; صحة الأسرة (العدد 1624) | مجلة المجتمع

العنوان صحة الأسرة (العدد 1624)

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر السبت 23-أكتوبر-2004

مشاهدات 21

نشر في العدد 1624

نشر في الصفحة 62

السبت 23-أكتوبر-2004

منى أمين(*)[1]

كيف تعالجين قلق طفلك؟

يعد القلق من أبرز أمراض العصر الحديث، وذلك بسبب الضغوط العصبية التي تواجهنا كل يوم في حياتنا، ولكي نتجنب حدوث القلق أو الإصابة به، يجب أن نعرف أسبابه لنعرف كيفية علاجه سواء على مستوى الكبار أو الصغار.

القلق عبارة عن خوف وتوقع للخطر ولكن من شيء غير معروف أو غير حقيقي، وهو لا يرتبط بمراحل عمرية معينة، فقد يصيب الطفل كما قد يصيب الكهل، وفي حالة القلق تحدث اضطرابات عضوية عنيفة مثل تصبب العرق، واضطراب التنفس وضربات القلب، وتسارع النبض، وعلى عكس ما يظن البعض، لا يعني القلق الجبن، بل إن الذين يعانون القلق هم أكثر الناس جلدًا وصلابة على أن فترة المراهقة وأواسط العمر من أكثر الفترات التي يشيع فيها الشعور بالقلق، لأنها بداية مراحل عمرية جديدة.

إن أسلوب حياة المرء قد يسبب له حالات من القلق، فمجرد التفكير في إرهاق العمل ومتاعبه يزيد من قلق الإنسان، كما أن حب الامتلاك مثل العمل الدؤوب بلا هوادة من أجل توسيع الممتلكات والخوف من فقدها، يؤدي إلى السعي لمزيد من العمل ومزيد من التعب والإرهاق وبالتالي التوتر الذي قد يكون أحد أسبابه استنزاف الموارد المالية.

وفي بعض المجتمعات أو الأسر تكون النساء أكثر تعرضًا للقلق من الرجال، وذلك بسبب سوء معاملة المرأة، وإشعارها بالدونية نتيجة تفضيل الرجال على النساء، وتفوق الرجل على المرأة.

وعلى أية حال، فإن القلق قد يكون ناتجًا عن أسباب بدنية أو عقلية، أو مصادر خارجة عن الإنسان أو من داخله، ومعرفة مصدر القلق هو أول خطوة نحو العلاج.

لا للمهدئات:

والدواء، كما يقول الأطباء النفسيون قد يكون مفيدًا ولكن الإسراف في تعاطيه يؤدي إلى مضاعفات خطيرة وخاصة لدى الحوامل، وهذه المهدئات لا تقضي على القلق إلا مؤقتًا فهي تقضي على أعراضه لا على أسبابه الحقيقية، وقد تؤدي كثرة تعاطيها إلى الإدمان النفسي لا العضوي بمعنى أن غرس عادة تعاطي المهدئات قد يؤدي إلى خلق حالة احتياج إليها.

وتقول الدراسات النفسية: إذا ظهر القلق حاولي تجنب الراحة، لأنه إذا استرحت في مقعد وثير فإن خيالك سينطلق، ووطأة الشعور بالخطر تزداد على المرء الخالي من المشاغل، وعندما تكونين في حالة قلق استمري في العمل، واحرصي على أن يكون ذهنك مشغولًا، فإن ممارسة الحياة بانتظام والذهاب للفراش في موعد معين وتركه في موعد معين، وتجنب الإرهاق في العمل والسهر، وتجنب أية نوبات من الغضب وتجنب الأفلام المزعجة يبعدك عن القلق.

ويعتبر الاسترخاء محاولة تطوعية نابعة من الإنسان ليسلم عقله وجسده للراحة، فهو نوع من ممارسة السيطرة العقلية للتفريج عن التوترات العقلية، ذلك أن التحكم في التنفس وتنظيمه يؤدي إلى التخفيف من حدة القلق.

طفلك والقلق:

إن افتقاد الطفل للحنان والحب خاصة من الوالدين أو أحدهما في شهورهِ الأولى، يشعره بالقلق، خاصة أن كثيرًا من الآباء والأمهات يتعصبون بدرجة كبيرة، فأشعِرِي طفلك بالحنان الحقيقي حتى تجنبيه الإحساس بالقلق في سنواته الأولى، إزاء عالم كبير لا يفهم منه شيئًا ويمثل الوالدان فيه الأمان والحب، ولكي تتجنبي قلق الطفل لا بد من مراعاة ما يلي:

  • لا تفرطي في حماية طفلك واجعليه يعتمد على نفسه ويتصرف بحُرية.
  • لا تؤثري أحد الأبناء على الآخر واعدلي بينهم في المعاملة.
  • لا يجب أن يختلف الزوجان أمام الأبناء فهذا قد يفزعهم ويؤدِّي بهم إلى القلق.
  • كوني معتدلة في تحذير الطفل من الأخطار التي تواجهه ولا تسرفي في ذلك حتى لا تزيدي فزعه.
  • شعور الوالدين بالقلق أو أحدهما ينقل عدوى القلق إلى الطفل ويجب ألا يبالغ الأبوان في أخطار الحياة: فمهمتهما الأولى مساعدة الطفل على اكتساب الثقة بنفسه، وأن يصبح قادرًا على الاعتماد على نفسه، وتكيف الطفل في المستقبل يتوقف على كيفية ........(*)[2]

د. عبد الدايم الشحود

النظافة أساس الوقاية من الحمى التيفية:

كثيرة هي الأمراض التي تتخذ من التلوث مرتعًا خصبًا ومطية سهلة نحو الفتك بالجسم البشري في كل لحظة يغفل فيها الإنسان عن النظافة والطهارة، ولعل من أهم هذه الأمراض مرضى الحُمَّى التيفية، وهو مرض التهابي شائع الحدوث في المناطق الفقيرة وسيئة التغذية. 

إنه مرض إنتاني ينجم عن تلوث غذائي في معظم الحالات ويسببه جرثوم يوجد بشكل رئيس في بعض الأطعمة الملوثة كاللحم والحليب والبيض، وعندما يدخل هذا الجرثوم إلى جسم الإنسان يحتاج إلى فترة من الزمن تقدر بنحو أربعة عشر يومًا قبل أن يكشر عن أنيابه، ويعبر عن نفسه بحدوث المرض الذي يتظاهر بصداع وألم بطني وترفع حروري، ويمتاز الترفع الحروري في الحمى التيفية بأنه يتدرج في الازدياد من الصباح حتى المساء، إذ يكون المريض محمومًا بشكل واضح في المساء، وفي أقصى درجات المرض، وقد يعاني بعض المرضى من حدوث الرعاف والإمساك في حالات قليلة.

إن الحمى التيفية مرض سهل العلاج في معظم الحالات، خاصة إذا تم اكتشافه في المراحل الأولى، أما إذا تأخر التشخيص والمعالجة، فإنها مرض خطير يمكن أن يسبب اختلاطات كثيرة على رأسها: النزف الهضمي وانثقاب الأمعاء الذي قد يكون قاتلًا عند المرضى المنهكين والمتعبين، وهنا يجب مشاركة المعالجة باتباع حمية خفيفة ريثما تمر هذه المرحلة بسلام وأمان، وتتضمن هذه الحمية المأكولات الخفيفة وسهلة الهضم كالحساء والشوربة وغيرها.

ويكون المرض خطيرًا عند ناقصي المناعة حيث تكون مقاومتهم له ضعيفة، ولا بد من ذكر أن هذا المرض يصاحب المرضى المصابين بأمراض تكسر الكريات الحمراء كالمنجلي مثلًا حيث تعشش هذه الجراثيم في العظام والمفاصل مسببة التهابات شديدة، كما أن ناقصي المناعة كمرضى الإيدز مثلًا يمكن أن يظهر عندهم المرض بأشكال خطيرة وغريبة كالتهاب الحمى الشوكية وتسمم الدم الذي قد يكون مميتًا.

وبالنسبة لعلاج هذا المرض فإن النظافة وحدها كفيلة بالوقاية منه، ولذلك يجب اتباع .......(*)[3]

د. صفاء العيسى(*)

شلل الأطفال.. المشكلة والعلاج:

الشلل كلمة مخيفة لدى الكبار والصغار لما تحويه من معان كثيرة.

والشلل في الطب لا يعني فقط مرض شلل الأطفال، وإنما هناك أسباب عديدة وأنواع سريرية كثيرة.

ويجب أن ندرك أن حركة الأطراف والعضلات كلها تتأثر بإيعازات ضغط وتيارات كهربائية تأتي من قشرة الدماغ نزولًا بالمخ والنخاع المستطيل ثم إلى النخاع الشوكي ومنها تتوزع إلى الأعصاب المحيطة التي تتفرع من الفقرات من العنق إلى أسفل الظهر.

إذًا إصابة أي مكان في هذا المسار الطويل قد تصيب الطفل بالشلل، ولكن قبل أن ندخل إلى أسبابه نحب أن نذكر أن هناك أنواعًا مختلفة من الشلل.

  1. الشلل النصفي: وهو يشمل نصف الجسم وعادة ما يكون النظر والسمع والكلام والذكاء غير متأثرين بالمرض، لأن أسباب المرض تصيب الدماغ أسفل قشرته، لذا يحتفظ الدماغ العلوي بوظائفه، وأسباب هذا النوع هي إما نزيف دماغي نتيجة ارتفاع ضغط الدم «يحدث عادة لدى الكبار» أو أيضًا قد يحدث للصغار أو الإصابة الجراحية للدماغ أو التهاب الدماغ مثل التهاب السحايا، كذلك قد تكون هناك أسباب بسيطة، ولكنها مهمة مثل الالتهاب الشديد للأذن الوسطى.
  2. شلل الأطراف السفلى وهذا يعني أن الشلل يصيب الأطراف السفلية فقط وتكون أطرافه العليا والوجه سليمة.

وأعراض هذا المرض تبدأ تدريجية مثل رفض الطفل المشي أو فقدان السيطرة على تبوله أو تبرزه، أو قد تحدث مفاجأة بحيث لا يستطيع الطفل الحراك كليًا، وقد يصاحب ذلك صعوبة في التبول والتبرز.

وأسباب هذه الحالة قد تكون إصابة جراحية «حادث سيارة» في الظهر مهشمة النخاع الشوكي أو أورامًا خبيثة محدثة ضغطًا عليه وأيضًا هناك الانزلاق الحاد للفقرات محدثًا

ضغطًا على النخاع الشوكي وإتلافه.

  1. شلل جزئي monoplegia في أحد الأطراف أو الوجه فقط، وهذه عادة تحدث نتيجة ضغط جزئي على العصب المزود لتلك العضلة.

ولا شك أن أمراض شلل الأطفال تراجعت كثيرًا نتيجة حملات التطعيم الشاملة التي تقام في المملكة العربية السعودية وأنحاء العالم.

والحقيقة أنه يصعب على الطبيب حاليًا أن يرى هذا المرض عند الأطفال، ولكن هناك حالة مرضية مشابهة لشلل الأطفال ونسبة حدوثها أكثر من نسبة حدوث شلل الأطفال وهي المسماة بحالة غيلان باريه «نسبة إلى أطباء شخصوا هذه الحالة».

وهذه الحالة تحدث شللًا مفاجئًا لدى شرته الطفل نتيجة تأثر النخاع الشوكي عادة سباب بفيروس ما محدثًا شللًا كاملًا في الأطراف السُّفلى، وقد يشمل الأطراف العليا وأيضًا القفص الصدري محدثة صعوبة في التنفس.

وهذه الحالة كان من الصعب علاجها ولكن الآن هناك علاج الكلوبين المناعي ونسبة نجاحه جيدة إذا أعطي مبكرًا.

خلاصة الموضوع أن حالات الشلل العصبي نادرة ولكن تحتاج إلى عناية سريعة لاكتشاف السبب وإجراء العلاج الناجح.

 

(*) خدمة مركز الإعلام العربي -القاهرة

(*) هذا الجزء من المقال مطموس في النسخة الأصلية

(*) هذا الجزء من المقال مطموس في النسخة الأصلية

الرابط المختصر :