; ركن التربية والشباب (193) | مجلة المجتمع

العنوان ركن التربية والشباب (193)

الكاتب عبد العزيز الحمد

تاريخ النشر الثلاثاء 26-مارس-1974

مشاهدات 17

نشر في العدد 193

نشر في الصفحة 30

الثلاثاء 26-مارس-1974

الجيل الجديد

ركن التربية والشباب

يقدمه: عبد العزيز الحمد

١- حديثي إليك:

الساعات تمضي والأيام تمر، وكلما مرت ساعة هتف هاتف ينبئ بقرب اختبارات آخر العام، وقبل قرب هذه الاختبارات لا بد أن نقف وقفة بسيطة نحاسب بها أنفسنا ونقوم أعمالنا.

المسلم يمثل الإسلام قبل أن يمثل نفسه؛ فنرى الكثير من التصرفات من قبل المسلم تؤخذ على الإسلام ولا تؤخذ على الأشخاص، ومن هنا كانت أهمية وجود المسلم الواعي المتفهم لإسلامه وما يتطلبه هذا الإسلام منه.

فأنت -يا أخي الطالب- مسلم تمثل إسلامك في فصلك وفي مدرستك، وأنت القدوة لجميع الطلبة، فإن هم رأوا تقصيرًا منك في الدراسة عابوا بذلك الإسلام وانتقصوا من قدره؛ لأن الذي يمثل الإسلام يعطي صورة مشوهة عنه، وألمس مدى الأثر الكبير الذي ينغرس في نفوس الطلبة حين تكون أنت الطالب المسلم من الطلبة المتفوقين، فإن ذلك أدعى لأن يحترموك ويقدروك ويروا فيك المثل المحتذى، ويدركوا مدى تأثير الإسلام في إيجاد التوازن في نفس المسلم وتفكيره. فحين تتجه إلى الدراسة، وتهتم بها اهتمامًا لا يؤثر على طاعتك لله عز وجل، تكون بذلك قد أديت خدمة لإسلامك قبل أن تكون أديت خدمة لنفسك، وانظر دائمًا إلى الأجر والمثوبة من الله عز وجل التي تنتظرك حين تؤدي مثل هذه المهمة التي على عاتقك، فالمؤمن يبتغي الأجر من الله عز وجل في كل عمل يعمله.

وتذكر حين تقصر في أداء واجباتك أن النجاح أولًا وقبل كل شيء ليس عائدًا عليك بالدرجة الأولى، بل هو نجاح للإسلام قبل أن يكون نجاحًا لك.

فاحرص يا أخي الطالب المسلم على أن تعطي نفسك حقها، وتعطي الإسلام حقه، وتذكر دائمًا أن الله معك إن أخلصت النية وجددت العزم.

عبد العزيز

 الطلبة.. ومناهج التربية الإسلامية

في العدد الماضي تطرقنا إلى استقاء وسائل التربية من الخارج، واليوم نتعرض للمناهج المدرسية ورأي الطلبة فيها، وأول ما نبدأ به مناهج التربية الإسلامية، التي وإن دار حولها نقاش طويل إلا أننا نسمعها اليوم من الطلبة أنفسهم ورأيهم فيها، ويبقى أن نسمع رأي المدرسين على هذه الصفحة ليشاركوا أبناءهم الطلبة في بحث هذه المسألة، إما بالموافقة أو بالنقد، فالطالب يرى رأيًا، ولكن أستاذه يرى رأيًا آخر نابعًا من خبرته واطلاعه على الأمور.

 • وصلتنا رسالة من الأخ رشيد الولايتي يبين فيها عدم اهتمام الوزارة بالمناهج المدرسية، وعدم اهتمام الطلبة أيضًا بمادة الدين، وانصرافهم إلى اللهو وحبهم له، دون حبهم لدينهم والحرص على فهمه وتعلمه.

• ورسالة أخرى من الأخ الطالب عبد الرحمن الجميعان من ثانوية العديلية، يتعرض فيها لمظاهر عدم الاهتمام بالمناهج المدرسية وضعف التدريس؛ حيث ينقد تدريس التربية الإسلامية من نواح ثلاث:

١- النظام القائم في كتاب التربية الدينية.

٢- الأستاذ وضعف شخصيته.

٣- عدد الحصص في الأسبوع.

١- النظام القائم في كتاب التربية الدينية:

لم يلم كتاب التربية الإسلامية بنواحي الإسلام، فليست هناك:

أ- أبواب للعقيدة، فالعقيدة هي أساس الإسلام، ولا دين بلا عقيدة، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يربي رجاله ثلاث عشرة سنة على العقيدة الصحيحة، والآيات التي تعطى في المنهج آيات تشريع لا تتطرق إلى نواحي العقيدة.

ب- لا يوجد هناك تحقيق من ناحية الأحاديث، فتورد أحاديث غير صحيحة.

ج- تفسير الآيات سطحي.

وأقترح في سبيل الارتفاع بمستوى مناهج الدين ما يلي:

أ- باب العقيدة: ويشمل صفات الله تعالى.. والتفكر في مخلوقات الله، وكيفية الوصول إلى معرفة الله، الجنة والنار وصفاتهما، أهوال يوم القيامة.

ب- باب النبوات:

۱- قصص المرسلين والعبرة منها.

٢- قصص الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته.

ج- باب الأخلاق: ويشمل الأخلاق التي على المسلم أن يتحلى بها مثل: الصدق- الإخلاص- الإيثار- الأخوة.

دـ باب خصائص الإسلام: الشمول- الربانية- التوازن- الإيجابية.

هذا بالنسبة للمنهج؛ أما بالنسبة للمدرس.

٢- الأستاذ: نلاحظ أن كثيرًا من مدرسي التربية الإسلامية واللغة العربية ضعيفو الشخصية، وأكثرهم لا يطبق الإسلام على نفسه، ويفتي بغير علم.

٣- الحصص الإسلامية: هذا النقد المتواضع لهذا الطالب يدل على مدى ما يشعر به الطلبة من إجحاف بحق المناهج الدينية، ومدى شعورهم بأنها غير كافية لأن تلبي احتياجاتهم، وهنا يأتي دور المدرس ليبدي رأيه بعد أن بدأ الطلبة في إبداء رأيهم.

 الامتحانات الشهرية

• تمشيًا مع خطتنا في هذه الصفحة في التطرق إلى المشاكل التي يواجهها الطلبة في المدرسة، وعرضها للمناقشة، نعرض مشكلة يواجهها الطلبة كل شهر، وقبل أن نبدأ بعرض هذه المشكلة، نود من إخواننا الطلبة أن يبعثوا إلينا بالمشاكل التي يلمسونها ويشعرون بها في محيطهم الدراسي، لعرضها في هذه الصفحة، فنحن قد نلمس بعض المشاكل الظاهرة، ولكن ما يخفى من المشاكل يكون عند الطلبة أنفسهم.

وهذه المشكلة.. مشكلة الامتحانات الشهرية التي يواجهها الطلبة في نهاية كل شهر، وتقلق بالهم، وكأنها حمل ثقيل، فهم ما أن ينتهوا من امتحانات شهر إلا وتبدأ امتحانات شهر آخر، فالطلبة دائمًا في دوامة وإرهاق، خصوصًا وأن الامتحانات الشهرية تعمل دون تنظيم لمواعيدها؛ مما يعمل إشكالًا آخر لدى الطلبة، ففي يوم واحد يكون على الطالب ثلاثة امتحانات، وفي أيام أخرى لا يكون لديه شيء.

فلذا كان النظر في هذه المسألة والبحث فيها مهمًّا؛ لأنه في جانب مصلحة الطالب طبعًا لا ندعو إلى إلغاء الامتحانات الشهرية، فنحن لا ننكر فائدتها التي تعود على الطلبة، لكنها بشكلها هذا لا تؤدي الفائدة المطلوبة منها، فمثلًا يمكن إدارة المدرسة أن تكلف مربي الفصل بوضع جدول لفصله، بحيث يتناسب مع الأيام وأوقات الطلبة، ويستمر هذا الجدول طيلة الامتحانات الشهرية، هذا النظام سيسهل على الطلبة الكثير من الإشكال، ويعطيهم راحة نفسية في المذاكرة؛ خلاف ما هو جارٍ الآن من حشد الاختبارات في أيام معينة، مما يؤثر على نفسية الطالب وتحصيله الدراسي.

وهناك أيضًا مشكلة يواجهها طلاب التوجيهي، فالمواد لديهم كثيرة والمناهج طويلة، والعام الدراسي لا يكفي لاستيعاب المادة وشرحها، فيضطر المدرسون إلى تقديم حصص إضافية، فالاختبارات الشهرية تعطلهم كثيرًا عن الدراسة، فهم خلال أيام الامتحانات يدرسون مواد جديدة بكميات كبيرة، مما يجعلهم لا يستطيعون متابعتها لانشغالهم بالامتحانات، علاوة على عدم أهمية هذه الاختبارات في التأثير على نتائج السنة النهائية، وإن كان القصد منها معرفة الطالب لمستواه، من الممكن عمل ثلاثة اختبارات متباعدة طوال السنة، من خلالها يستطيع الطالب أن يقيم نفسه، وتحصيله الدراسي.

ويمكنه أيضًا متابعة المواد الجديدة المتراكمة عليه دون ضغوط أخرى.

هذه ملاحظات نذكرها لعل وزارة التربية تأخذها بعين الاعتبار، فهي في صالح الطلبة أولًا وآخرًا.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

كلمات للدعاة: لا نكل ولا نمل (٢)

نشر في العدد 210

16

الثلاثاء 23-يوليو-1974