العنوان سياسيون: ابتزاز للمملكة العربية السعودية..
الكاتب سامح أبو الحسن
تاريخ النشر السبت 01-أكتوبر-2016
مشاهدات 14
نشر في العدد 2100
نشر في الصفحة 11
السبت 01-أكتوبر-2016
سياسيون: ابتزاز للمملكة العربية السعودية..
قانون «جاستا».. هل يتراجع الكونجرس؟
أقر مجلس النواب الأمريكي تشريعاً يسمح لأسر ضحايا هجوم 11 سبتمبر بمقاضاة المملكة العربية السعودية على الأضرار التي لحقت بهم، كما رفض مجلس النواب الأمريكي «الفيتو» الذي استخدمه الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» ضد القانون.
وفي أول تصريح رسمي حول قرار الكونجرس الأمريكي، أدانت وزارة الخارجية السعودية الخميس 29 سبتمبر 2016م، إقرار قانون «جاستا» الذي يمكِّن أسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001م بمقاضاة الرياض للمطالبة بتعويضات، واصفة المسألة في بيان بأنها تشكل «مصدر قلق كبير».
وقال البيان الذي نشرته «وكالة الأنباء السعودية»: من شأن إضعاف الحصانة السيادية التأثير سلباً على جميع الدول بما في ذلك الولايات المتحدة.
واعتبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، أن اعتماد القانون يشكل مصدر قلقٍ كبيرٍ للدول التي تعترض على مبدأ إضعاف الحصانة السيادية، باعتباره المبدأ الذي يحكم العلاقات الدولية منذ مئات السنين، بحسب ما ذكرت «وكالة الأنباء السعودية» الرسمية (واس).
وأشار المصدر إلى موقف الإدارة الأمريكية التي أعربت عن معارضتها لقانون «جاستا» بصيغته، وذلك على لسان الرئيس الأمريكي، ووزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية.
وأوضح المصدر أن قانون «جاستا» حظي أيضاً بمعارضة العديد من الدول، إضافة إلى العشرات من خبراء الأمن القومي الأمريكيين؛ في ظل استشعارهم للأخطار التي يشكلها هذا القانون في العلاقات الدولية.
واختتم المصدر تصريحه بالتعبير عن الأمل في أن تسود الحكمة؛ وأن يتخذ الكونجرس الأمريكي الخطوات اللازمة؛ من أجل تجنب العواقب الوخيمة والخطيرة التي قد تترتب على سَن هذا القانون.
فيما أقر رئيس مجلس النواب الأمريكي «بول ريان» بأن قانون «العدالة ضد رعاة الإرهاب» (جاستا)، يحتاج إلى تعديلات لضمان حماية القوات الأمريكية.
وقال «ريان»: أود أن أفكر بأن هناك طريقة يمكننا بها إصلاح القانون حتى لا تواجه قواتنا مشكلات قانونية في الخارج، ونحافظ في الوقت نفسه على حقوق ضحايا هجمات 11 سبتمبر.
وأوضح «ريان» أنه سمح بالتصويت في مجلس النواب؛ لأنه يجب ضمان حصول ضحايا هجمات 11 سبتمبر وعائلاتهم على حقهم في المحاكمة، لكنه أضاف أنه يجب النظر إلى العواقب غير المقصودة.
وبسؤاله عما إذا الكونجرس سوف يحاول إصلاح القانون، عندما يجتمع في دورته الجديدة بعد الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل، أجاب رئيس مجلس النواب بأنه لا يعرف.
هذا وقد توالت ردود الفعل من السياسيين والإعلاميين على القانون؛ حيث ندد خالد بن أحمد، وزير الخارجية البحريني، برفض مجلس النواب الأمريكي استخدام حق «الفيتو» ضد الكونجرس حول تشريع يتيح لأقارب ضحايا هجمات 11 سبتمبر 2001م بمقاضاة دول ينتمي إليها المهاجمون، وقال في تغريدة عبر حسابه على موقع التدوين المصغر «تويتر»: «قانون جاستا سهم أطلقه الكونجرس الأمريكي على بلاده، أليس منكم رجل رشيد؟».
واستنكر الكاتب السعودي عبدالله الملحم القانون، وقال: «قانون جاستا سلسلة مؤامرة أولها فك التجميد عن الأموال الإيرانية المجمدة التي تتهمها بالإرهاب، وآخرها الاستيلاء على الأموال السعودية في أمريكا».
وعلَّق الباحث الإسلامي محمد مختار الشنقيطي على القانون، وقال: «قانون جاستا إعلان حرب مالية على السعودية، وفتح لباب ابتزازها لعقود قادمة، لكن السعودية قادرة على المقاومة إذا غيَّرت تموقعها الإستراتيجي».
ونددت الإعلامية الجزائرية بقناة «الجزيرة» خديجة بن قنة بالقانون الأمريكي، وقالت: «قانون جاستا أصبح غير قابل للنقض من أوباما، قانون محاربة رعاة الإرهاب يدشّن مرحلة جديدة في العلاقات الأمريكية السعودية عنوانها الابتزاز».
واستنكر عبدالله النفيسي، أستاذ العلوم السياسية الكويتي، القانون الأمريكي، وقال: «بالقانون الأخير أثبت الكونجرس أن النظام السياسي الأمريكي عملية قمار محفوفة بالمخاطر والمفاجآت لا تقل خطورة عن الإرهاب نفسه».
وندد الداعية السعودي عوض القرني بالقانون، وقال: «جاستا وخيارات المستقبل، هذه البلطجة السياسية الأمريكية التي دشنت في ثوب قانوني زائف ليست إلا رأس جبل الجليد، ولابد من التعامل معه بغاية الجدية».
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل