العنوان صفحة جديدة في سجل الجرائم الصهيونية .. العدد 1800
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 03-مايو-2008
مشاهدات 11
نشر في العدد 1800
نشر في الصفحة 5
السبت 03-مايو-2008
مجزرة تلو مجزرة وبرك من الدماء لم تجف منذ دنست أقدام يهود أرض فلسطين في بدايات القرن الماضي ولن تتوقف المجازر ولن تجف برك الدماء ولن تنتهي مشاهد المأساة على أرض فلسطين طالما بقي هذا العدو المجرم الذي تجرد من أبسط معاني الإنسانية، ولا يرعى إلا ولا ذمة، ولا يرحم طفلًا رضيعًا، ولا شيخًا مسنًا، ولا امرأة ضعيفة: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ (المائدة: 78).
إن مجزرة بيت حانون التي شهدها قطاع غزة الإثنين 28/4/2008م، وسقط فيها ثمانية شهداء بينهم أم وأطفالها الصغار، أحدهم طفل رضيع، استشهد بين ذراعيها، تقدم دليلًا على أن الصهاينة فقدوا عقلهم وضميرهم، وتجردوا من كل معاني الإنسانية والرحمة، كما تؤكد أن هؤلاء مصاصو دماء لا يستطيعون البقاء يومًا دون الولوغ في دماء ضحاياهم الرازحين تحت احتلالهم، وفي الوقت نفسه، تؤكد هذه المجزرة ما سبق أن أكدنا من أن مقابلة هذه المجازر المتواصلة من العالم والمنظمات الدولية وخاصة الأمم المتحدة بالصمت أو التواطؤ يؤكد إلى أي حد وصل إنحياز الغرب والمنظمات الدولية لهذا العدو المتوحش في إجرامه. اللهم إلا من كلمات «ماسخة» لا تساوي حتى ذر الرماد في العيون، من قبيل تصريح «بان كي مون» أمين عام الأمم المتحدة عقب تلك المجزرة بالقول: «الأمين العام يدعو إسرائيل إلى التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس والحيطة، ويذكر جيش الدفاع الإسرائيلي بواجباته في حماية المدنيين بموجب القانون الإنساني الدولي خلال عملياته العسكرية».
وعندما أدان بيان «بان كي مون» قتل المدنيين في غزة بمن فيهم قتل أم وأطفالها الأربعة، توجه بإدانة أكثر لــــ «إطلاق الصواريخ على إسرائيل من قبل حماس»، مطالبًا «بوقف القيام بمثل تلك الأعمال الإرهابية»، ومطالبًا أيضًا بعدم «استخدام الأحياء المدنية في قطاع غزة كقاعدة لشن هجمات على إسرائيل». وهكذا إطلاق حماس صواريخها دفاعًا عن شعبها الواقع يوميًا تحت أهوال المجازر ودفاعًا عن أرضها المحتلة يمثل «إرهابًا»، أما القتل الوحشي للأطفال والنساء فهي أعمال لا تستحق المطالبة بأكثر من ضبط النفس فأي عدالة وأي منطق ذلك؟
لكن المصيبة الأكبر باتت في ذلك الصمت العربي المطبق الذي يتواصل مع كل مجزرة، بل إن رئيس السلطة الفلسطينية الذي لا يكف عن الهرولة -دون جدوى- من أجل ما يسمى بالسلام من القدس، حيث أولمرت، إلى واشنطن حيث بوش، كان أكثر هدوءًا من أمين عام الأمم المتحدة، وهو يعلق على تلك المجزرة. قائلًا: «إن هذا الاعتداء لا يخدم الجهود المبذولة للتهدئة ويعيق عملية السلام». وهكذا صار حال العالم والسلطة الفلسطينية مع ما يجري في فلسطين.
إن تلك المجزرة الأخيرة رسالة إلى الفصائل الفلسطينية المجتمعة في القاهرة لبحث التهدئة بناء على مساع مصرية، ورسالة في الوقت نفسه إلى مصر التي تبذل جهودًا في هذا الإطار، ورسالة لكل من يأملون توقف هذا العدو عن دمويته وعدوانه، بأن التاريخ والوقائع كلها تؤكد أن هذا العدو لا يعرف شيئًا اسمه السلام وإنما «الاستسلام» لأطماعه ومخططاته.
وعلى الجميع وخاصة مصر أن يتحركوا لفك الحصار القاتل عن الشعب الفلسطيني بفتح بوابة رفح فكفى تجويعًا وقتلًا وتشريدًا وفقرًا ورعبًا وإن كل المبادئ والقيم الإنسانية مبادئ الإخوة وحقوق الإنسان وضروريات الأمن القومي كلها تحتم على مصر التحرك لكسر هذا الحصار.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل