الثلاثاء 26-مايو-1970
ستطرق «المجتمع» في هذا الباب موضوعات مغايرة تمامًا لما ينشر تحته من جرائم وغير ذلك في الصحف الأخرى، ستسجل المجتمع في هذا الباب ما حدث مما يستحق الاعتبار به والإفادة منه، ولنبدأ بالحادث التالي:
رجل وزوجته يبحثان عن السلام
يزور الكويت حاليًا رجل إنجليزي کاثوليكي وزوجته الإنجليزية البروتستانتية وهما في منتصف العمر؛ إذ يبلغ الرجل الأربعين من عمره، ويبدو عليه الجد والحزم، كما يلمس منه الصدق في القول، أما زوجته فتقارب الثلاثين.
تقدم الاثنان، الرجل وزوجته إلى وزارة العدل وقالا: نحن زوجان منذ عشر سنوات، تزوجنا بالطريقة المدنية، وقضينا السنوات العشر الماضية ولم ننجب أطفالاً، وشعرنا منذ الوهلة الأولى أننا لا نلتقي على عقيدة واحدة، فاتفقنا أن ندرس الأديان لننعم بالسلام النفسي والرضى .
وبدأت «أي الزوج» باستطلاع الكاثوليكية باعتبارها ديني الذي وُلدت فيه، ولكن سرعان ما شعرت بأنها لا تصلح لأن تكون لي دينًا؛ فهي تؤمن بتعداد الآلهة، كما أن زوجتي وجدت مآخذ كثيرة على الديانة البروتستانتية، فاتفقنا أن نخرج إلى نطاق الأديان الأخرى، فقلنا لندرس البوذية؛ ولكننا وجدنا أنها لا تصلح، فاعتمدنا دراسة الإسلام.
إننا نحس أن المسيحية بمذاهبها المختلفة لا تصلح لأن تكون دينًا عمليًّا، بعكس الإسلام الذي يعيش به أناس كثيرون في الشرق، وخاصة في المجال الاجتماعي، لقد شعرنا أن الإسلام يضمن لنا سلامًا نفسيًّا كاملًا ولقاءً تامًّا؛ إذ إن الإسلام هو آخر الأديان وأكثرها على الإطلاق صلاحية للتطبيق.
* إن نسبة الجرائم في بلادنا كبيرة أما في بلاد المسلمين فلا تكاد تُذكر، كل ذلك لا لشيء إلا أن الإسلام دين يملأ الفراغ الروحي في النفس الإنسانية، ثم قامت وزارة العدل بإحالة الزوجين إلى وزارة الأوقاف؛ فتم لهما لقاء مع وكيل الوزارة المساعد، فعرضا عليه قصتهما فأكد لهما أن الإسلام دين ظاهر لا خفاء فيه، وليس من الإسلام أن يؤمن المرء به لغرض دنيوي. وقال لهما إذا كنتم تؤمنون بالإسلام كله بجميع جزئياته فحياكم الله، وإننا ندعوكم إلى دراسة الإسلام فإذا تم لكما الاقتناع الكامل به فإننا نرحب بكم كإخوة لنا في الدين.
ثم أهدت لهما وزارة الأوقاف مجموعة من الكتب الإسلامية المبسطة بالإنجليزية وطالبتهما بدراستها ومراجعة الوزارة بعد ذلك.
وبعد،
فيا له من دين عجيب خالد لا مثيل له، يأتيه الناس مستسلمين مذعنين يريدون أن يسلموا بلا مقابل، بينما يبذل المبشرون ملايين الجنيهات لتحويل شخص واحد عن دينه، وقد تفشل المحاولة، على أي شيء يدل ذلك؟ إنها الفطرة، فطرة الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله، ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون.. صبغة الله ومن أحسن من اللّه صبغة.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل
