العنوان شعر.. في ذكرى الإسراء والمعراج
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 05-سبتمبر-1972
مشاهدات 10
نشر في العدد 116
نشر في الصفحة 21
الثلاثاء 05-سبتمبر-1972
یا كون غرد قد علاك رواء
فمحمد بدر سرى وضياء
وملائك الرحمن تسعى خلفه
وبه يحف ركابه الوضاء
وبراحتي جبريل يسعى ركبه
وبراقه فوق الهوا عداء
والنور يكسو الكون أزهى حلة
وتراقصت حصباؤه الغناء
يا ركب طه طف بها مترفقًا
فجنانها تهواك والبيداء
ناداك رب العالمين لعرشه
وتزينت بك سدرة علياء
الله يرعى امه بك آمنت
وبنورك الهادي ذوت ظلماء
أسرى بك الرحمن ليلًا حافلًا
بالمعجزات تحفك الآلاء
وبمقدس أرض الطهارة والهدى
أعلى منارتها بك الإسراء
والصخرة المضروب حول بنائها
بالنور زادت حولها الأضواء
الله أزكي قدسها بحنينها
لما رجتك مزارها الصماء
والله شرف قدرها فدعا لها
رسل الشريعة كلهم قد جاءوا
ويجمعهم صلوا وراءك كلهم
عهد الإمامة حملوا وولاء
فالله يرعى شرع دينك سرمدًا
والعرش نبع سراجه والهاء
عهد تواصى الأنبياء بصونه
منذ الخليقة موثق ووفاء
الله قد أمضى العهود وصانها
وحمى كيان بنائها البناء
الله أكبر كم حباك بفضله
رب البرية واحد معطاء
أعطيت من منح سبقت بنورها
كل الخلائق قد علاك رواء
طه بمعراج وفى ركب له
جبريل عند زمامه حداء
ودعيت للعرش الكريم تزوره
فتطاولت بك أنجم وسماء
هذا مكان قد أعد لمصطفى
فالكل لا يحظى بذاك سواء
الله قد خص الحبيب مكانة
لا يرتقي لنوالها العظماء
فالسدرة العصماء لا يرنو لها
إلا رسول قد حباه دعاء
والنور في الأنوار يسعى زاهيًا
نور بعرش إلا هنا وضاء
من نور عرش الله طه قد أتى
قبس بنور فيضه لآلاء
وهناك عند المنتهى لقياهما
فضل يفيض ورحمة ورضاء
طه صلاة قد فرضت فعد بها
خمسون من ركعاتها إرساء
رباه إن القوم في ضعف بهم
فالجود هم أولى به تأساء
خمس بخمسين وغير مضيع
منى لقومك منه وعطاء
الله أكبر كم رجعت معززًا
يزهو بإكرام لك الكرماء
وافيت مكة هازما لعنادها
بالمعجزات يقصها الأعداء
والشرك يعمي الحاقين بصائرًا
وأشد ما يعمى القلوب عداء
ناديت قومك للحياة فصدهم
إعراضهم وجهالة عمياء
سقت الدليل معارضًا تكذيبهم
والحق آفة غمطه الغلواء
زعموا دليلك لا يقوم بحجة
يقوى بها المعراج والإسراء
كذبوا ورب البيت إنك صادق
فالصدق أنت معينة الوضاء
فالعير في كبد الفلاة بعيرها
قد ضل ما برحوا له رقباء
أنت الذي أرشدتهم لمكانه
فالعير قد شهدتك والصحراء
هذا نداء للأمين يدلنا
من أين جاء وبيننا البطحاء
والماء من شرب اليسير علامة
ينبي مرورك نقصه وأناء
ساءلت قومك أن تلين قلوبهم
فسعوا بما لا يرتضي العقلاء
وقصصت من حكم الإله روائعًا
وبذلت ما لم يبذل الحكماء
عالجت جهل عصاتهم وخصاصة
وحلمت ما لم يحلم الحلماء
ودعوتهم لله ترجو نصرهم
فتعاظموا ضلتهم الخيلاء
جعلوا العداوة حاجبًا عن فكرهم
والسوء ما ألقت به البغضاء
لم يذعنوا للخير إذ نادت به
أم الشرائع شرعة غراء
يحدو أبو جهل جموع سراتهم
حدو الغراب تقوده الأرزاء
فتنوا ضعاف المسلمين بنارهم
قد أشعلتها العصبة الحمقاء
راموا الدنية يطلبون نزولها
والحق أعيت ركبه الأهواء
ثبت الدعاة على الحقيقة كلهم
ما ضل إلا الحفنة الضعفاء
قد قالها الصديق قوله مؤمن
طه له في الصادقين لواء
إني بأخبار السماء لمؤمن
وبه وما يأتي به الإسراء
ضرب الرسول لعيرهم آجلًا به
تتحدد الأشياء والأنباء
والعير ما أخفت حقيقة أمرها
وأضل ما يخفى الحقوق مراء
يا أهل مكة حق طه قد علا
والظلم لا يرضى به الكرماء
زدتم نكال المؤمنين بفتنة
فتزايدت بلهيبها الأضواء
والقهر للدعوات أكبر مشعل
ووقوده التنكيل والشهداء.
شعر - حسن عبدالغني
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل