العنوان صفحة الطالب.. وقفة على الطريق.
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 26-أكتوبر-1971
مشاهدات 20
نشر في العدد 83
نشر في الصفحة 21

الثلاثاء 26-أكتوبر-1971
صفحة الطالب
وقفة على الطريق.
عزيزي الطالب، يسرني أن التقي معك اليوم، على صفحة هذه المجلة المجاهدة، لنقف سویًا، نتأمل الطريق، وننظر الجهود، ونجدد العزم، ونؤكد البيعة، لنقف سويًا كي نتعرف على أنفسنا من جديد، أين نحن؟ وأین نقف؟ وما دورنا في هذا العصر؟ وأوطاننا أصبحت نهبًا للناهبين، وخيراتنا مطمعًا للطامعين، وعقيدتنا - التي جعلت من شتاتنا أمة موحدة، عظيمة الشأن مهابة الجانب، حتى أصبحت في عهد من العهود سيدة الأرض ومن عليها لا تغيب عنها الشمس من مغربها حتى تبزغ من مشرقها - هذه العقيدة الإسلامية التي تحاول قوى الكفر والشرك والإلحاد طمس معالمها، والتشكيك في قدسيتها وسماويتها لنغمض أعيننا عما نرى من المآسي؟ كالنعامة الجبانة عندما يصيبها الإعياء تدفن رأسها في الرمل، أم نصم آذاننا فلا نكاد نسمع صوت المجاهدين وصرخات الأطفال وعويل الأرامل وأنين المصابين، كأن في آذاننا وقرًا أم نثور ونمتطي السحاب؟ أم ماذا؟ ماذا نفعل؟
أخي الطالب لا بد لنامن وقفة، لنتذكر ونتأمل ونتعظ، ونعمل على هدى، وينظر الله أعمالنا ويوفقنا على حسب نوايانا والآن فلا حياة لنا أمة لا تعرف إلا الكلام ولا تتأثر إلا لثوان معدودات، قد امتص الضجيج جموعها، وارتطمت سفينتها في نتوءآت الشاطئ، فتحطمت، وهوى شراعها، فهي دفوف وألواح دثر لا يصلحها إلا نبي.
إذن فلا بد لنا من وقفة على الطريق نجدد العزم، ونطرح العهد ونستل السيف من غمده، ونحرق هذا الغمد، ونلعن من صنعه.
لقاؤنا في الأسبوع القادم مع مسلسلة دور الطلبة في القضية الفلسطينية.
ح. ز
عبرة.
فتح المسلمون سمرقند بقيادة سعید بن عثمان ثم حدثت بها مشاغبات ففتحها قتيبة بن مسلم مرة ثانية ولم يعلم أهلها بالفتح، فقد كتب أن قتيبة قد فتحها غدرًا.
وآلت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز «٩٩هجرية»، وعلم أهل سمرقند بعدالته، فأرسلوا بعثة منهم يقولون للخليفة: -
«دينكم يأبى الغدر، ولقد غدر بنا قتيبة، وفتح بلادنا دون سابق إنذار.»
فتناول الخليفة قرطاسًا وقلمًا، وكتب إلى القاضي جميع من حاضر الناجي يقول له: «إن وصلك كتابي فانظر بالأمر»
واستدعى القاضي المدعين وشهودًا من الجيش الذي كان مع أسامة، فشهد الجند بالحق، شهدوا أن قتيبة لم ينبذ إليهم عهدهم، بل فاجأهم بفتح بلادهم عنوة، وعندما سمع القاضي ذلك أصدر حكمه:
على الجيش الإسلامي الذي فتح سمرقند بقيادة قتيبة أن يتأهب للخروج منها فورًا، وكذلك يخرج منها المسلمون الذين دخلوها بعد الفتح، ثم ينابذ الجيش أهل سمرقند فإما صُلح إن أرادوا وإما حرب إذا لم يختاروا الصلح.
وأسرع الوالي يخطر الخليفة بالحكم ويطلب رده، فجاءه رد الخليفة: «نفذوا أمر القاضي بحذافيره، هكذا أرادت عدالة الإسلام»
وتأهب الجيش والمسلمون للخروج ولما رای أهل سمرقند هذه العدالة الربانية العجيبة، وهذه العقيدة التي لا يناسبها إلا العجب، ذهبوا إلى القاضي وقالوا له:
«قد رضيناكم أخوة لنا في الدين فلا تخرجوا»
فإلي الذين يبحثون عن مبادئ ستالين وماركس وخوفو وإلى الجاهلين الأغبياء أسرد هذه العبرة.
من مذكرات طالب
«الصداقة هي الحب الصادق، بقالب الإخاء، الذي يولد الإحساس بالانتماء، دون معرفة الدافع»
اجتمع الكفار على أبي بكر - رضي الله عنه- فشتموه وحصبوه، ثم انهالوا عليه بأحذيتهم وعصيهم حتى فقد وعيه فحمله قومه بأطراف ثوبه إلى منزله وصحا الصديق فكانت أول كلمة نطق بها: «كيف حال محمد»؟
دافع غريب، وحاجة خفية جعلته يتناسى ألمه وأعداءه، ويتذكر صاحبه -صلى الله عليه وسلم-. هكذا هو الصديق المؤمن.
وأول صديق في هذه المعمورة هو أول من قدم باقة زهور إلى أمه وأوفى صديق، هو من يترقب الأنداء على الأفواف، ويشارك الشمس قبلاتها والنحل رشفاته على طلوع الياسمين.
الصداقة الحقة نعمة إلهية يهبها لأحبائه وأوليائه، فتسمو بهم ويسمون بها، وتتدرج بهم إلى ملكوت السماوات والأرض، وتفور بهم في فسحة السماء فيرتفعون عن مستويات البشر.
الصداقة أن تبتهج لسعادة الفرحين، وتسر لغلول المنتصرين، وتتألم لأسواط المعذبين وتتحرق لدموع الباكين.
الصداقة أن تكون شعلة تضئ لغيرك الطريق، وشعورًا يحس بمن سواك أن تشارك الناس أفراحها، والطبيعة أعيادها، والطيور تغريدها والزهور تسبيحها، والبحر آلامه، والموج معاناته، والقبور وحشتها، والرياض مغانيه.
الصداقة الحقة: إسترسال في عالم الروح، وانطلاقة صمدانية في ذات الإله.
للأخ الداعية
أخي الداعية أنت في هذا المجتمع غريب غريب في موطنك وبين أهلك لأنك تتفاعل مع الإسلام في قلبك، وتعيش في مجتمع صاخب لا يعرف الإسلام، وهيهات أن يلتقي الضدان، وديننا لا يهادن، ولا أنصاف حلول لديه فإما مؤمن وإما كافر، وإما مهتد وإما جاهل، والذي يقف بالمنتصف هو في نظر الإسلام إمِّعه تضر ولا تنفع، وتعرقل القافلة ولا تيسر لها الطريق.
فكن مميزًا، واعلم أنك قوي قوي ما دمت مع الله، وإنك ضعیف ضعيف ما ابتعدت عنه، وتذكر قصة البدوي المؤمن الذي وقف أمام هرقل بثبات وشموخ، يخاطبه باطمئنان:
- يا هذا، تخيفني بجيشك؟
جند الله تحارب معنا.
أتخيفني بالموت، حبذا الجنة.
يا هذا إنك بعيني أصغر من ذبابه
أخبار النشاط المدرسي
بدأت الجمعية الصحفية في ثانوية الشويخ نشاطاتها الصحفية لهذا العام فقد أعدت مشروع مسابقة للصحف المعلقة يشترك فيها جميع المراحل المدرسية، وأعدت كذلك جوائز قيمة لأحسن صحيفة، كما وتعمل اللجنة الصحفية بإشراف الأستاذ إبراهيم أبو جبارة لإصدار مجلة شهرية مطبوعة تحت عنوان -نور الفكر - على غرار المجلة التي أصدرتها ثانوية الدعية في العام الماضي تحت عنوان ثورة الفكر
يعمل الأستاذ عمر الاشقر مدرس اللغة العربية والتربية الإسلامية في ثانوية عبد الله السالم، على جمع الاستفسارات المتعلقة بالشئون الدينية والرد عليها في الإذاعة المدرسية.
وضعت الإدارة المدرسية في ثانوية عبد الله السالم مسابقة لحفظ ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وقد أعدت خمس جوائز قيمة للفائزين.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

