; رسالتان من عبد الحميد ومريم أحمد ياسين إلى الوالد الشهيد | مجلة المجتمع

العنوان رسالتان من عبد الحميد ومريم أحمد ياسين إلى الوالد الشهيد

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر السبت 19-مارس-2005

مشاهدات 21

نشر في العدد 1643

نشر في الصفحة 23

السبت 19-مارس-2005

عبد الحميد: نعم المجاهد ونعم القائد

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على إمام المرسلين، سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أما بعد:

شعبنا الفلسطيني المجاهد: أحييكم بتحية الإسلام العطرة المباركة، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أحييكم لصمودكم واستبسالكم في الدفاع عن أرضكم ومقدساتكم برغم قوة عدوكم وعتاده، فقد واجهتموه بحجر صغير، قذفتموه بأيد طاهرة متوضئة، وواجهكم هو بطائراته، ودباباته وصواريخه وعدته وعتاده، ومع هذا كله فأنتم دائمًا تقهرون عدوكم بقوة إيمانكم وصبركم، وتحملكم ما حل بكم من قصف ودمار وتشريد وحصار، وغير ذلك من أساليب العدو القذرة الجبانة.

شعبنا الفلسطيني البطل: أحييكم في ذكرى غالية علينا جميعًا، فرحنا بها كثيرًا رغم ألم الفراق...

فرحنا لنيل أبينا وشيخنا وقائدنا ومعلمنا وأستاذنا وقدوتنا الشيخ الياسين رحمه الله أمنيته التي كان يسعى دائمًا لنيلها والتي كان يرجو الله تعالى في صلاته أن يحققها له، هذه الأمنية الطاهرة، الأمنية التي يسعى إليها أبناؤه المجاهدون الذين غرس فيهم حب التضحية والفداء من أجل استرجاع حقهم المسلوب، ويكون قولهم دائمًا إما النصر وإما الشهادة.

أحييكم في ذكرى استشهاد شيخكم شيخ فلسطين وشيخ المجاهدين الشيخ أحمد ياسين الذي استطاع بجهاده وصموده وقوة إيمانه وثباته أن يقهر العدو الصهيوني، نعم والله فقد استطاع والدي - رغم شكه وضعف جسده - أن يقهر العدو الصهيوني في حياته وبعد استشهاده، فقد قام الصهاينة بقصفه، ظنًا أنهم بذلك قد تخلصوا منه ومن حركته الإسلامية الباسلة، وأنهم استطاعوا أن يخمدوا انتفاضة الشعب الفلسطيني المجاهد الذي انتفض من أجل حريته وكرامته واسترداد أرضه ومقدساته، ولكنهم تفاجؤوا بألف ياسين مجاهد، وما زاد موت سیدنا محمد صلى الله عليه وسلم الإسلام والمسلمين إلا قوة، وما زاد استشهاد شيخنا أحمد الياسين.. الجهاد والمجاهدين إلا قوة. نعم فقد كان والدي دائمًا رمزًا للتضحية والفداء، للقوة والشجاعة، رمزًا للعزيمة والصمود، كان شديد الحب لبلاده، قوي الإيمان بقضيته، قضية شعب شرد من دياره وأخرج من أرضه تحت سطوة السلاح، فقد كان دائمًا متمسكًا بحق العودة وحل المقاومة، ودائمًا كان يقول: المقاومة مستمرة ما دام الاحتلال جاثمًا على أرض فلسطين الطاهرة، والمقاومة حق مشروع لجميع أبناء الشعب الفلسطيني كباره وصفاره أبنائه وبناته شيوخه ونسائه، وأنه مستمر في مقاومته العدو ما دام بين ضلوعه قلب ينبض..

نعم فقد ظللت يا أبي مجاهدًا، ومقاومًا بكل ما أوتيت من قوة. ورغم ضعف جسمك وقلة حراكك إلا انك أديت رسالتك على أكمل وجه، فلم توان لحظة في نصرة الحق، فنعم المجاهد أنت، ونعم القائد، رحمك الله وأدخلك فسيح جناته، وجمعنا بك يوم القيامة، ولا تنسي في هذه المناسبة أن تدعو الله أن يفرج عن إخواننا في سجون الاحتلال.

ابنك: عبد الحميد أحمد ياسين

مريم: أتوجه إلى الأمة بأن تظل متمسكة بخيار الجهاد والمقاومة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وبعد:

في الذكرى السنوية لاستشهاد أبي الشيخ أحمد ياسين أتوجه إلى الأمة العربية والإسلامية بأن تظل متمسكة بخيار الجهاد والمقاومة، لأنه لا عز لنا - والله - إلا بالجهاد وأعلموا أن إخوانكم في فلسطين لا يقاتلون من أجل كرامة الفلسطينيين فقط، ولكن يقاتلون من أجل الأمة بأسرها، فكونوا مع المقاومة أدعموهم بكل الوسائل المعنوية والإعلامية والمادية وغيرها، كما كان يقول أبي رحمه الله: عندنا ما يكفي من الرجال والاستشهاديين، ولكن ادعمونا بالمال والسلاح.

وفي الختام أقول إنه لا خيار للعالم إلا أن يتمسك بالإسلام إذا أراد أن يعيش بحرية وكرامة وسلام، هذا الإسلام الذي من أجله قضى الشهداء وعظمت التضحيات وسالت دماء أبي.

مريم أحمد ياسين «أم همام»

الرابط المختصر :