه، وكم سأكون مسرورًا لو بذلتم قصارى جهدكم لإرسال أحد الدعاة ولمدة أسابيع قليلة ليقوم بإلقاء سلسلة من المحاضرات، ويسعدنا أن نتكفل الترتيب لهذه المحاضرات وأن نتحمل كافة النفقات الداخلية.
ومع أن الأحوال في البلاد المجاورة لترنداد هادئة للغاية إلّا أن الخطر يكمن فيها، ومن ذلك غويانا وبربابادوس وجامايكا، إلا أن المشكلات والقلاقل لا تهم المسلمين ولله الحمد ويسرنا أن نُبيّن أن بعض الإفريقيين المسلمين الذين تحولوا إلى الإسلام على أيدينا يحيون حياة المسلمين الصادقين ويساهمون مساهمة رائعة لرفعة الإسلام والنهوض بالبلاد عامة. ومن هؤلاء السيدة موريل فاطمة دوناوا، التي أسلمت هي وزوجها، وهي عضو في البرلمان ومسئولة عن شئون الشباب، وهناك أخ آخر يُدعى يوسف متشل وهو من الأعضاء المؤسسين لهذه الجمعية، ويشغل منصبًا هامًا فيها وهو منصب أمين الصندوق كما أنه مهندس معماري، تحمل مسئولية إعداد التصاميم الأولية لمركزنا الإسلامي المقترح، وختامًا نرجو التعاون معنا وإمدادنا بالكتب الإسلامية باللغات الإنجليزية، والأوردية، والإسبانية، والهولندية.
أخوكم:
م. ك حسين
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل