; سهير البابلي تتحدث لـ«المجتمع» بعد ارتدائها الحجاب: حجابي ليس مفاجأة وليد تفكير ودراسة على امتداد عامين. | مجلة المجتمع

العنوان سهير البابلي تتحدث لـ«المجتمع» بعد ارتدائها الحجاب: حجابي ليس مفاجأة وليد تفكير ودراسة على امتداد عامين.

الكاتب شعبان عبد الرحمن

تاريخ النشر الثلاثاء 13-يوليو-1993

مشاهدات 17

نشر في العدد 1057

نشر في الصفحة 54

الثلاثاء 13-يوليو-1993

• قرأت كثيرًا في كتاب الله، واستفسرت من غزالي ومصطفى محمود وعبد الكافي عن معاني كثيرة من الآيات ثم كان قراري.

• داخل كل امرأة مسلمة فكرة ارتداء الحجاب، والتي لا ترتديه تفكر فيه أو بحاجه لمن يرشدها إليه.

لم يمر أسبوع واحد على ما تندر به أحد الكتاب العلمانيين ساخرًا من حجاب الفنانات مرجعًا السبب في اعتزالهن إلى إفلاسهن الفني، لم يمر أسبوع واحد على هذا الكلام حتى كذبت كلامه مفاجأة اعتزال الفنانة سهير البابلي وإعلانها ارتداء الحجاب.. فهي بشهادة كل النقاد تقريبًا سيدة المسرح الأولى وهي من ناحية أخرى فاجأت الجميع بهذا القرار وهي في أعلى درجات تألقها الفني على حد قول الكثيرين من مشاهديها فقد كان مسرح معهد الموسيقى العربية بوسط القاهرة يهتز كل ليلة وهي تقوم ببطولة مسرحية «عطية الإرهابية».

لم تطلب سهير البابلي من مخرج المسرحية جلال الشرقاوي إجازة مثلًا قبل أن تفاجئ الناس بهذا القرار ولكنها عادت من المسرح في المساء وأعلنت الخبر في الصباح وهي هي نفس الطريقة التي أعلنت بها كثيرات من الفنانات التائبات

قرار الحجاب والاعتزال مثل هالة الصافي، وفريدة سيف النصر، وسهير رمزي وسحر حمدي، وهناء ثروت ... وغيرهن. 

«المجتمع» التقت بالسيدة سهير البابلي للتعرف منها في هذا الحديث السريع خلفيات هذا القرار المفاجئ ودوافعه، ورؤيتها للمستقبل بعد الحجاب وتحليلها للاتهامات الموجهة ضد هذه الظاهرة. فماذا قالت: 

المجتمع: سألتها في البداية عن سر قرارها المفاجئ باعتزال الفن وارتداء الحجاب.. وهل وراء ذلك دافع طارئ أدى بها لهذا القرار؟ 

 سهير البابلي: هذا الأمر كان يشغلني على امتداد العامين الماضيين، ومن هنا فقراري لم يكن مفاجئًا ولم يطرأ على تفكيري فجأة، وإنما– كما قلت– هو وليد رحلة من التفكير على امتداد عامين وأحب أن يعرف الناس أن تربيتي منذ الطفولة كانت على الإيمان وأدركت بفضلها الفارق بين الخير والشر وكل تلك مقدمات وحيثيات إضافية لإعلان هذا القرار وللعلم فإن داخل كل امرأة مسلمة فكرة ارتداء الحجاب، والتي لا ترتديه إما أنها مدركة لشرعيته وتعصي تعاليم الإسلام أو غير مدركة له وتحتاج لمن يرشدها إليه.

وعمومًا فأنا سعيدة باتخاذ هذا القرار لأنني اكتشفت أنه ليس هناك أفضل من التقرب إلى الله سبحانه وتعالى.

أثر الآخرين في تجربتي:

المجتمع: لكن وأنت تفكرين خلال العامين؛ ماذا قرأت؟ وهل حدثت حوارات بينك وآخرين؟ 

سهير البابلي: لقد حاولت أن أتعرف على كتاب الله.. قرأت آياته وسألت العارفين عن كل شيء لم أفهمه.. فقد احتجت خلال رحلة القراءة وخاصة قراءة القرآن احتجت أن أسال العارفين عملًا بقول الله سبحانه وتعالى ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (النحل:43).

جلست مع فضيلة الشيخ الغزالي والدكتور مصطفى محمود والدكتور عمر عبد الكافي وسألتهم عن معان كثيرة من الآيات وأسباب نزولها.. وأخيرًا فقد استفتيت قلبي ثلاث مرات وأدعو كل زميلة أن تفعل ذلك.

المجتمع: قلت لها: وأنت تنفذين قرارك عمليًّا بعد هذه الرحلة؛ ألم تقابلك مشكلة من أي نوع؟ 

سهير البابلي: المشكلة الوحيدة التي واجهتني هي سؤال ظل يلح علي وهو: هل الفنانة يجب أن ترتدي الحجاب أولا؟ ثم تفكر هل تواصل فنها أم لا؟.. وإذا كان قرارها بمواصلة الفن بعد الحجاب فكيف ستكون رسالتها؟

وبالنسبة لارتداء الحجاب وشرعيته ووجوبه فقد كان أمره واضحًا لي من القرآن الكريم وخاصة سورتي "النور" و"الاحزاب" وآياتها واضحة في إلزام المرأة المسلمة بالحجاب كما تأمرها بغض البصر وإحصان

الجسد، وهذا ما جعلني ألتزم بارتداء الحجاب أولًا .. طاعة لله ثم أفكر بعد ذلك فيما سأقدم من فن.

•اعتزال الفن المخالف

المجتمع: هل يمكن أن أقول إنك التزمت بالحجاب ولم تعتزلي الفن؟

سهير البابلي: أنا التزمت الحجاب واعتزلت الفن المخالف لتعاليم الإسلام وإذا وجد من يلتزم بتقديم الكلمة الصادقة الواصف للكون والمسبح بحمد الله فيه، وفن يروي تاريخ أسلافنا الصالحين ويحيي تراثنا الإسلامي إذا وجد هذا الفن فسوف أقدمه. 

المجتمع: لكن أين يوجد هذا الفن؟ وكيف يمكن اختياره إن وجد؟

سهير البابلي: إنني بحمد الله أستطيع أن أفرق بين الخير والشر، وأن أميز بين الروايات الهادفة وغير الهادفة وإن كان الطبيب المسلم عليه ألا يخدع مرضاه فعلى الفنان المسلم كذلك أن يحترم فنه ولا يقدم فنًا ساقطًا.

المجتمع: ومن هو الذي سيسمح بتقديم هذا النوع من الفن حتى ولو كان من سهير البابلي؟

سهير البابلي: أنا أدرك صعوبة ذلك. وأكثر من ذلك أدرك أنهم يحاربوننا كمسلمين، فما بالنا إذا كان المسلم فنانًا يريد تقديم فن يحترم دينه وهنا تلفت الأستاذة سهير البابلي النظر إلى أن الإعلام يحرص دائمًا على تشويه موقف الفنانات المعتزلات ويلقي عليهن بتهمة محاربة الفن والإبداع ووصفنا بالتالي بالتخلف ولتحقيق هذا الغرض يحرص هذا الإعلام على تصوير الفنانات المعتزلات بأنهن اعتزلن نهائيًّا.. والحقيقة أننا لسنا ضد الفن أو الإبداع الملتزم بنهج الله تعالى وتعاليمه. 

المجتمع: وكان لابد أن أستوضح رؤيتها عن الأكذوبة السخيفة الشائعة عن الفنانات التائبات.. أكذوبة الملايين المدفوعة ثمنًا لهذه التوبة. 

سهير البابلي: إن أصحاب هذه الأكذوبة هم أصحاب قلوب مريضة، يقذفون المحصنات بغير حق، وهم سفهاء في الأرض والسماء ولن ينالوا إلا الخزي والعار وهؤلاء معروفون وأدعو الله لهم بالهداية والحمد لله فلم يطرق بابي إلا كل مسلم طاهر القلب فزميلاتي لم يسألن عني وأنا فنانة في قمة تألقي ومجدي ولكنهن سألن عني بعد حجابي وهذا يكفيني.

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

حَديث صَريح للشيخ محمد أبو زهرة

نشر في العدد 2

1045

الثلاثاء 24-مارس-1970

مع القراء

نشر في العدد 1

931

الثلاثاء 17-مارس-1970

مع القراء 1

نشر في العدد 2

937

الثلاثاء 24-مارس-1970