العنوان صمود الكويت في وجه “التطبيع”
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الخميس 01-أكتوبر-2020
مشاهدات 22
نشر في العدد 2148
نشر في الصفحة 4

الخميس 01-أكتوبر-2020
الافتتاحية
صمود الكويت في وجه “التطبيع”
منذ بداية الاحتلال الصهيوني لدولة فلسطين حسمت دولة الكويت موقفها من هذا الكيان، فعلى الرغم من مرور عشرات السنوات على الإعلان عن قيام دولة الاحتلال، فإن الكويت لم تغيّر موقفها من هذا الكيان الغاشم، وظلت على موقفها الراسخ بعدم إقامة أي علاقات معه، بل ودعم الشعب الفلسطيني مهما كانت الظروف والتحديات.
تلك العقيدة التي انتهجتها الكويت؛ قيادة وحكومة وشعباً، جعلت منها محط أنظار العالم.
وقد حاولت حكومات الاحتلال المتعاقبة إقامة علاقات مع دولة الكويت، إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً، وهذا يؤكد نجاعة السياسات الكويتية ونجاحها في حماية الأمن القومي الكويتي.
وظلت المواقف المتعاقبة للقيادة الكويتية في مساندة القضية الفلسطينية من خلال سياسات عدة تبناها مجلس الأمة في خطاباته، وأكدتها الدبلوماسية الكويتية من خلال البيانات والمؤتمرات التي تشارك فيها على المستويين الإقليمي والدولي، إضافة للتضحيات والشهداء الكويتيين في حروب العرب مع الاحتلال الصهيوني منذ عام 1948م وحتى انتصار أكتوبر 1973م الذي تمر ذكراه هذا الشهر.
وفي ظل سياسة الرفض الثابتة من القيادة الكويتية تجاه الاحتلال الصهيوني، اصطفت دولة الكويت إلى جانب الشقيقة فلسطين، وخاضت معها الكثير من المعارك الدبلوماسية في الهيئات والمنظمات المختلفة، لتبرهن في مواقف عدة على صدق تحركاتها، وتنامي دورها في مواجهة سياسات العداء التي ينتهجها الكيان الصهيوني، ومن خلال تواجد الكويت في الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة، استطاعت أن تقدّم خدمات كثيرة للقضية الفلسطينية من خلال تضييق الخناق على «تل أبيب»، ومواجهة أكاذيبها في ميادين العمل السياسي والهيئات الدولية، فضلاً عن أنها أدت دوراً كبيراً في دعم إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية، وانضمامها إلى جامعة الدول العربية.
المسؤولية التي انتهجتها الكويت تجاه القضية الفلسطينية لم تقتصر على المجال السياسي ودعم فلسطين في المحافل الإقليمية والدولية فقط، بل إن القيادة الكويتية أولت اهتماماً خاصاً بالشعب الفلسطيني، وقدمت له الكثير من الدعم المالي من أجل رفع مستوى معيشة أفراده، فضلاً عن تقديم المساعدات إلى اللاجئين ومنظمات الإغاثة التي تعمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من خلال المؤسسات الكويتية الحكومية والشعبية أيضاً.
القيادة الكويتية التي دعمت فلسطين؛ سياسياً وإنسانياً، كانت ولا تزال تنادي بضرورة حل قضية الشعب الفلسطيني، وتؤكد حقه في إقامة دولته المستقلة، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الكاملة تجاه مساعدة أبناء فلسطين على إقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني، مع التصدي لسياسات الكيان العدوانية.
والتطورات المتلاحقة في منطقة الشرق الأوسط تؤكد أن الموقف الكويتي الرافض للاحتلال هو الجدار الأفضل لحماية الأمن القومي الكويتي، وأصبح وجوباً على باقي الدول العربية وخاصة الخليجية التي لم تصبها عدوى التطبيع وسمومه أن تتكاتف فيما بينها من أجل حماية أمنها القومي، خاصة وأن اختراق المزيد من الدول العربية سوف يضعف من قدرات الدول الباقية في مقاومة الاحتلال.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ {1} إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ {2}) (الممتحنة)
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل

برقية جمعية الإصلاح الاجتماعي إلى مؤتمر وزراء التربية العرب في ليبيا
نشر في العدد 3
101
الثلاثاء 31-مارس-1970
