العنوان طفلك... والنقود
الكاتب سمية عبد العزيز
تاريخ النشر الثلاثاء 18-مايو-1999
مشاهدات 14
نشر في العدد 1350
نشر في الصفحة 61
الثلاثاء 18-مايو-1999
- تربية الأطفال على تقدير نعمة المال وحسن تدبيره.. ضرورة
هل يدرك طفلك قيمة النقود التي تقع في يديه؟ هل يعرف الفرق بين إنفاقها جميعًا في يوم واحد، أو حتى تركها في أي مكان وبين الاحتفاظ بها أو ببعضها؟
هل يوازن في الإنفاق دون إسراف أو تقتير؟
يقول الكاتب خالد الشنتوت . في كتابه دور البيت في تربية الطفل المسلم: اعتاد الآباء والأمهات والأقارب على إعطاء الطفل نقودًا على شكل مصروف يومي ترضية له كلما غضب أو كهدية من أحد الأقارب، ومعظم هذه النقود يشتري بها الطفل المرطبات المثلجة أو الحلوى أو الأطعمة من الباعة المتجولين، مما يسبب له الأمراض المتكررة، والأضرار الخلقية والنفسية ومن ذلك:
1 - يعتاد الطفل على اكتساب المال بسهولة و بدون کد أو عناء ومن طبيعة النفس البشرية أن تتخلى بسرعة عن كل ما كسبته بسهولة، والعكس صحيح. يعتاد الطفل على الإسراف و وهدر المال كما يعتاد ألا يدخر المال، بل ينفق كل ما يكتسبه..
٢- عندما يتعود الطفل الإسراف ثم يقصر عنه لسبب ما، فقد يلجأ إلى السرقة من والديه. ولأجل علاج هذا الخلل، هذه بعض المعالم المستخلصة من تجارب بعض الآباء المسلمين
۱ - لا تدفعي مالًا للطفل بدون سبب، بل ابحثي عن سبب كلما أردت أن تدفعي له. قولي له انت نظيف لذلك خذ هذا المال، أو أنت تنام باكرًا لذلك خذ هذا المال... إلخ. وبعد دخول المدرسة تكثر الأسباب، ومنها حصوله على درجة ممتازة، أو حفظه جزءًا من الكريم، أو محافظته على الصلاة في القرآن أوقاتها، وقد نطلب منه أن يعلم أخاه الصغير بعض الدروس في الإملاء أو التجويد أو الرياضيات وندفع له مقابل ذلك، والهدف من وراء ذلك كله أن نعوده منذ الصغر على كسب المال بعد الكد والجهد ليعرف قيمة المال، ودوره في الحياة. ويحكى أن رجلًا ثريًا طلب ابنه الصغير منه أن يشتري له دراجة فأجابه بأنه لا يملك نقودًا كافية في المنزل فرد الصغير ببراءة وسذاجة وقال: اذهب إلى البنك واسحب نقودًا، وأدرك الأب أن ابنه الصغير لا يقدر قيمة المال، ويعتبر أن الحصول عليه لا يكلف الأب إلا أن يذهب إلى البنك، ويسحب ما يشاء.
وفي اليوم التالي اشترى له صندوقًا به معدات لمسح الأحذية وطلب منه أن يذهب كل يوم إلى أقرب محطة مترو يمسح أحذية الركاب ويدخر من أجره ثمن الدراجة وهكذا أدرك الصغير أن النقود تأتي من العمل والكد والكفاح، فليت كل أب وأم يشجعان أبناءهما على العمل داخل أو خارج البيت حتى لا تضعف شخصيتهم ولا يستهينوا بالنقود.
2- عودي طفلك على الادخار، واحضري له حصالة نقود يضع فيها بعض ما يأخذه وراقبيه بحيث لا يصرف كل ما يأخذه مهما كان قليلًا، فإن تعود الطفل على صرف كل ما يملكه عادة قبيحة، وكي نشجع الأطفال على التوفير، فلنجعلهم يشترون ألعابًا وأشياء مهمة لهم مما وفروه.
3- في المدرسة المتوسطة ادفعي لولدك مكافآت تكفي لشراء ملابسه وأدواته الشخصية والمدرسية، وكل مصروفاته ما عدا طعامه وسكنه وأفهميه أنه مسؤول عن شراء ملابسه وحاجاته وفي ذلك تنمية لشعوره بالمسؤولية، وحرية الإرادة، واتخاذ القرارات وممارسة الحياة العملية.
4- في المدرسة الثانوية تزاد المكافآت ويبحث للولد عن مورد دخل لقاء عمل يقوم به داخل الأسرة، أو خارجها شريطة ألا يتعارض ذلك مع دراسته، وإذا كان هذا المورد قليلًا دعمه الوالدان.
5 - في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية نطلب من الولد تخصيص سجل يكتب فيه وارداته ومصروفاته مع تواريخ الورود والصرف ونراجع له هذا الحساب شهريًا أو بشكل دوري ونبين له رأينا في إسرافه أو تقتيره ونكافئه عندما نجده مقتصدًا.
٦ - عودي أطفالك منذ الصغر على الإنفاق في سبيل الله، شجعيهم على البذل، وعوديهم على دفع صدقات للفقراء، وصدقة الفطر من مالهم ورغبيهم في دفع بعض مالهم، وكذلك التربية بالقدوة عندما يرى الأطفال الأب والأم يتبرعان فيقلدونهما، ونشرح للأطفال الثواب الجزيل للجهاد بالمال..
قال تعالى ﴿مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (البقرة: 261)
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل