; طرق في التربية | مجلة المجتمع

العنوان طرق في التربية

الكاتب مجلة المجتمع

تاريخ النشر الثلاثاء 07-أكتوبر-1980

مشاهدات 15

نشر في العدد 500

نشر في الصفحة 41

الثلاثاء 07-أكتوبر-1980

(1) التربية بالقدوة:

من المعلوم أن لسان الحال أبلغ من المقال وموقف واحد أقوى تأثيرًا من عشرات الخطب. 

بل إن القدوة لتعتبر أقصر طريق لإعداد وتكوين الرجال، ذلك بأن المربى يعتبر المثل الأعلى والأسوة التي يتأسى بها، فهو محط الأنظار ووجهة الأبصار، يحاكيه تلاميذه إن أحسن. وتضطرب نفوسهم إن أساء، وهذا رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم- يقول عنه- عز من قال-:﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَالأحزاب:21) وتراه- صلوات الله وسلامه عليه- تشير عليه أم سلمة بعد صلح الحديبية أن يذبح و يحلق بعد أن عصاه أصحابه فيفعل فيندفعون للذبح والحلق يكاد يقتل بعضهم بعضًا من الغم. وتراه- صلى الله عليه وسلم- في ساحة الوغى أقرب الجيش إلى العدو، وهذا عمر بن الخطاب يقول لبطنه: غرغري أو لا تغرغري فلن تذوقي السمن قبل أن تذوقه أمة محمد- صلى الله عليه وسلم-. فالقدوة طريق التربية القصير، ولكنه شاق لا يقوى عليه إلا الرجال الذين أخلصوا لله ورسوله.

(۲) التربية بالملاحظة :-

قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ (الحديد:16) وذلك حينما انشغل المهاجرون في حياتهم الدنيا في المدينة فوجههم إلى أمر قد تقادمت عليه الأيام وذلك لخيرهم وصلاحهم.

وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ (الحجرات:11).

وقد كان الرسول- صلى الله عليه وسلم- يوجه أصحابه ويتعاهدهم بالنصح والإرشاد والتوجيه والتربية في المواقف التي يتعرضون لها، فيقول لأبي ذر عندما قال لبلال يا ابن السوداء:«إنك أمرؤ فيك جاهلية» لذلك فإن كثرة ملازمة المربي لتلاميذه وسؤاله عنهم ومراقبته لهم وتوجيههم و إصلاحه لعيوبهم، وإرشاده لهم إلى الصواب. 

وحثهم على النهج القويم ليس بدعًا من الأمر فقد أمر الله عباده المؤمنين، وفعله رسوله الكريم مع صحابته، فأنشأ خير جيل في خير قرن فعلينا بسنته إن أردنا الفلاح.

الرابط المختصر :