; ضربة جديدة للنفوذ الفرنسي في الشمال الإفريقي لصالح أمريكا | مجلة المجتمع

العنوان ضربة جديدة للنفوذ الفرنسي في الشمال الإفريقي لصالح أمريكا

الكاتب فاروق أبو سراج الذهب

تاريخ النشر السبت 04-يناير-2003

مشاهدات 19

نشر في العدد 1533

نشر في الصفحة 24

السبت 04-يناير-2003

واشنطن اخترقت الجزائر بمعدات عسكرية ومركز دراسات لمكافحة الإرهاب!

مسئول أمريكي: ناقشت مع بوتفليقة خطة تعاون تشمل أمن المطارات وتدريب قوات الأمن

قبل أن يفتح الأبواب هل سأل النظام الجزائري عن موقف واشنطن من دولة أمازيغية للبربر

الجزائر: فاروق أبو سراج الذهب.

عرفت العلاقات الجزائرية الأمريكية من جانب والعلاقات الجزائرية الفرنسية من جانب آخر عدة تجاذبات سياسية واقتصادية خاصة أثناء العشرية السابقة(1990- ٢000)، عشرية الأزمة الأمنية والسياسية التي انتجت أزمات اجتماعية خطيرة داخل المجتمع الجزائري خاصة ما يتعلق بمخلفات الإرهاب من ضحايا ومفقودين. ومع مجيء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عرفت الدبلوماسية الجزائرية حركية مشهودة، الأمر الذي أدخل الجزائر في موقع التجاذب الأمريكي الفرنسي، ولكن الأمر حسم على ما يبدو بعد تفجيرات 11 سبتمبر ۲۰۰۱ لأمريكا، على اعتبار أن الجزائر تمتلك تجربة ميدانية ناضجة في التعامل مع الإرهاب.

ومن مؤشرات هذا الحسم زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وليام بيرنز الذي زار الجزائر يوم ٨ ديسمبر ۲۰۰۲ وأكد في لقاء صحفي أن الإدارة الأمريكية تعتزم التقدم بطلب إلى الكونجرس الأمريكي لرفع ميزانية تمويل الدورات التكوينية للقوات الخاصة الجزائرية في مختلف المدارس العسكرية الأمريكية التطوير قدراتها في مجال مكافحة الإرهاب وتزويدها بالعتاد الخاص.

 وتجدر الإشارة إلى أن مختلف العواصم الغربية بما فيها واشنطن ترفض منذ سنة ١٩٩٤ تزويد الجزائر بهذا النوع من العقاد رغم الحاج السلطات الجزائرية على ذلك في أوج العمليات المسلحة في مختلف المناطق التي خلفت آلاف الضحايا من مختلف شرائح المجتمع.

وقد أكد المسؤول الأمريكي خلال لقاءاته مع الرئيس بوتفليقة وعدد من المسؤولين الجزائريين أن «الخطوات الجديدة تستهدف تعزيز التنسيق الأمني الذي بدأ منذ شهور»، وقال إن الجانبين شرعا في تنفيذ خطة تعاون تشمل أمن المطارات وتبادل المعلومات وتدريب الضباط. وذكرت التقارير في وقت سابق أن مسؤولين عن الأجهزة الأمنية بالجزائر عقدوا سلسلة لقاءات في الولايات المتحدة مع ممثلين عن مكتب التحقيقات الاتحادي، كما كشف بيرنز عن نية بلاده زيادة حجم استثماراتها خارج صناعة النفط وأشار في نفس السياق إلى أن الولايات المتحدة ستواصل توفير الدعم لتسريع الإصلاحات الاقتصادية، وينتظر أن تكون هذه الزيارة قد أسفرت أيضًا عن تقديم الدعم المالي الذي وعدت به واشنطن بغرض إنشاء مركز لمكافحة الإرهاب بالجزائر، تكون مهمته دراسة الظاهرة وتبويبها والتاريخ لها، والبحث في خلفياتها حيث سيشكل قاعدة أمريكية لمكافحة الإرهاب في المنطقة حسب ما أكده لنا مصدر مسؤول، ذلك أن مسؤولين عسكريين كانوا قد تحدثوا خلال المؤتمر الدولي للإرهاب الذي نظمته الجزائر في شهر أكتوبر المنصرم وهو أول ملتقى يتحدث فيه العسكريون الذين كانوا مسؤولين عن جبهة مكافحة الإرهاب أمثال(محمد تواتي المستشار الأمني لرئيس الجمهورية وعبد الرزاق معيزة قائد الناحية العسكرية الثانية، وكذا شهادات رضا مالك رئيس الحكومة سنة ١٩٩٤م).

 وفي هذا الملتقى أعلن بعض هؤلاء العسكريين أن الجزائر ما تزال تنتظر ردًا من البلدان الغربية على طلب تزويد الجيش ومصالح الأمن الجزائرية بتجهيزات المكافحة الإرهاب، ويبدو أن الإنجاز الذي حققته قوات الأمن في نوفمبر الماضي بالقضاء على ممثل «القاعدة»، في الساحل الإفريقي وهو من جنسية يمنية قد عزز ثقة واشنطن في قدرة الجزائر على التصدي للإرهاب بالنظر إلى تجربتها الطويلة في هذا المجال.

 وخلال اللقاء الصحفي جدد وليام بيرنز التأكيد على ضرورة تفعيل مبادرة الشراكة الأمريكية المغاربية المعروفة باسم «إيزانستات» وكذا برنامج الدعم الاقتصادي الأمريكي للشمال الإفريقي وقال إنه سيكشف عن بنود المبادرة الجديدة خلال الأيام القادمة من خلال خطاب سيلقيه بالمناسبة وفي نفس السياق أكد على الجهود التي تقدمها واشنطن الموقف الأممي في قضية الصحراء الغربية من أجل التوصل إلى حل سلمى لهذا النزاع-نقصد النزاع بين الصحراء الغربية والمغرب.

 وعلى صعيد آخر نفت وزارة الخارجية الجزائرية ما تداولته بعض وسائل الإعلام بشأن حضور الجزائر الاجتماع نظمه المدير العام لوزارة الخارجية الصهيونية مع مسؤولين بوزارات الخارجية لكل من مصر والأردن وتونس على هامش الندوة العاشرة للمجلس الوزاري المنظمة الأمن والتعاون الأوروبي المنعقدة بالبرتغال، وكذب المتحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية أن تكون الجزائر قد وقعت على اتفاق تعاون أمني يخص حماية المطارات والطيران المدني للبلدان الخمسة المجتمعة، وقال ذات المصدر إن الجزائر لا يوجد بها منصب نائب وزير الخارجية، فضلًا على أن الوزير الجزائري  عبد العزيز بلخادم قد وصل للبرتغال مساء الجمعة ٦ ديسمبر ۲۰۰۲ وأكد أن الوفد الجزائري لم يشارك في أي اجتماع من هذا النوع مع «إسرائيل».

وجاء رد فعل مسؤول الدبلوماسية الجزائرية متوقعًا بعد تداول أطراف عربية معلومات عن تقارب صهيوني جزائري انطلاقًا من تنسيق أمني أولي يخص المطارات المدنية، وعلى صعيد آخر عرفت سبعة مطارات جزائرية شهر مارس الماضي زيارة سرية لوفد أمني أمريكي قام خلالها يتفقد هذه المطارات والتدقيق في المنظومات الأمنية المتعلقة بكيفية حماية المطاراتمن خطر الهجمات الإرهابية.

وفي إطار التجاذب الأمريكي الفرنسي المتزايد بالتطور الذي تشهده العلاقات الجزائرية الأمريكية خوفًا من إعادة تشكل موازين القوى في شمال المنطقة في وقت حققت أمريكا تقدمًا ملحوظًا يخص وجودها في الشمال الإفريقي وقد برز اهتمام فرنسا بالموضوع من خلال بعض القنوات التلفزيونية الفرنسية عن الإرهاب في الجزائر والتي ما تزال تطرح سؤال «من يقتل من في الجزائر؟»، وتعيد المسلسل السابق في محاكمة الجنرالات.

ومما يلاحظ بعد أحداث ۱۱ سبتمبر ۲۰۰۱ في العلاقات الجزائرية الدولية وخاصة مع أمريكا، أنها عرفت انسجامًا كبيرًا مع المحددات الدولية التي أنتجتها مرحلة ما بعد 11 سبتمبر ۲۰۰۱ ببرز ذلك من خلال:

 - تحديد سقف وجود الإسلاميين في السلطة.

- محاولة تعديل المناهج التربوية.

- اعتماد مؤسسات جديدة تدرس ظاهرة الإرهاب.

 - القيام بملتقيات دولية حول الظاهرة.

 -تسويق مصطلح الإسلام المعدل إسلام على الطريقة الأمريكية.!

الرابط المختصر :

موضوعات متعلقة

مشاهدة الكل

نشر في العدد 14

54

الثلاثاء 16-يونيو-1970

نشر في العدد 79

36

الثلاثاء 28-سبتمبر-1971

نشر في العدد 242

28

الثلاثاء 25-مارس-1975