العنوان المجتمع الأسري: 1282
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 30-ديسمبر-1997
مشاهدات 14
نشر في العدد 1282
نشر في الصفحة 60
الثلاثاء 30-ديسمبر-1997
السبب: سوء الحالة الصحية.. كثرة الخلافات الأسرية.. ضعف العملية التعليمية
طفلي يسرح ولا يركز في المذاكرة
تحقيق: إيمان محمود
يعاني كثير من التلاميذ من قلة الانتباه، أو بالأحرى قلة التركيز أثناء الفصل الدراسي الأمر الذي يترتب عليه التأخر في الدراسة والتخلف عن أقرانه، وهذا يؤدي إلى عزوف التلميذ عن الذهاب إلى المدرسة بعد أن انتقل زملاؤه إلى مرحلة أعلى هذه الظاهرة تحتاج من الوالدين مزيدًا من الاهتمام في محاولة للوقوف على أسبابها، فقد يكون السبب في كثرة المشاكل الأسرية- كما يقول علماء التربية- وقد يكون السبب في عدم وجود نظام غذائي صحي، أو قد يكون السبب نفسي بحت.
فروق فردية:
في البداية يلفت نظرنا الدكتور سعيد إسماعيل علي- أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس- إلى ظاهرة تكدس الفصول بالطلاب في عالمنا الثالث، الأمر الذي لا يعطي المعلم فرصة مناسبة لمتابعة مدى انتباه جميع التلاميذ للدرس، مشيرًا إلى أنه من الطبيعي أحيانًا أن يسرح الطالب، فإذا ما تمكن المعلم من ملاحظة ذلك يستطيع أن يغير من طريقة الشرح والتدريس، مع مراعاة التركيز على الطلاب غير المنتبهين، واستخدام بعض الأدوات والوسائل الحديثة التي تجذب الانتباه. ويجب على المعلم أن يدرك أن الله سبحانه وتعالى خلقنا مختلفي الاستعدادات والقدرات وعندما لا يراعي المعلم هذه الفروق محاولًا وضع التلاميذ في قالب واحد من حيث طريقة التعليم ومحتواه وأسلوب التعامل، فسوف يظلم عددًا غير قليل من ضعاف المستوى الذين يحتاجون إلى رعاية أكثر وجهد أشد، وإلا تسبب في مزيد من التأخر الدراسي. ويحذر د. سعيد الآباء والأمهات من خطورة تحميل الأبناء بأعباء كثيرة في فترة الدراسة حتى لا يتشتت تركيزهم، لأن هذه المشكلات قد تؤدي إلى استقطاب تفكير هؤلاء الطلاب بعيدًا عن متابعة الدراسة، لذا ينبغي أن نُجنِّب الأبناء والصغار الانغماس في مشكلات الأسرة، أما في مراحل التعليم المتقدم والجامعة مثلًا، فيمكن للأبناء أن يتشاوروا في بعض مشكلات الأسرة حتى يتعودوا في المستقبل على مواجهة المواقف الصعبة. كما أن ممارسة الطلاب للأنشطة الرياضية والفنية والاجتماعية من شأنها أن تذهب الملل والفتور، وتجدد اليقظة العقلية والانتباه الحسي مما يساعد على التركيز، وبالتالي متابعة الدراسة، يضاف إلى ذلك أهمية التبكير في النوم والاستيقاظ، وتناول طعام الإفطار، والبعد عن المنبهات مثل الشاي والقهوة والمياه الغازية، هذا فضلًا عن استخدام بعض الأساليب التربوية في تحفيز الطلاب على الجد والاجتهاد من خلال بعض الهدايا، وتقديم النصائح برفق وشفافية.
الطفل والأسرة والمدرسة:
ويعدد د. عبد العزيز السعيد الشخص- الأستاذ بقسم الصحة النفسية بكلية التربية بجامعة عين شمس- الأسباب التي تؤدي إلى قلة تركيز الطفل في الدراسة، ومن ثم التأخر الدراسي في:
- أسباب خاصة بالطفل مثل الاضطرابات العضوية التي تمثل له الأمراض المعدية، وسوء استخدام العقاقير الطبية أثناء الحمل، وسوء التغذية، فضلًا عن العوامل الوراثية، كما قد ترجع إلى اضطرابات الحواس أو الاضطرابات الناتجة عن خلل في الجهاز العصبي المركزي.
وقد يرجع التأخر الدراسي إلى الاضطرابات النفسية التي يتعرض لها الطفل مثل ارتفاع مستوى القلق أو ضعف الثقة بالنفس أو النشاط الزائد، أو سلبية مفهوم الذات، أو سوء التوافق الشخصي والاجتماعي، أو الشعور بالنبذ والنقص، وتوقع الفشل، وعدم الاتزان الانفعالي. وهناك أسباب خاصة بالأسرة مثل: اضطرابات العلاقة بين الزوجين كما يظهر في الشجار المستمر، والتهديد بالانفصال وقسوة الوالدين، وشعور الطفل بالإهمال من قبل والديه، وعدم احترام آراء الطفل والسخرية منها. وكثرة عقاب الطفل دون مبرر، والتفرقة بين الأبناء في المعاملة، وانتشار الأمية بين الآباء والأمهات. وهناك أسباب ثالثة خاصة بالمدرسة مثل: عدم كفاءة العملية التعليمية، أو سوء التدريس، أو عدم كفاءة المعلم أو صعوبة المادة التعليمية وعدم ترابطها أو عدم ارتباط المقررات الدراسية بحياة الطفل، وقسوة المعلمين وتسلطهم على الأطفال وعدم ترغيبهم في المادة الدراسية، وكثرة استخدام التهديدات والتهكم على الأطفال وتخويف الطفل من الفشل، وعدم توافر الأفنية المناسبة لممارسة الأنشطة الرياضية، وكره الطفل للمعلم.
العلاج:
وللوقاية من ظاهرة قلة الانتباه وما يترتب عليها من التأخر الدراسي ينصح الدكتور عبد العزيز ببعض العلاجات:
أولًا: علاج وقائي عبر توفير الرعاية الصحية المناسبة للأمهات أثناء الحمل، ثم توقيع الكشف الطبي على الأطفال قبل التحاقهم بالمدارس واستمرار الكشف على حواس الأطفال، وخاصة حاستي السمع والبصر للمساعدة على النمو السليم، ومن ثم على التعليم بصورة جيدة.
ثانيًا: على صعيد الأسرة يجب توفير برامج الإرشاد المناسبة لتوعية أولياء الأمور لمساعدة أبنائهم بتجنب التوترات والشجار، وتوفير المناخ الأسري الجيد للطفل كي يستذكر دروسه دون عناء كبير، وتجنب تعنيف الطفل باستمرار، وعدم دفع الطفل إلى الدراسة عنوة، وتجنب نقد الطفل كثيرًا، وتنظيم وقته وتعويده على القراءة.
ثالثاً: دور المدرسة وهو يتمثل في تدريب المعلمين على أساليب القياس والتشخيص والملاحظة الدقيقة لسلوك الأطفال، وإعطاء أولويات للمهارات أو المهام التعليمية، وعدم تكليف الأطفال بكثير من الواجبات المدرسية.
نظام غذائي متكامل:
وعن علاقة التغذية بالقدرة على التركيز، يرى د. حسني حميدة- أستاذ الصناعات الغذائية بزراعة القاهرة- أنه من الأفضل اتباع أساليب التغذية المثلى التي تمد الفرد بجميع العناصر الغذائية الأساسية- وبالكمية المثلى- أيضاً- لأنه عند تحقيق النظام الغذائي المتكامل تتحقق المحافظة على صحة وسلامة الفرد، والقيام بالمجهود المطلوب، ومنها التحصيل أو الاستذكار وهناك مجموعة من الإرشادات الغذائية التي يفضل اتباعها لهذا الغرض- كما يقول د. حميدة- وهي:
-تناول الأغذية الغنية بمصادر الفيتامينات مع الأغذية الغنية بالحديد؛ حيث يؤدي ذلك لزيادة امتصاص عنصر الحديد، والحماية من الأنيميا بالإضافة إلى الأغذية الغنية بالكالسيوم والفوسفور.
-الإقلال بقدر الإمكان من معوقات امتصاص الحديد في الجسم مثل المشروبات المنبهة، وعلى الأخص الشاي، خاصة بعد الأكل مباشرة.
-الاهتمام بنوعية الأغذية التي تقاوم الأنيميا. حيث إن من أضرارها انخفاض درجة الذكاء وضعف قدرة الأداء الذهني مع تغيرات سلبية في السلوك العام مثل انخفاض درجة النشاط وعدم الانتباه.
- ويضيف د. حميدة من الطرق التي تقاوم الأنيميا تناول الأغذية الغنية بالحديد مثل: ٢ بيضة، كوب حمص الشام، كوب بليلة باللبن أو 8 ثمرات تمر، أو ٢ ثمرة تين شوكي، أو ٢ شريحة شمام، أو نصف كوب فاصوليا خضراء أو سبانخ، أو ملوخية، أو عدس أو ترمس، أو ملعقة عسل أسود، حيث يعطي أي منها على الأقل ١٠٪من احتياجات الجسم من الحديد. كذلك تناول الأغذية الغنية بفيتامين (C) مثل القرنبيط وورق العنب، الملوخية، الشمام، التوت، مع الأغذية الغنية بالحديد لتحسين استفادة الجسم أكثر من الحديد. ومن المهم تناول وجبات متكاملة بعناصر النحاس مع الحديد لتكوين هيموجلوبين الدم. وهذا يتحقق عن طريق استخدام شريحة قلب بقرى مع كمية من بقدونس طازج أو كوب بليلة باللبن مع ملعقتي سمسم، أو تناول شريحتي شمام مع ملعقة فول سوداني، مع المحافظة على تناول أغذية غنية بفيتامين (ب 12) مثل الزبادي مع عصير البرتقال، لوبيا جافة أو بيض مع نصف كوب فول مدمس بالإضافة إلى ذلك استخدام عصير الليمون الذي يعمل على مقاومة نقص إفراز الكبد وعلاج انخفاض الضغط. ويقول د. فكري عبد العزيز – استشاري الطب النفسي ورئيس الجمعية المصرية للمعاقين- إن التركيز هو طاقة وقدرة عقلية على الاحتفاظ بالمعلومات واستدعائها عند الحاجة إليها، ولكي تكون عملية التركيز قوية لا بد من إحاطة الطالب ببيئة صحية شكلًا وموضوعًا.
الاتجاه لانتخاب ملكة جمال الأردن يواجه معارضة واسعة
• المعارضة لم تقتصر على الإسلاميين بل شملت اليساريين والهيئات النسائية.
عمان: أسامة عبد الرحمن
الكشف عن نية أحد الأندية النسائية تنظيم حفل لاختيار ملكة جمال الأردن «مس جوردان ۹۸» ثالث أيام عيد الفطر المبارك أثار ضجة واسعة في الأردن وأعربت دوائر عدة عن غضبها ورفضها لهذه الخطوة واعتبرتها تجاوزًا للقيم والأخلاق والأعراف وامتهانًا لكرامة المرأة، ولم يقتصر الرفض على الإسلاميين، بل تجاوزه ليشمل اتحادات نسائية ورموزًا يسارية. منظمو الحفل لم يعلنوا حتى اللحظة عن إقامة المسابقة بصورة رسمية، وكانوا يقومون بإجراء الترتيبات بهدوء بعيدًا عن الإعلام ولكنهم فوجئوا بتسرب الخبر، حيث كانوا قد وجهوا كتبًا إلى شخصيات بارزة من بينها وزراء للمشاركة في لجنة التحكيم لاختيار «فتاة الأردن»!! وأشارت هذه الكتب إلى أن المسابقة ستبث على الهواء مباشرة على إحدى المحطات الفضائية العربية. وبعد الضجة التي أثيرت حول الموضوع حاول منظمو الحفل التخفيف من ردة الفعل الغاضبة بالتأكيد على أن المسابقة لن تتضمن تجاوزات للقيم أو الأخلاق.. ولكن الكتب التي وجهت إلى أعضاء لجنة التحكيم أشارت بوضوح إلى أن اللياقة البدنية والأوزان والأطوال والمقاييس ستكون من بين أسس اختيار ملكة جمال الأردن ۱۹۹۸م. وكانت محاولة سابقة لاختيار ملكة جمال الأردن قبل عدة سنوات قد فشلت وأجهضت بسبب المعارضة الواسعة لذلك، ويشكو الإسلاميون في الأردن من تزايد تنظيم عروض الأزياء مؤخرًا، وكذلك حفلات الفنادق وبرامج التلفزيون الأردني التي يؤكدون أنها لا تلتزم بالقيم الإسلامية.
الدكتور عبد اللطيف عربيات- رئيس مجلس النواب الأسبق والأمين العام المساعد لجبهة العمل الإسلامي- قال إن تنظيم مسابقة لاختيار ملكة جمال الأردن تقليد أعمى مخالف لقيمنا وعاداتنا، في حين قال عضو المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان المسلمين سالم الفلاحات إنه تحت حراب اليهود وفي زمن علوهم واستكبارهم نسمع عن إجراء هذه «المصيبة» التي تقدم الرذيلة فيما قلوب الأردنيين مكلومة وهي ترى مقدساتها تعبث بها أرذل الأمم، وتساءل: كيف يحدث هذا في أرض الحشد والرباط وفي جوار الأقصى؟ في حين عبر النائب السابق والمتحدث باسم جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور عن صدمته وقال: أرجو ألّا يكون الخبر صحيحًا، أما إن صح فإن هذا الأمر يدل على استخفاف المسؤولين بقيم وأصالة الشعب، وحذر من أن مثل هذه الممارسات تستفز الشعب الأردني وتخرج عن قيمه.
وقال الدكتور على الصوا- عميد كلية الشريعة في جامعة الزرقاء- إن هذا الأمر يدخل في باب إشاعة الفاحشة، وعلى كل مسلم مسؤول منع مثل هذا الاحتفال واستنكاره بكل الوسائل الممكنة، فيما اعتبر الدكتور محمد أبو فارس المسابقة جريمة أخلاقية في حق القيم الإيمانية والمعاني الإسلامية، وأضاف أنه لا يتصور أن إنسانًا يملك ذرة من شرف أو دين أو خلق ينغمس في الرذيلة لهذه الدرجة.
سالم النحاس- أمين عام حزب الشعب الديمقراطي «يساري»-قال إن إقامة مثل هذه المسابقة امتهان فعلي لكرامة المجتمع، وأن هذه النشاطات تعبر عن ترف اجتماعي في الوقت الذي تتعرض فيه قطاعات واسعة من الشعب للضغط الاقتصادي، وقالت إميل نفاع- إحدى أبرز قيادات الحزب الشيوعي وأمينة سر اتحاد الجمعيات الخيرية- إنها ضد استخدام هذه الوسائل التي تعتبر المرأة سلعة تباع وتشترى. واعتبرت رئيسة اتحاد المرأة الأردنية آمنة الزعبي تنظيم المسابقة خطوة إلى الوراء في مجال تحسين وضع المرأة الأردنية وتكريساً للصورة النمطية عن المرأة في أنها عبارة عن جمال فقط، ودعت النساء الأردنيات إلى عدم خوض هذه المهزلة، فيما قالت مهدية الزميلي- رئيسة الاتحاد النسائي الأردني العام سابقاً- إن مثل هذه التصرفات تضيف إهانة كبيرة للمرأة عندما يتاجر بجسدها مقابل مبلغ من المال. منظمو الحفل منزعجون للغاية من ردة الفعل الغاضبة، ولكن ما هو غير معروف حتى الآن، قرار المنظمين في التراجع عن الخطوة أو المضي فيها ضاربين عرض الحائط بكل الاعتراضات.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل