العنوان صناعة التفوق الدراسي..
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر السبت 01-أكتوبر-2016
مشاهدات 18
نشر في العدد 2100
نشر في الصفحة 71
السبت 01-أكتوبر-2016
صناعة التفوق الدراسي..
نصائح وخطواتمما لا شك فيه أن كل إنسان يرجو من أعماق قلبه أن يكون ناجحاً متفوقاً في حياته، ولكن يظل هذا حبيس الخيال وأحلام اليقظة إذا لم يبذل جهده ووقته وكل ما يمكنه في السعي لتحقيقه، وفي هذا يقول الشاعر العربي:
بقدر الكد تكسب المعالي
ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن طلب العلا بغير كد
أضاع العمر في طلب المحالِ
وإن كان هذا ينطبق على مجالات الحياة المختلفة، إلا أنه يكون أكثر وضوحاً وجلاء في اجتهاد الطلاب في عملية التحصيل الدراسي، فليس من سبيل لتحقيق التفوق الدراسي وحجز مقعد في صفوف الأوائل إلا بالاجتهاد والعمل الجاد، والأخذ بكل الأسباب الممكنة، بعد الاستعانة بالله تعالى.
وفي السطور التالية نحاول طرح بعض الأفكار التي نرجو أن نضع من خلالها أقدام الشباب على سلم النجاح والتميز الدراسي.
حوافز نفسية:
1- استشعار الأجر:
حين تخرج من بيتك قاصداً جامعتك أو مدرستك، وحين تبذل جهداً في مذاكرة دروسك، استحضر الأجر والفضل الكبير الذي جعله الله تعالى لمن سعى في طلب العلم، ومن هذا الفضل ما ذكره النبي [ في قوله: «من سلَكَ طريقاً يبتغي فيهِ علماً سلَكَ اللَّهُ بِهِ طريقاً إلى الجنَّةِ، وإنَّ الملائِكةَ لتضعُ أجنحتَها رضاءً لطالبِ العلمِ، وإنَّ العالمَ ليستغفرُ لَهُ من في السَّماواتِ ومن في الأرضِ حتَّى الحيتانُ في الماءِ، وفضلُ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ على سائرِ الكواكبِ، إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا ديناراً ولا درْهماً إنَّما ورَّثوا العلمَ، فمَن أخذَ بِهِ فقد أخذَ بحظٍّ وافرٍ» (رواه الترمذي).
2- حلم طموح:
لا بد أن يكون لك حلم طموح تسعى لتحقيقه، كأن تكون أستاذاً جامعياً، أو عالماً في الذرة، أو طبيباً، أو مهندساً، أو معلماً، أو محاسباً، أو صحفياً، أو غير ذلك من التخصصات المختلفة، وعليك أن تتخيل نفسك في هذه المهنة التي تفضّلها، فهذا يدفعك للاجتهاد كي تحقق هذا الحلم.
3- هدف واضح:
في بداية الدراسة حدّد هدفك بشكل واضح لا لبس فيه، كأن تضع لنفسك هدف الحصول على مجموع درجات تصل نسبته إلى 98% مثلاً، أو أن تصل لمعدل يفوق ما حققته في العام الماضي، فإن كنت حصلت على 70% مثلاً فاجعل هدفك رفع هذا المعدل إلى 75%، وذلك بما يناسب قدراتك وإمكاناتك، مع الحرص على ألا تبالغ في وضع معدل يفوق قدراتك، وكذلك لا تضع معدلاً أقل من قدراتك.
واحرص على أن تكتب هذا الهدف في لوحة كبيرة واضحة وعلّقها في غرفتك، وضعه أيضاً على سطح هاتفك أو حاسبك الآلي.
إجراءات تنظيمية:
4- إدارة الوقت:
من أهم العوامل التي تساعدك على تحقيق النجاح والتميز في الدراسة أن تحرص على تنظيم وقتك، ويمكنك القيام بذلك من خلال الخطوات التالية:
أ- تحديد عدد الساعات المتاحة للمذاكرة، وذلك بحسب الوقت المتاح بعد استبعاد ساعات التواجد في المدرسة أو الجامعة وساعات النوم والدروس الخصوصية إن وجدت.
ب- تقسيم عدد الساعات المتاحة على عدد المواد، وفقاً لأهمية كل مادة من حيث ارتفاع درجاتها أو لكونها تحتاج إلى مجهود خاص في مذاكرتها، ثم يتم توزيع الساعات المتاحة لكل مادة على أيام الأسبوع.
جـ- بعد ذلك يتم التنسيق بين ساعات المذاكرة في اليوم الواحد؛ بحيث توجد فترات راحة بينية تصل إلى 15 دقيقة بين كل مادة وأخرى؛ من أجل الاستعداد الذهني لبداية المادة الجديدة، وراعِ ترتيب المواد في اليوم؛ بحيث تضع في أول اليوم المواد التي تحتاج إلى التركيز والانتباه، وتضع في آخره المواد التي تنشط الذهن أو التي تميل إليها نفسك ولا تحتاج منك مجهوداً كبيراً.
5- ضربة البداية:
لا تترك نفسك فريسة للكسل والتسويف في الأيام الأولى من الدراسة، بحجة أن الوقت ما زال مبكراً، وأن العام الدراسي طويل، فتتراكم عليك الدروس والمهام الدراسية المختلفة، لكن احرص على الجد والاجتهاد من أول يوم، وضع نصب عينيك قول القائل: «من حسنت بدايته كملت نهايته، ومن ساءت بدايته كثرت سقطاته».
6- العناية بالصحة:
فسلامة البدن تؤثر - بلا شك - في سلامة العقل وفي قدرته على العمل بأفضل ما لديه من إمكانيات؛ ولذا قالوا: «العقل السليم في الجسم السليم»؛ فاحرص على العناية بصحتك، وذلك بتناول الغذاء المتوازن الذي يحتوي على العناصر الغذائية المتنوعة، وبممارسة الرياضة، وأخذ القدر الكافي المعتدل من النوم، والابتعاد عن كل ما يؤثر على صحتك بالسلب.
عوامل مساعدة:
1- الثقة بالنفس:
لتكن واثقاً بنفسك وبقدرتك على تحقيق ما تصبو إليه من أهداف، وذلك ما دمت تبذل من الجهد والعمل الجاد ما يساعدك على تحقيقها، وكن واثقاً بأن الله تعالى لن يضيع جهدك أبداً، وضع نصب عينيك دائماً قول الحق تبارك وتعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (120)} (التوبة).
2- الاستعانة بالله:
توكل على الله دائماً، وأخلص في التوجه إليه بالدعاء أن يرزقك التوفيق والسداد في كل جهد تقوم به، واحرص على التزام ما يرضيه عنك، واجتنب ما يغضبه منك، ففي ذلك مجلبة لتوفيق الله لك.
3- تهيئة الأجواء:
وذلك من خلال:
أ- تثبيت مكان خاص بالمذاكرة، ومن المهم أن يكون هذا المكان جيد التهوية والإضاءة ودرجة حرارته معتدلة، وأن يكون بعيداً عن الضوضاء وعوامل التشتت قدر الإمكان.
ب- تثبيت وقت المذاكرة؛ لأنه بمرور الوقت يحدث ارتباط شرطي بين هذا الوقت والمذاكرة، ويجعلك أكثر استعداداً للمذاكرة في هذا الوقت.
خطوات عملية:
1- استثمار قاعات الدراسة:
فعملية التحصيل الدراسي تبدأ من داخل قاعات الدراسة، ولكي تستفيد أقصي استفادة تيسر لك عملية المذاكرة في البيت فعليك بالأمور التالية:
أ- الانتظام في الذهاب إلى قاعات الدراسة وعدم التغيب عنها.
ب- التركيز والانتباه أثناء الشرح والمناقشات.
جـ- تسجيل النقـاط المهمة.
د- السؤال عن الأمور غير الواضحة لك.
2- مذاكرة فعالة:
وفيما يلي بعض الإجراءات التي تمكنك من مذاكرة دروسك بطريقة فعالة:
أ- قراءة سريعة: ابدأ المذاكرة بقراءة الدرس قراءة سريعة لتأخذ فكرة عامة عنه.
ب- قراءة نشطة: وذلك بأن يكون لك دور فعال في عملية المذاكرة، وهذا سيساعدك كثيراً على الفهم والاستيعاب بطريقة جيدة، ويمكنك أن تقوم بهذا من خلال الأمور التالية:
- وضع خطوط أو دوائر تحت العبارات المهمة، أو تلوينها بألوان فوسفورية.
- كتابة ملخص لما ذاكرته بطريقتك الخاصة.
- وضع أسئلة حول كل فقرة تذاكرها.
- رسم بعض الأشكال التي تعبر بها عما فهمته.
- استخدام الخرائط في مذاكرة دروس الجغرافيا والتاريخ وغيرها.
- القراءة بصوت مرتفع.
- تحويل الدرس أو بعضه إلى أغنية.
- تمثيل الدرس.
- تحويل الدرس إلى نشرة أخبار.
- رسم خرائط ذهنية ومخططات تلخص فيها ما ذاكرته.
جـ- قراءة الحفظ: وفي هذه المرحلة، تبدأ في التأكيد على حفظ ما فهمته من معلومات، حتى تستطيع استرجاعها عند الاحتياج.
د- التسميع الذاتي: أي تعيد تذكر وشرح ما ذاكرته، لتتعرف على نقاط ضعفك وتعمل على إعادة تحصيلها.
هـ- حل التمارين: من الضروري أن تنهي مذاكرتك بحل تمارين وتطبيقات حول الدرس، ففي ذلك تثبيت لما استوعبته من معارف، وكذلك تدريب لك على استخدام هذه المعارف في الإجابة عن الأسئلة بأشكالها المختلفة.
و- تنشيط الذاكرة: وذلك من خلال:
- التصحيح الذاتي؛ أي تصحح لنفسك ما قمت بحله من الأسئلة بالعودة للإجابات النموذجية.
- الشرح للآخرين، فهذا يساعدك على الاحتفاظ بما حصلته بطريقة جيدة.
- المراجعة المنتظمة، فالاهتمام بعملية المراجعة بين الحين والآخر بشكل منتظم، يجعلك أكثر قدرة على استرجاع ما ذاكرته
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل