العنوان شؤون عالمية
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 21-مارس-1978
مشاهدات 16
نشر في العدد 391
نشر في الصفحة 12
الثلاثاء 21-مارس-1978
- رابين يعدد أخطاء بيغن
إسحاق رابين، رئيس وزراء العدو الصهيوني السابق، ومن زعماء المعارضة العمالية لحكومة تكتل «ليكود» التي يرأسها الارهابي مناحم بيغن، سجل في حديث له مع مندوب مجلة تايم الأميركية عدد الأخطاء التي ارتكبتها الحكومة اليهودية فيما يسمى بعملية صنع السلام في الشرق الأوسط، التي بدأها الرئيس المصري بزيارته الشهيرة إلى مدينة القدس المحتلة قبل حوالي أربعة أشهر.
يقول إسحاق رابين إن الحكومة الإسرائيلية ارتكبت عددًا من الأخطاء أكثر مما يتصوره أي إنسان.
- الخطأ الأول في «طريقة» المفاوضات مع العرب المفروض أن يتأكد المرء خصوصًا في المحادثات الخاصة من عدم وقوع أي «سوء تفاهم».
ما الذي حدث! قال بيغن إن السادات وعد بأن القوات المصرية سوف لن تتحرك إلى شرق ممرات سيناء، بعد ذلك استدرك بيغن وقال إن هذا الأمر موجود في
خرائط الانسحاب «الإسرائيلي» إلى الحدود الدولية، وإعادة سيناء إلى السيادة المصرية. وقد اتضح بعد ذلك أن قضايا المستوطنات والقواعد الجوية لم يتطرق إليها أي من الزعيمين، بيغن والسادات، في أحاديثهما الخاصة.
- الخطأ الثاني: كان في «طبيعة» المفاوضات، لقد تحرك بيغن بالاتجاه الخاطيء عندما طلب إقامة المزيد من المستوطنات والقواعد الجوية بدلًا من تقديم تنازلات معينة.
- الخطأ الثالث: كان في مسيرة المفاوضات، لقد كان رؤساء وزراء«إسرائيل» يقولون دائمًا إن المفاوضات المباشرة مع أي قائد عربي سوف يحل المشكلة خلال دقائق. حسنًا، جاء السادات، وجلس معنا، وتكلم، ومع ذلك فإن المعجزة المسماة بالمفاوضات المباشرة لم تحقق شيئًا. والأكثر من ذلك، قرر بيغن الذهاب إلى واشنطن للحصول على مباركة كارتر لخطة السلام التي أعدها، قبل أن يقدمها للمصريين. وهذا يكشف عن عدم ثقة بيغن بالمفاوضات المباشرة. والآن عدنا إلى ذلك النمط من المفاوضات التي تجري من خلال المسؤولين الأميركان.
- الخطأ الرابع: كان البدء بإقامة مستوطنات جديدة مباشرة بعد زيارة السادات للقدس، والتي وفرت الفرصة للسلام. هل هذا يساعد على الوصول إلى السلام؟ هل هذا هو الوقت المناسب لإقامة المستوطنات، الوقت الذي تتكلم فيه، لأول مرة، إلى رئيس مصر مباشرة؟ إن هذه الأساليب تنزع الثقة بالحكومة، إنها حيل غبية.
ويختتم إسحاق رابين تصريحه بالقول: أنا لا أتهم بيغن بالنوايا السيئة، ولكني أقول إن أساليبه لا تخدم عملية السلام.
- تصاعد الموجة العنصرية فى بريطانيا..
في مناورة انتخابية بارعة رفعت زعيمة حزب المحافظين البريطاني، السيدة تاشر، قضية الملونين في بريطانيا إلى مصاف القضايا القومية الكبرى، وحذرت من احتمال أن يغمر البريطانيين أناس من ذوي ثقافات مختلفة، ودعت، في مقابلة تلفزيونية، إلى وضع حد لهجرة الملونين إلى بريطانيا.
والمعروف أن في بريطانيا حوالي مليوني ملون، هاجروا إليها منذ عام ١٩٤٥م، وأغلبهم من جامايكا والهند وباكستان. وهم يدينون في عامتهم، بالدين الإسلامي.
وهذه هي المرة الأولى التي يتصدى فيها زعيم سياسي كبير لموضوع الملونين، فقد كانت الجهة الوحيدة المهتمة بهذا الموضوع، خلال السنوات العشر الماضية، هي «الجبهة الوطنية» وهي عبارة عن منظمة عنصرية متطرفة هدفها طرد الملونين من بريطانيا. ويقال إن عدد أعضائها يبلغ حوالي ۲۰,۰۰۰ عضو.
وقد جاء التطور الدرامي الجديد بعد أن وجد قادة حزب المحافظين أن أغلبية البريطانيين تؤید سياسات حزب العمل فيما يتعلق بالتضخم والبطالة وغيرهما من المشكلات الاقتصادية، وعليه، فقد قرروا اتباع تكتيك جديد، يتلخص في التركيز على المسائل غير الاقتصادية، وفي مقدمتها الهجرة، والجريمة، والتربية.
ويبدو أن هذا الأسلوب قد أتى ثماره أخيرًا، فقد فاز المحافظون في الانتخابات الفرعية التي أجريت مؤخرًا في «الفورد نورث» الواقعة إلى الشمال من لندن، وكان المحافظون هم المسيطرين على المقعد النيابي لهذه المنطقة خلال عشرين سنة متواصلة. إلا إنهم انهزموا أمام حزب العمال عندما فاز مرشحهم في انتخابات ١٩٧٤م، وبقي في هذا المنصب حتى وفاته، ويبلغ سكان هذه المدينة ٨٥,٠٠٠ نسمة، بالإضافة إلى وجود ۲۰۰۰ أسيوي، وعدد آخر من الهنود الغربيين. وقد قام أنصار الجبهة الوطنية بمسيرة في البلدة، قامت بوجهها مسيرة مضادة؛ مما اضطر السلطات المحلية إلى الاستعانة بخمسة آلاف من رجال الشرطة لحفظ الأمن.
ويعتبر فوز المحافظين مؤشرًا لما يمكن أن تحدثه الموجة العنصرية الجديدة من أثر في أية انتخابات عامة، وقد اتضح في استفتاء أجري بعد الانتخابات أن ٦٠٠٠ من الناخبين حولوا أصواتهم صوب حزب المحافظين بسبب المسألة العنصرية. وقد أيد وزير الخارجية البريطاني هذا التحليل عندمـا صرح بأن المحافظين ما كانوا ليفوزوا بالانتخابات لو لم تثر السيدة تاشر المسألة العنصرية.
وقد اتهم العمال السيدة تاشر بالانتهازية والعنصرية، ثم دعا رئيس الوزراء العمالي، جيمس کالاهان، إلى مؤتمر عام تحضره كل الأحزاب البريطانية لاتخاذ موقف موحد إزاء هذه المشكلة المستجدة، إلا أن زعيمة المحافظين رفضت الفكرة، مما حدا بناطق رسمي إلى القول بأن السيدة تاشر تثير حقدًا عنصريًا، وتحرض على تقويض النظام العام، بسيرها على خطى وسياسات الجبهة الوطنية.
ويأمل رئيس الوزراء إلى تحييد المسافة العنصرية قبل الانتخابات العامة المقبلة. وعلى الرغم من أن بعض المراقبين يرون أن تاشر قد ارتكبت خطأ تكنيكيًا بإثارة هذه المسألة في وقت مبكر، إلا أن المعتقد أنه إذا بقيت الموجة العنصرية الحالية على حدتها وحيويتها، فهناك فرصة كبيرة في أن تسيطر على الاتجاهات الانتخابية. وعند ذاك فستكون تاشر، كما يقول سياسي بريطاني، رئيسة الوزراء المقبلة!
باختصار
التفوق الإسرائيلي
+ الصداقة العربية
= السلام الأمیرکی..
ترى، متى يكون الرئيس الأميركي كارتر صادقًا مع نفسه؟
تعالوا، معًا، نقرأ تصريحًا واحدًا له.
- يقول كارتر في التصريح:
«إن عدم التزام إسرائيل بقرار الأمم المتحدة الداعي إلى انسحابها من الأراضي العربية المحتلة يشكل تهديدًا خطيرًا لآمال السلام في الشرق الأوسط، ويتعارض مع كل ما نحاول أن نفعله».
حسنًا، ماذا ستفعل الدولة العظمى التي جعلت من نفسها، يومًا، الشرطي العالمي الذي يعاقب الخارجين على القانون، ويعيد الأمن والسلام إلى نصابهما متى ما خربهما قاطع طريق أو مقامر فاشل؟
وقد قامت بهذا فعلًا في لبنان والدومنيكان، وشيلي، وفيتنام، وغيرها!
- استمع واقرأ: يقول كارتر في التصريح أدناه:
«... إنه لن يحاول الضغط على مناحيم بيغن رئيس وزراء إسرائيل»!
إذن، سوف لن يفعل شيئًا، خصوصًا إذا أعلن بیغن، نفسه، إن قرار مجلس الأمن رقم ٢٤٢ لا ينص على انسحاب قواته من الضفة الغربية، مثلًا!
ماذا يفعل كارتر، المدافع العالمي عن حقوق الإنسان، لتأديب الابن المدلل؟ يقطع السلاح عن إسرائيل،
على سبيل الاقتراح!
- لا، يقول كارتر: «إن التفوق الإسرائيلي سيستمر».
هذا موقف مقدس في السياسة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط.
هذا، على الرغم من أن كارتر نفسه قال: إن صفقة الطائرات للسعودية ومصر وإسرائيل «تحافظ على التوازن العسكري الحالي في المنطقة».
الواقع، وربما لأننا أغبياء في فهم المنطق الأميركي، فنحن لم نفهم شيئًا من تصريح كارتر. صحيح أننا نعرف أن كلمة «التفوق». - كما هو وارد في لسان العرب! - لا تعني «التوازن». ولكن كيف استطاع كارتر، وهو يستخدم لغة أخرى، أن يجمع الكلمتين في معادلة واحدة؟
لا ندري!
لا يهم، ولكن ماذا سيكون رد الفعل العربي إزاء الموقف الأميركي؟ هل سيؤثر ذلك على الصداقة العربية - الأميركية التي يحرص بعضنا على استمرارها؟
بلهجة الواثق جدًا، أضاف كارتر: «ستستمر علاقات الصداقة مع الدول العربية المعتدلة».
إذن فالعم كارتر مطمئن على صداقاته العربية. لكننا، مع الأسف، ما زلنا لا نفهم كيف ينسجم الحرص على التفوق الإسرائيلي، مع الحرص على الصداقة العربية؟!
- مسك الختام في التصريح الكارتري قوله: «وهكذا يمكن تحقيق السلام».
الحمد لله!
ولكن، كيف؟
هل استطعتم حل هذه الألغاز؟
هل توصلتم إلى معرفة «الكلمة الضائعة»، أم أنها «كلمات متقاطعة» فقط؟!
المهم، أن نبقى لا ندري.
مراقب
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل