العنوان صحة الأسرة (عدد 1490)
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 23-فبراير-2002
مشاهدات 17
نشر في العدد 1490
نشر في الصفحة 62
السبت 23-فبراير-2002
الأيدي البصيرة !
فكرة تحويل حاسة اللمس في الأصابع إلى حاسة سمعية للأصم تحدث ثورة علمية
الأصابع تسمع الأصوات وتحولها إلى ذبذبات تصل إلى المخ الذي يتدرب على فهم المعاني تدريجيا
د. صهباء محمد بندق
يرى الفيلسوف "كانت" أن اليد بمنزلة الدماغ الخارجي للإنسان، ولم يكن عالم الاجتماع المسلم عبد الرحمن بن خلدون مبالغاً حينما قال: "إن الإبداع والقفزات الحضارية تحققت بأداتين هما "العقل واليد" ذلك أنه عندما يُحاط الإنسان بظلمات العمى ويغرق في سكون الصمم، ينقطع عن عالم الصوت والصورة النابض بالحياة، ولكن يبقى المنفذ هو أصابعه التي بها يقرأ الحروف البارزة، ويتلمس الكائنات، ويتحسس دفء الأصدقاء وتنبثق أفكاره، فينقشها رموزاً وإشارات، ومنها تدخل الأصوات والكلمات في صورة "اهتزازات".. فكيف يحدث ذلك كله؟
لقد توصل الطبيب الباحث "دين شيباتا" أخصائي الأشعة في جامعة واشنطن إلى وجود منطقة في المخ مسؤولة عن معالجة الصوت تنشط بصورة طبيعية لدى الأطفال المصابين بالصمم منذ الولادة لإشعارهم بالذبذبات، إذ أظهرت فحوص بالأشعة للقشرة السمعية لأطفال ولدوا صماً أن هذه المنطقة من المخ نشطت عند الإمساك بأنبوب من البلاستيك تمر به ذبذبات، في حين لم تنشط المنطقة نفسها عند إجراء التجربة على أطفال أصحاء.
ويفترض البحث أن هذا الجزء من المخ مكيف للتعامل مع الأحاسيس الشبيهة بالصوت وأن الذين ولدوا صماً يمكنهم التكيف لسماع ما تشعر به أصابعهم مما يشير إلى إمكانية استخدام وسيلة سمعية يمكنها تحويل الصوت إلى ذبذبات كاستخدام أجهزة إلكترونية ملموسة يمكنها تحويل الطاقة الصوتية إلى طاقة ترددية المساعدة الصم على فهم الكلام، وسماع الصوت بطريقة أفضل.
وحتى نتفهم فكرة تحويل حاسة المس في الأصابع إلى حاسة سمعية تتفهم الموجات الصوتية وتنوب عن الأذن التي فقدت وظيفتها بالصمم ينبغي أن نفهم أولاً كيف تعمل حاستا السمع واللمس في الظروف الطبيعية؟
كيف تسمع الأصابع الأصوات؟
تتكون الأصوات من طاقة ميكانيكية تنتقل خلال جزيئات الهواء على شكل تضاغطات وتخلخلات متصلة تؤلف ما نسميه بالموجات الصوتية.
وعندما نتكلم فإن لكل حرف يخرج من أفواهنا عدداً معيناً من الأمواج لها درجة معينة وشدة معينة تميز ذلك الحرف عن غيره، كذلك عندما نتكلم تكون هناك سرعة لكلامنا تزداد عندما تنفعل أو نغضب، وتقل في حالات الاسترخاء.
في الحقيقة: حاسة اللمس ليست حاسة واحدة كما يعتقد البعض وإنما هي أربعة على الأقل:
الإحساس بالذبذبات، والألم، والحرارة أو البرودة، وجميعها تتم تحت سطح الجلد وجميع الأحاسيس الأخرى كالحكة والآلام المختلفة ناتجة عن هذه الأحاسيس الأربعة.
فقد أمدت العناية الإلهية نهايات الأصابع بجسيمات حسية مختلفة تتصل بالشعيرات العصبية المنتشرة في الجلد، وعند استثارة هذه الجسيمات أو المستقبلات تنتقل الرسالة العصبية إلى المخ، إذ تقوم المراكز المتخصصة بترجمة الرسالة، واتخاذ الإجراء المناسب.
ومن هذه الجسيمات:
جسيمات روفني وتومسا مختصة بادراك الحرارة والبرودة، وتقوم بنقل درجة الحرارة إلى المخ في صورة رسالة عصبية، ويرد المخ بإرسال الأمر المناسب للجلد فيتمدد أو ينكمش حسب تغيرات الحرارة.
جسيمات لانجرهانس: هي المسؤولة عن الإحساس بالألم، فعند لمس كوب ساخن تنسحب اليد فوراً دون تفكير فيما يُعرف برد الفعل الانعكاسي Reflex.
جسيمات باسيني وهي مختصة بإدراك الاهتزازات وضبط التوازن، فهي تنقل للمخ صورة دقيقة عن حالة التوازن وترصد أي اهتزازات غريبة، ليقوم المخ بعد ذلك باتخاذ ما يلزم لاستعادة التوازن.
وفي حالة الإصابة بالصمم المبكر تقوم أصابع اليد بواسطة هذه الجسيمات المدهشة بنقل الذبذبات - ومن بينها الموجات الصوتية - إلى المخ الذي يتدرب تدريجياً على فهم معنى كل ذبذبة فالحروف الصوتية ما هي إلا موجات ترددية
ولكل حرف تردده الخاص الذي يميزه عن غيره من الحروف. وتتطور هذه الحاسة لدى الصم بدرجة ملحوظة في محاولة لتعويض غياب حاسة السمع.
شهادة حية عبر التاريخ:
يشهد بصحة هذه الدراسة، قصة هيلين كيلر المثيرة.. تلك الفتاة التي تمكنت من قهر الإعاقة المزدوجة، إذ أصيبت بمرض أفقدها السمع والبصر، وكان عمرها إذ ذاك ۱۹ شهراً فقط لكنها تمكنت بمساعدة معلمتها الشابة "أن سوليفان" التي رافقتها لمدة ٥٠ عاماً - من فهم اللغة، وذلك عن طريق أبجدية الأيدي فكانت المعلمة الصبور تقوم بنقش الحروف بأصابعها على يد هيلين التي توصلت بعد حيرة طويلة إلى العلاقة بين الأحاسيس اللمسية في يدها والأشياء الحقيقية الموجودة في العالم.. وفي الواقع كانت هيلين تسمع بيدها !
تقول هيلين "كانت يداي تتحسسان كل شيء وتستشعران كل حركة، وبهذه الكيفية أمكنني أن أتعلم الكثير وكلما تناولت بيدي المزيد من الأشياء وعرفت أسماءها شعرت بأنني أكثر قرباً عن ذي قبل من بقية العالم".
ربما يتعجب البعض من مقدرة الأصم على التمتع بجمال الأشياء من خلال حاسة اللمس فقط، وقد يجدون في ذلك أمراً مستغرباً لا سيما إذا جمع إلى فقد السمع فقد البصر.. وهذا ما سجلته هيلين في مذكراتها إذ تقول: "أليس بوسع اليد أن تستشعر الجمال أفضل مما تستطيع العين؟.. إن أناملي حين تتحرك على خطوط ومنحنيات عمل فني وتتحسسه يصبح بمقدورها اكتشاف ما أودعه الفنان في ذلك العمل من أفكار ومشاعر، إنني قادرة على الإحساس بمشاعر الحب، أو الكراهية، وأمارات النبل، أو الشجاعة.
تماماً كما أقدر على الإحساس بكل ذلك في وجوه القريبين الذين يتاح لي أن المس وجوههم، كما أن أيدي من ألتقي بهم تنم عادة عن قدر وافر من المعلومات عنهم، فأحيانا التقي بأناس يعانون من برودة المشاعر إلى حد أن مصافحة أيديهم تكون أشبه بمصافحة إحدى عواصف الشتاء وأحيانا التقي بآخرين يمتلكون بدفه المشاعر إلى حد أن اشعر معهم بالدفء يسري في قلبي وأحيانا تكون مجرد لمسة من يد طفل كأنها النظرة الحانية حين يستشعرها شخص مبصر ... إنني اعتقد ان انسياب الخطوط والانحناءات يمكن أن تستشعره اليد أفضل مما تستطيع العين أن تراه ولدي الكثير من الصور رأيتها بأصابعي، ولن تنساها ذاكرتي اللمسية" .
الطريق للنطق باليد:
لقد كانت هيلين تضع أصابعها على حنجرة المعلمة "أن" وفمها وشفتيها ولسانها عندما تنطق وتقلدها، وكانت الحروف تصلها في صورة ذبذبات، وهكذا نطقت وارتقت في مراتب المعرفة وتمكنت من المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والحياة العامة واستمرت تكتب العديد من الكتب حتى آخر حياتها التي امتدت إلى ٨٨ سنة، وفاقت بمقدرتها الفصحاء الناطقين.
هكذا تحاول الأنامل الرقيقة اختراق جدار الصمت والظلام الذي يعزل الأصم عن عالم الأصوات البهيج والضرير عن عالم الصورة البديع.
يحدثنا المثل الشهير عن "العين البصيرة واليد القصيرة"، لكن الدراسات والأبحاث بل والتجربة الحية، تحدثنا كلها- في الوقت نفسه- عن اليد البصيرة التي جعلها الله سمعاً للاذن الصماء ونوراً للعين الضريرة .
في الحركة بركة
فوائد الرياضة لا تقتصر فقط علي تقوية العضلات وتنشيط العقل وجعله صافياً، بل تمتد أيضا إلى توسيع الشرايين وزيادة مرونتها وتفادي تصلبها، خاصة بالنسبة لكبار السن.
وذكرت دراسة أعدها باحثون في جامعة بتسبرج الأمريكية أنه حتى كبار السن الذين تخطوا عامهم سعين يمكنهم الاستفادة من ممارسة التمرينات الملائمة لسنهم وذلك لتوسيع شرايينهم مضيفة أن مجرد التحرك في أنحاء المنزل كفيل بالانتفاع من فوائد الرياضة.
احذروا ذبابة المنزل
بإمكان ذباب المنزل أن يسبب قرحات المعدة والإثني عشر من خلال نقله للبكتيريا المسببة للمرض، فهي تعد مخزوناً لبكتيريا هليكوباكتر بايلوري) المسؤولة عن الإصابة ببعض أنواع القرحات المعدية، والإثنى عشر وأشكال معينة من سرطان المعدة.
وينبه الخبراء إلى أن نحو ٥٠% من الناس في الدول المتقدمة مصابون بهذه البكتيريا. بسبب الذباب المنزلي الذي يعيش على الفضلات، ويلامس الطعام البشري، ناقلا أمراضاً مختلفة للإنسان.
ويرى الخبراء أن تركيب الذبابة الجسماني يعطيها القدرة على التأقلم لالتقاط الميكروبات المرضية؛ إذ إن خرطومها مزود بشعيرات صغيرة تجمع النثار البيئي والفضلات، كما أن كل قدم من أقدامها السنة تفرز مادة لاصقة مشيرين إلى وجود نحو ستة ملايين من البكتيريا على السطح الخارجي للذبابة الواحدة، مع أكثر من ۱۰۰ نوع من الكائنات الحية الممرضة في قناتها الهضمية.
ولذبابة المنزل قدرة على الطيران المسافة ۲۰ ميلاً والتجول في المنازل وأماكن التجمعات البشرية وخاصة عند توافر الطعام بحرية : لذلك لا بد من اتباع القواعد الصحية السليمة مثل النظافة والتعقيم وعدم ترك الطعام مكشوفاً في أماكن يستطيع الذباب الوصول إليها، كما ينصح بضرورة السيطرة على الذباب الموجود في البيئة المنزلية، واتخاذ الوسائل الصحية المناسبة لمكافحته.
إنفلونزا "الثرثرة "
كشفت دراسة صينية جديدة النقاب عن أن حب الناس للثرثرة يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات التي تسبب الإنفلونزا.
فالمرض يظهر بعد أن يستوطن الفيروس حنجرة المريض عن طريق الجهاز التنفسي
كما اتضح أن من يبقون أفواههم مفتوحة أوقاتاً طويلة بسبب الثرثرة أو ينادون بعضهم بعضاً بصوت عال أكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل