; سياسة الحركة الإسلامية | مجلة المجتمع

العنوان سياسة الحركة الإسلامية

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 28-يوليو-1970

مشاهدات 15

نشر في العدد 20

نشر في الصفحة 19

الثلاثاء 28-يوليو-1970

بدلًا من الحرب الكلامية يشنها فرسان الهواء على أرض وهمية!!

 

سياسة الحركة الإسلامية

البكاء أمام الذئاب لا يمنعها من مواصلة الافتراس.

والحركة الإسلامية ليس من مهمتها البكاء على الدولة الإسلامية من الخلافة الراشدة حتى الدولة العثمانية الممزقة في الثلاثينات.

ولكن مهمتها الأولى العاجلة أن يُصبح لها «عقل». وأن يرسم هذا العقل «سياسة عليا» للاتجاه الإسلامي.

وأن تتكون -وبحسب ظروف كل موقع- نخبة من حكماء المسلمين مهمتها تكوين نظرة شاملة عميقة لحقيقة القوى المتصرفة في العالم الإسلامي وأساليبها.

وأن تجيب على هذا السؤال المطروح: كيف تنمو الحركة الإسلامية في ظل الظروف القائمة المتنوعة في العالم الإسلامي؟

• وأعتقد أن من واجب هذه النخبة أن تقوم بعملية مزدوجة:

• تصنيف الخصوم وترتيبهم حسب قوة هؤلاء الخصوم ومدى الخصومة.

• تصنيف وترتيب القوى الصديقة.

وتعليقًا على هذه العملية نقول: «إن أسوأ السياسات تلك التي لا تفرّق بين الأصدقاء والخصوم» ولذلك فإن النخبة لن تقوم بتحديد خصوم وأصدقاء هذا العالم بشكل آلي وإنما بناءً على الدراسة والتفحص.

• وعلى المستوى المحلي فإن هذه النخبة تكون قادرة أكثر من غيرها على رؤية الأرضية التي تعيش فيها.

• أما على المستوى العالمي فإنه يتحقَّق لها هذه الرؤية عن طريقين:

أولهما: كونها من نخبة معيّنة تتميز بالعقيدة الصافية والإطلاع الواسع.

ثانيهما: أن تجمع الرؤى المحلية المختلفة المنبعثة من مختلف المواقع الإسلامية وتستخلص منها الرؤيا الشاملة.

• ويكون هذا هو الطريق للخروج من «المآزق» التي يُمكن أن تقع فيها الحركات عندما تخضع «للانفعالات وردود الفعل» التي قد يصنع أسبابها الخصوم أنفسهم.

لتصفية اتجاه أو بعثرته بدفعه للاشتباك في الوقت الذي يقدره الخصوم لا أصحاب الحركة أنفسهم.

• وإذا كان لنا أن نستلهم الماضي لوضع سياسات للمستقبل فلنتصور أن الحركة الإسلامية كانت تمتلك «سياسة عليا» تشرف على السياسات الجزئية في الفترة ما بين ۱۹٤٥ - ۱۹۷۰.

فماذا كانت تتجنب من أحداث؟ وأين كان يمكنها أن تتجه؟

وبناءً عليه فإنه بدلًا من أن تتجه الحركة «بالارتجال» إلى مواقع عمل غير مدروسة فإن تصورًا شاملًا مسبقًا للأوضاع المحلية والعالمية مع حسبان التغيرات التي يمكن أن تطرأ على كلتيهما يمكن «الحركة الإسلامية» من رسم سياسة عليا مرتكزة على تصنيف وترتيب واضح للقوى للفترة التي تمتد من ۱۹۷۰ إلى ۱۹۹۰ على سبيل المثال.

ولا شك أنه من قبيل «تسطيح الأمور» أن نتصور أن النصر المتعدد المراحل الذي أحرزه اليهود في الأعوام ٤٨ - ٥٦ - ٦٧ لم تسبقه جذور عقلية بخمسين عامًا على الأقل، بل سبقتها دراسات عقلية عميقة يمكن أن نلخصها في أمرين «تنظيم، سياسة عليا» ويمكن أن نقول بتأكيد أن الأضواء التي تُحيط بشخصيات مثل «موشى دايان» أو «مردخاي هود» حتى «هرتزوج» مدير المخابرات هي أضواء ينبغي أن تتجاوزهم في الحقيقة لتثبت على شخصية كشخصية «هرتزل» مثلًا.

وإن التجربة اليهودية التي تتخذ خطوات أكيدة لدمج مائة «جنس» و«لغة» وعشرات من الثقافات في مجتمع، واحد، وجيش، واحد.

ينبغي أن تستنهض «المجابهة الإسلامية» الواجبة، التي هي بكل تأكيد أمر مختلف تمامًا عن الحرب الكلامية يشنها فرسان الهواء في أرض وهمية.

 

الرابط المختصر :