العنوان زاوية المحرر ● الهجرة من الكويت أيضًا..
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 07-مايو-1974
مشاهدات 40
نشر في العدد 199
نشر في الصفحة 5
الثلاثاء 07-مايو-1974
الكويت والتنافس على الكفاءة
في تصريح للصحافة المحلية، قال وزير الأشغال- يوم الخميس الماضي-: أن الهجرة المعاكسة من الكويت قد بدأت فعلا وأن الأمر جدي ويبحث لدى أعلى المستويات في البلاد نسبة؛ لأهميته وأثره على الكويت.
وكانت «المجتمع» في تعليقها الأسبوعي في العدد الماضي قد أبرزت القضية وجعلتها موضوع غلاف، تقديرًا لخطورتها، ومساهمة في حلها.
إن الاعتراف بالواقع والتعامل مع الحقائق الملموسة، يمثل الخطوة الأولى في طريق الحل المعقول والمناسب.
وما دامت المشكلة قد وصلت إلى هذا الحد من التشعب والاهتمام، فإن التركيز ينبغي أن ينصب على العلاج العملي.
ونعني بالعلاج العملي «تقديم خدمات وتسهيلات أكبر وأرقى للكفاءات»
لماذا؟؟
لأن الكويت تحب أن تدخل- بعزم وطموح- حلبة التنافس على الكفاءات في الوطن العربي، وسلاح هذه الحلبة هو.. أجود الخدمات، وأشدها جذبًا وأفضلها معنى.
ويمكن تقسيم عوامل بقاء الكفاءات وجواذبها إلى قسمين أو نوعين:
- نوع التكريم المادي، ويتمثل في:
- الأجر العالي.
- المسكن النموذجي. «على أن تتحمل الدولة توفيره كله أو توفير معظم نفقاته»
- العلاج أو الرعاية الصحية المجانية للوافد وأسرته.
- الكفالة المجزية في حالة الإصابة أو المرض أو الوفاة في مدة الخدمة.
وينبغي أن ينتظم عقد العمل هذه البنود جميعًا.
- النوع الثاني هو: التكريم الأدبي.. ويمكن إجماله في تغيير النظرة إلى الوافدين تغييرًا يجعلها تنبثق من قيم الإسلام في الإخاء والتعاون، وتقدر المصلحة الوطنية العليا في طبيعة العلاقة والتعامل.
إن من أحدث ما توصلت إليه المؤسسات الكبرى في العالم في دنيا الأعمال هو تخصيص قسم أو أكثر في كل مؤسسة يسمى «العلاقات الإنسانية».. يهتم بأمور العاملين.
ويتخطى الإجراءات الروتينية التقليدية، وينفذ إلى مساعدة الكفاءات العاملة في معالجة الأمور الشخصية حتى يقبل صاحب الكفاءة على العمل بشهية وشوق، لا يجد منهما تعاسة شخصية ولا كآبة أسري.
وإذا اعتبرنا الكويت مؤسسة عمل ضخمة، برزت الحاجة الملحة إلى إنشاء مؤسسة كبيرة أو جهاز ضخم أو شبه وزارة، تتولى مهمة «العلاقات الإنسانية».. بين مختلف أجهزة الدولة وبين الكفاءات الوافدة.
على أن الحقيقة التي يجب أن تتعمق- من قبل ومن بعد- هي أن تسخير الكفاءات للكويت نعمة من نعم الله جل شأنه.
في مجالي الخدمة والإنتاج، فهل لهذه الهجرة علاقة بالتفريط في حق الله في بلادنا؟
الملاحظة الإيجابية هنا: أنه يمكن أن تحدث الهجرة من مجتمع غني مثل وطننا هذا!!
وفي هذه الظاهرة إنذار قوي بأن الأسباب المادية وحدها ليست كل شيء، وأن الإنسان- حتى في حالة غناه ووفرته المادية- ينبغي أن يحسن علاقته بربه ويطيعه ويعبده.
وفاء بحق الخالق وإبقاء على النعمة، وإلا فإن «قانون الاستدراج» سيطبق علينا من حيث لا نعلم.. أو نتوقع.
﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾
المحرر
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل