العنوان رغم التجارب المريرة.. ما زال دعاة الاختلاط يغمضون عيونهم!
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 27-أبريل-1976
مشاهدات 15
نشر في العدد 297
نشر في الصفحة 8
الثلاثاء 27-أبريل-1976
كل التجارب تؤكد أن الاختلاط كارثة اجتماعية محققة.
والإحصاءات في المجتمعات التي طبقت الاختلاط لا تترك مجالًا للذين يريدون الهروب من الحقيقة بإغماض عيونهم، أو مزيد من المغالطات.
ولا نذهب بعيدًا، فقد أكد بعض المسؤولين في وزارة التربية هنا أن من بين الأسباب التي حملت الوزارة على إصدار قرار يلزم المدارس الخاصة بمنع الاختلاط «هناك مدارس خاصة تحاول أن تكون قدوة سيئة في هذا المجال».. أحد الأسباب الذي حمل الوزارة على اتخاذ ذلك القرار: أن الاختلاط في تلك المدارس قد أسفر عن «نتائج» مفجعة ومحزنة، ومدمرة للأخلاق والقيم.
وهذا المسؤول يتحدث وتحت يده عشرات التجارب، أي أنه يتحدث بلغة الأرقام والدلائل.
لكن بعض الناس يريد جر المجتمع إلى الهاوية غير مكترث بلغة الأرقام والتجارب والدلائل.
فقد كتبت إحداهن تنتقد قرار وزارة التربية بمنع الاختلاط في المدارس الخاصة، ووصفت القرار بأنه رجوع إلى الوراء.
«ملاحظة: إن الهمج من العصور الغابرة والوثنيين الأميين ۱۰۰٪ في آسيا وأفريقيا. حاضرًا. يمارسون الاختلاط. فهل هذا تقدم أم رجوع إلى الوراء؟».
إن المرأة التي انتقدت قرار وزارة التربية راحت تبرر دعوتها إلى الاختلاط بمبررات أشد رجعية من الدعوة ذاتها.
قالت- مثلًا- إن سفور المرأة كان عيبًا في الماضي ومع مرور الأيام أصبح شيئًا عاديًّا! وكذلك الاختلاط يستنكر اليوم ويستساغ غدًا.
كنا نود أن نناقشها فلسفيًّا فنطرح هذا السؤال: هل السلوك البشري في تقدم مستمر بمعنى أن كل يوم أو عام جديد يحقق «سموًا» في السلوك الإنساني؟
لكنا عدلنا عن هذا الأسلوب لأكثر من سبب، ولندع القضية في بساطتها.
إن الرذيلة لن تتحول إلى فضيلة أبدًا، وسفور المرأة حرام أمس واليوم وغدًا.
ولئن خلع نساء من النساء زي الحشمة ولباس الإسلام، فتصرفهن هذا ليس مقياسًا بل هو معصية، ولن تكون المعصية مدعاة فخر واعتزاز.
ولو استعمل هذا المنطق- في كل شيء- منطق تبرير الواقع السيئ بمجرد شيوعه لرأينا غدًا من يدعو الناس بإلحاح إلى تثبيت وتعميم جرائم السرقة وهتك العرض والاختلاس والرشوة والكذب، بحجة أن هذا «واقع» استمرأه الناس ورضوا به.
لم نشاهد أمة من الأمم، اجتمعت في مؤتمر عام ثم صاغت برنامجًا لارتكاب المخالفات.
اليوم تسرق، وغدًا تفسق، وبعد غد تقتل.
إنما يحدث الانحراف استدراجًا.. معصية.. ثم معصية، ثم انحرافًا أشد ثم فسوقًا عامًا.
فهل هذا هو ما تدعو إليه المنتقدة لقرار وزارة التربية.
من جهة أخرى صرح أمين عام جامعة الكويت لجريدة «أجيال» بأن «الانفصال» في التعليم بين الجنسين يشكل عبئًا كبيرًا على الجامعة سواء بالنسبة إلى تشتيت جهد هيئة التدريس أو إلى ضيق الأماكن المتاحة!
ومعنى هذا الكلام: المناداة بتطبيق الاختلاط في الجامعة.
وهو كلام يتناقض تمامًا مع:
* قرار مجلس الأمة بمنع الاختلاط.
* وعد وزير التربية ورئيس الجامعة الأعلى للمجلس بأنه لن يكون هناك اختلاط في الجامعة.
* تصريح وزير التربية للزميلة «الأنباء» بأن الاختلاط في الجامعة لن يحصل. وهو تصريح نفى فيه الوزير ما نسبته إحدى الصحف لمسؤول في الجامعة «!» من أن الاختلاط سيعمم في جميع الكليات.
* مع الرغبة الشعبية التي تمثلت في عرائض تحمل أكثر من عشرة آلاف توقيع معارض للاختلاط.
نحن نعلم أن بعض الناس قد صرح- مرة- بأنه سيستقيل من منصبه من الجامعة. إذا طبق الاختلاط..
ولكن.. حذار من جعل الرغبات الشخصية «سياسة عامة» للأجيال.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل