العنوان شؤون جامعية (عدد 378)
الكاتب المحرر المحلي
تاريخ النشر الثلاثاء 13-ديسمبر-1977
مشاهدات 13
نشر في العدد 378
نشر في الصفحة 26
الثلاثاء 13-ديسمبر-1977
▪ على من تلعبون؟
فوجئت القاعدة الطلابية في جامعة الكويت بانعقاد المجلس الإداري الاستثنائي، الذي انعقد بصورة سرية، ولكن كانت المفاجأة الكبرى هي ما تمخضت عنه من قرارات، وكما يقال تمخض الجبل فولد فأرًا.
فبعد أشهر من الانتظار والمحاولات الجادة وغير الجادة، التي بذلها القيمون على الاتحاد لتذليل العقبات أمام انعقاد المجلس الإداري، الذي سيبت في أمور من شأنها ضخ دم جديد لاتحادنا الوطني الذي شارف على الهلاك، أقول بعد هذه الأشهر العصيبة يجتمع المجلس الإداري ليشكل لجنة خماسية، يفوض لها الأمور كلها، الذي كان من الواجب عليه البت فيها، ثم يمضي هو في سلام، ولقد قيل الكثير، الكثير عن هذا المجلس، وتلك اللجنة الخماسية.
قيل عن المجلس:
* أنه من الواجب على الهيئة التنفيذية أن تبشر القاعدة الطلابية في جامعة الكويت، وكان الفروع الطلبة المهتمين بالحركة الطلابية، فلما لم يدع بعض الطلبة كأعضاء مراقبين.
* وقيل عن اللجنة الخماسية، الشيء الكثير عن مقاييس اختيار أعضائها، وعلى أي أساس اختير الخمسة، وكيف يحق للجنة ثلاثة من أعضائها الخمسة، ليسوا من أعضاء المجلس الإداري، ويمثلون رأيًا واحدًا، وكما قيل منسجمون في الأفكار أن يبتوا في قضايا بهذه الأهمية.
ونحن نقول: لا للجنة الخماسية، وما ينبثق عنها من لجان أخرى، لا للارتجالية في الاختيار، لا للعب على الذقون.لا للتهاون في مشاعر الطلبة.
ودمتم يا لجنة
المحرر
▪ كلمات يجب أن تفهم
كثر أخيرًا استخدام لفظة العصبية، ومشتقاتها كالمتعصب والمتعصبين، إلخ حتى اختلط الأمر على بعض الناس وضاع عندهم معنى كلمة التعصب، والسبب في ذلك هو وجود فارق دقيق بين كلمة التعصب والتشبث بالحق، والحق أن كلامها يعني التمسك بالرأي، ولكن شتان بين معنى الأولى والثانية، فالأولى تعني التمسك بالرأي الباطل والإصرار عليه، مهما جئت لصاحبه بجميع الأدلة والبراهين على بطلان رأيه، وحتى أن علم نفس هذا الشخص أنه على باطل وأنه غير محق ومنصت لرأيه، وهذا المعنى مذموم بحد ذاته، وهو بخلاف التشبث والتمسك بالحق، فتلك الصفة صفة فاضلة، وهي من صفات العقلاء، إذ لا يمكن للعاقل أن يتخلى عن حق ثبت عنده بالأدلة والبراهين، وإتمامًا للفائدة رأيت يا أخي القارئ أن أخبرك عن ملاحظة شاهدتها، وهي أن أكثر المتعصبين يرمون مخالفيهم بالتعصب، ونجدهم يفرون من إقرارهم بأنهم على باطل، بقولهم لمن يجادلهم إنه متعصب.
فكن يا أخي القاري، على حذر من هؤلاء الذين يكثرون من هذه الكلمة.
▪ دبابيس ونغزة
الواضح أن الاتحاد الوطني لطلبة الكويت أنه يمثل إرادة الطلبة ورغبتهم، ومع ذلك انعقاد للمجلس الإداري واختيار طلبة من هيئة جديدة تمثل الطلبة حتى انتخابات المؤتمر، وكل هذا يحدث دون علم الطلبة فأي اتحاد هذا!
ومن يمثل حقيقة بعد مدة سيبدأ الإرشاد المبكر للطلبة لاختيار المواد للفصل الثاني، فنسأل الله تعالى أن توفق الإدارة في حل المشاكل والصعوبات التي وقعت في السابق، وذلك يسير إن شاء الله متى اختيرت اللجنة المشرفة ممن لديهم الكفاءات التي تؤهلهم لذلك.
▪ هل يستويان مثلًا
إن الناظر إلى ما تعج به الجامعة من أجواء مختلفة يدرك ما يسمى بعالم المتناقضات فيما يرى وفيما يسمع في هذه الأجواء، فبينما كنت في إحدى الأيام ذاهبًا إلى كلية الآداب والتربية بالشويخ، إذا بصلاة المغرب تدركني هناك، وقد جئت متأخرًا عن الجماعة، فما أن انتهينا من أداء الصلاة حتى انتابني شعور غريب انتقلت معه في ذاكرتي إلى الحرمين الشريفين، وكيف تنتعش روح المسلم في مثل هذه الفترات.
هذا الشعور باختصار شعرت به في مسجد كلية الآداب بالشويخ، حيث أصوات قراءة القرآن تتعالى من هنا وهناك، كأزيز النحل والجلسات الأخوية التي جمعت بين المسلم الفلبيني واليمني والسوداني من جميع الجنسيات، بصورة تظهر على وجوههم عظمة الإسلام في توحيد القلوب وتآلفها، وليس هذا فقط، بل أعجبني عندما انتقلت ببصري إلى جهة مكتبة المسجد، وإذ بأعداد من الطلبة منصبة على قراءة الكتب الإسلامية محلقة حول المكتبة، تعبيرًا بروح الطالب المسلم المثقف الواعي لأمور دينه ودنياه، وبعد كل ما شاهدته وسمعته حمدت الله وأثنيت عليه، وتمنيت لو كنت في مثل ظروفهم حتى يحيى القلب بعد كل من الدراسة والمحاضرات.
وما أن خرجت من المسجد ممتلئًا بروح السعادة الربانية، حتى انتقلت بي ذاكرتي إلى جو آخر بعيد كل البعد عن ذلك الجو، وتمنيت لو كنت لم أتذكره أنه جو نادي اتحاد طلبة الكويت بالخالدية، حيث أصوات ألعاب الهيبيز ترن في كل جانب، ويكاد يسمعها من هو خارج النادي منظر يحزن له القلب، حيث أعداد من الطلبة جذبتهم الألوان الصاخبة والأصوات المزعجة لهذه الألعاب، وأخذت تعبث بأوقاتهم ظلمًا وطغيانًا، وحيث أصوات الضحكات تتعالى من هنا وهناك، وليس هذا فقط بل هناك ما هو أدهى وأمر، حيث الجلسات التي جمعت بين الطالب والطالبة وتبادل الأحاديث فيما لذ وطاب، وكل ذلك باسم التحرر والتقدم الحضاري.
وأخيرًا حمدت الله، وسألته الهداية والثبات، فهذان مثلان فهل يستويان.
عادل القصار- كلية الآداب- جغرافيا
▪ الدراسات العليا في جامعة الكويت، ومتى؟
تحدث الدكتور حسن الإبراهيم مدير الجامعة بمناسبة إنشاء كلية الدراسات العليا في جامعة الكويت عن الهدف السامي الذي يكمن وراء هذه الخطوة الحضارية في تاريخ جامعة الكويت، وقد صرح قائلًا إن هذه الكلية ما أنشئت إلا لتدريب مجموعات منتخبة من الطلبة تؤهلهم للقيام بأدوار قيادية في نواحي الحياة المختلفة، وبحيث تكون الجامعة مختبرًا حضاريًا سواء بالنسبة للمعرفة الإنسانية أو الحلول المناسبة المشاكل المجتمع.
ولقد أضاف قائلًا: إن الكلية سوف تشرف على الدراسات العليا بمختلف الأقسام مما يضمن تحديد مستويات قبول الطلبة والأداء، إلى جانب التأكد من استيفاء برامج الماجستير لكافة العناصر الأساسية اللازمة، كتوفر العدد الكافي من المدرسين المؤهلين، والمراجع، والتسهيلات المكتبية، والأجهزة المختلفة، التي تساعد الباحث في رسالته، فضلًا عن وضع سياسات المجتمع والمنظمات إلى جانب سياسة القبول وربطها بالاحتياجات العامة للأبحاث، كما أعلن مدير الجامعة بعد ذلك أن نشاط الدراسات العليا سيبدأ تدريجيًا، بحيث تتم الموافقة على البرامج بعد افتتاح الكلية المختصة باستيفائه لعناصر النجاح والفعالية، وأن الدفعة الأولى من الطلبة سيتم الموافقة عليها في شهر سبتمبر من العام القادم سنة ۱۹۷۸ بعد أن يتم التحضير خلال السنة الحالية علمًا بأن البرامج الجديدة، ستقتصر على مستوى الماجستير خلال السنوات الخمس الأولى، كما ستوضع سياسات مفصلة بأنواع المنح والمساعدات المقدمة للطلبة، وكذلك بالنسبة للذين يعملون خارج الجامعة وسيعلن ذلك في حينه.
▪ ظواهر ومظاهر
ازدياد نشاط الجمعيات العلمية والثقافية بما تقدمه من نشرات وندوات ودورات رياضية وحفلات عن السنوات السابقة التي لم تقتصر إلا على الحفلات والرحلات، وهذا التغير هو الذي ينمي ثقافة الطالب ومواهبه ويصقلها.
الذي يسير في الجامعة يشك في أمره، أهو يسير في دار للعلم والثقافة أم هو حفل للأزياء أم هو في متنزه عام؟
ما أن يأتي وقت صلاة الظهر حتى ترى أمرًا يشرح صدرك، مسجد الجامعة يمتلئ بالطلبة الذين جاؤوا لأداء الصلاة، فهم مع كثرة متطلبات الدراسة لم ينسوا حق الله عليهم.
▪ خطر الموسيقى على الأخلاق
إن هذا الانتشار الهائل للموسيقى والغناء والإقبال المريع عليه، خاصة بعد انتشار أشرطة الكاسيت، يعد ظاهرة خطرة يجب الحد منها والتخفيف من فاعليتها، لأننا سنقبل على الاستماع إليها والاستمتاع بها، ومن ثم التضرر بسببها وستخلق شبابًا مائعًا يميل إلى اللهو والطرب، مبتعدًا عن التفكير في قضاياه المعيشية والمصيرية.
إن أكبر خطر يكمن في الموسيقى هو جاذبيتها العظيمة للإحساس والمشاعر، ومن هنا تبدأ الهيجانات والانفعالات العاطفية لدى المستمع خاصة، إذا كانت الموسيقى من النوع المؤثر.
فضرر الموسيقى شيء ملموس ومؤكد، وقد أثبتت التجارب ذلك، إننا نشاهد في التلفزيون كثيرًا من الأغاني حين تصاحبها الرقصات مع نغم الموسيقى، فترى الراقصات تعتريهن حالة غير عادية كالهستريا وغيرها، وذلك بهز رؤوسهن بشدة، وتحريك شعور من الطويلة حول رقابهن، وذلك بتأثير الموسيقى.
لم كل هذا؟ لكي يزداد تأثيرها على المشاهد، إنني أعجب كيف يحدث ذلك في دول الخليج المحافظة، ألا يكفي أن يكون غناء وبس؟
أم أن الغناء لا يكون لذيذًا وممتعًا إلا مع الرقص، والغريب أن يسمى ذلك فولكلورًا شعبيًا، لاحظ أن تسمية فولكلور ليست عربية، إنها كلمة إنجليزية، أي أنها كلمة دخيلة.
معنى ذلك أن تلك الظاهرة جاءتنا من الغرب، وكل شيء يأتي من الغرب هو الوحي المنزل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فلا يمكن رفضه أو تغييره، ولا حتى تعديله.
حدث في ذات ليلة في إحدى الحفلات الموسيقية بمناسبة زواج أحد الأصدقاء، إن كان الحفل يضم عددًا من المطربين الكويتيين، وبينما كان أحدهم يغني إحدى أغانيه الجذابة، فجأة! قفزت فتاة إلى المسرح وأخذت ترقص بطريقة مثيرة، وما كان من أحد الحاضرين إلا أن قفز هو الآخر ليشاركها الرقص، وتدخل أحد الحاضرين فأوقفه عن ذلك، وهذا شيء يؤسف له، وما كان ليتم لولا وجود هذا الجو الغنائي المغري، ولولا تأثير الموسيقى.
أليس ذلك كاف لإثبات ضرر الموسيقى، أن الموسيقى جميلة ولكنها مؤذية، والموسيقى فن، ولكنه فن ساقط لا ينشئ أمة ولا يربي جيلًا.
- رسلي -
▪ ظاهرة طبيعية.. لم نعتبرها مفاجأة
إن العالم اليوم غريب، ملئ بالغرائب.
وهو عجيب بمفاجآته ومتناقضاته ومغيراته، آخر الأحداث السياسية من يتوقعها، لربما نقول لا أحد، إنها مفاجأة أذهلت الأوساط السياسية على اختلاف مشاربها، إنها قنبلة فجرها الرئيس المصري في مصر، ولكن آثار الانفجار تشاهد في العالم أجمع عدا مصر نفسها.
تعالوا، لنرى هل هي فعلًا مفاجأة كما يعتبرها أغلب الناس أم هي ظاهرة طبيعية متوقعة لمن يتفحص المقدمات بحس مرهف- سؤال نريد جوابه:- ما مقومات دول المواجهة أو بالذات مصر؟ بل ما مقومات الرئيس نفسه في مصر؟ إن حالة الحرب تحتاج مقومات بها يتم الاستعداد بكامل مناحيه، وهي تتلخص في مقومات مادية، ومقومات معنوية، ولا يختلف اثنان أن الاستعداد المعنوي سيكفل إتمام الاستعداد المادي، فله الأولوية بالبداية.
المهم من هذا التصنيف، أين الاستعداد الذي استعدت به الأمة كلها، واستعدت به مصر أو استعد به الرئيس.
أين الاستمساك بعرى العقيدة الشماء والتي وعدنا الله بالنصر المؤزر، إن نحن جعلناها منهجنًا ودستور حياتنا، أين العزيمة القوية التي لا يسيل معها لعاب المخدوعين بالوعد الكاذب والكلمة المخدرة، أين التفافنا حول رابط واحد وشعار واحد كما أراد الله تعالى لنا، لا يكون هذا الشعار إلا- لا إله إلا الله محمد رسول الله- به عز الأجداد الأولون، ولن يعز اللاحقون إلا به.
ومن المؤسف حقًا أننا لا نملك الإجابة مع أننا نعرفها تمامًا جميعنا، ولكن هل تعتبر الزيارة مفاجئة لم تكن في الحسبان يومها للعالم أجمع، فضلًا عن الفلسطينيين أنفسهم، أم هي نتيجة حتمية لواقع الضياع السياسي الذي نعيشه، والفراغ النفسي الذي نعاني منه، والخلو القاتل في القلوب والنفوس.
وأخيرًا، فلنتوقع المزيد، ولن تخبئ لنا الأحداث السياسية شيئًا بعد اليوم، إلا إذا راجعنا المسير وعرفنا الإجابة، وسرنا في واقع التطبيق.
عبد المحسن عبد الله الحمود
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل