; ركن الأسرة «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» | مجلة المجتمع

العنوان ركن الأسرة «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»

الكاتب هدى عبد الله المطوع

تاريخ النشر الثلاثاء 26-ديسمبر-1972

مشاهدات 7

نشر في العدد 131

نشر في الصفحة 26

الثلاثاء 26-ديسمبر-1972

ركن الأسرة «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»

إعداد: هدى عبد الله المطوع

عالم المرأة

لا أدري كيف ابدأ الحديث الأمر في غاية التعقيد!

بهذه العبارة خاطبتني إحدى الزميلات في لقائي معها مؤثر ومعبر عن عقدة يعيشها المجتمع بالأخص المجتمع الذي يجهل قيم دينه وما يأمر به.

لقد شاءت عقلية والدها ألا يزوجها كما تتزوج بنات جنسها لأنه لم يجد لها زوجًا من أقاربها فآل على نفسه أن يزوجها لأحد الأباعد إلا بشرط خاص يقضي بأن تكون لذلك المتقدم فتاة من العائلة يتزوج بها هو -وتعني الأب- بهذه العقلية الشاذة يتصرف هذا التصرف ويتصور أنه على حق لأنه يخاف على ابنته من الضياع مع الأباعد فيضيع عليه كل شيء ففكر أن يمسك بعنان ذلك الأجنبي ليكون متأهباً عند نزول الملمات وبهذه الطريقة فكر بنكاح الشغار.

أنا لا أتصور أن هذه الفتاة وحدها تعيش مثل هذه المشكلة فهناك الكثيرات من المشاكل التي يعاني منها مجتمعنا في هذا الخصوص كثيرة.

الإسلام أعطى للمرأة كل الحقوق التي سلبها إياها عصر الظلم والجهل أعطاها حق التصرف وحق التملك فتح لها بابًا واسعًا للثقافة والمعرفة، أعتقها من القيود التي طوقتها بها الجاهلية، طهر روحها ونور عقلها، وجعلها نصف المجتمع ولا يستطيع الرجل أن يبني كيانه إلا إذا جمعه الله مع امرأة صالحة تكفل له بيتًا تملؤه سعادة.

تصفح يا أخي كتابك الكريم واقرأ قوله تعالى ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ (النساء: 19)، ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ﴾ (النساء: 34).

 أما تسمع قول المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ يقول: «رفقًا بالقوارير» ويقول: «خياركم خيركم لأهله» ويقول: «استوصوا بالنساء خيرًا» وإذا أردت المزيد فاقرأ خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع لتكون على بينة من الأمر، أنا لا أريد أن أهاجمك وأضع اللوم عليك بقدر ما أردت دعوتك إلى النظر في المشاكل التي يخلفها سوء تصرفك مع دينك ومع نفسك ومع المجتمع كله باتخاذك الرأي القاطع والموقف الحاسم من تزويج الفتاة بمن ترغبه أنت ولا ترغبه هي، في اتباعك سبيل الجاهلية في تقديم ضحيتك عن طريق نكاح الشغار، التحكم بما تملكه هي وهو من حقها، أضف إلى ذلك النزعة العشائرية التي تنص أحكامها على تزويج الفتاة من أحد أقاربها سواء كان أهلًا لها أم لا، طالما عقله يقول إن ارتباطها عن طريق الزواج بعشيرة أخرى هو وقاحة لا تقرها العصبية، فعليه الآن أن يشمر عن ساعده ويحكم بغروره ولتذق المرأة ما شاءت من التعاسة، هذه النظم والأعراف ينكرها الإسلام، و قرآنك يا مسلم يقول: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ﴾ (الحجرات: 13)، ونبيك يقول: «ليس منا من قاتل عصبية وليس منا من مات على عصبية».

رجعة إلى الحق

نرى الكثير من المدارس الابتدائية والمتوسطة وحتى بعض المدارس الثانوية ينقصها بناء شامل أو غرفة خاصة للصلاة أو فرصة صغيرة تمكن التلاميذ من أداء فرائضهم وشعائرهم الدينية وقد تكلمت في حديث طال مع ناظرة إحدى المدارس الابتدائية بهذا الشأن ولكنها رفضت ذلك بحجة عدم وجود إمكانية غرف زائدة في المدرسة وللأسف إننا نعيش في بلد إسلامي ونرى بعض الحرب على الدين فنرى أنه منذ تأسيس المدارس ومنذ تصميمها يبدأ المهندسون في تخصيص صالات للألعاب الرياضية ومسرح تقام عليه الحفلات ولا يخطر ببالهم في أن يصمموا مصلى واسعًا للمدرسة ولكن رجاء يا وزارة التربية الحرص على هذا الموضوع لأننا يجب أن نخدم الإسلام ونبث في نفوس أبنائه العقيدة الراسخة والحرص كل الحرص في مراقبة التربية الإسلامية في المدارس خاصة المدارس الابتدائية حيث إن الاستهانة بديننا الإسلامي وأحكامه قد أضعفتنا وأضعفت الإيمان في نفوسنا، وفقدنا حقيقتنا وقوتنا بفقدنا لمبادئ ديننا الحنيف وبهذه الاستهانة سيضيع شبابنا ومجتمعنا فرجعة إلى الحق يا وزارة التربية.

قرأت لك

أمثال العرب والعجم والعامة وما يماثلها من كتاب الله تعالى «مما هو أجل منها وأعلى» للثعالبي.

قال رضي الله عنه «القتل أنفى للقتل» وفي القرآن الكريم ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾ (البقرة: 179).

والعرب تقول لمن يعير غيره بما هو فيه «عير بجير بجره ونسي بجير خبره» وفي القرآن ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ۖ﴾ (يس: 78).

وفي معاودة العقوبة عند معاودة الذنب «إن عادت العقرب عدنا لها» وفي القرآن ﴿وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ۘ﴾ (الإسراء: 8)، ﴿وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ﴾ (الأنفال: 19).

وفي قرب الغد من اليوم قال الشاعر "وإن غدا لناظره قريب" وفي القرآن: (أليس الصبح بقريب)

وفي ظهور الأمور قد وضح الأمر لذي عينين وفي القرآن ﴿الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ﴾ (يوسف: 51)

وفي فوات الأوان «سبق السيف العذل» وفي القرآن ﴿قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ﴾.

وفي الوصول إلى المراد ببذل الرغائب «من ينكح الحسنة يعط مهرها» وفي القرآن ﴿لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ﴾ (آل عمران: 92)

وفي منع الرجل مراده «وقد حيل بين العير والنزوان» وفي القرآن ﴿وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ﴾ (سبأ: 54)

ومن أمثلة العامة «من حفر لأخيه بئرًا وقع فيها، وفي "من حفر لأخيه بئراً وقع فيه" وفي القرآن (لا يحيق المكر السيء إلا بأهله).

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

المجتمع النسوي: (1065)

نشر في العدد 1065

12

الثلاثاء 07-سبتمبر-1993

المجتمع النسوي: (1066)

نشر في العدد 1066

9

الثلاثاء 14-سبتمبر-1993

المجتمع النسوي (1067)

نشر في العدد 1067

10

الثلاثاء 21-سبتمبر-1993