; «طوفــــان الأقصـــــى».. وغيـــــــــــــرة الرجــــــــــال! | مجلة المجتمع

العنوان «طوفــــان الأقصـــــى».. وغيـــــــــــــرة الرجــــــــــال!

الكاتب منى عبدالفتاح

تاريخ النشر الأربعاء 01-نوفمبر-2023

مشاهدات 23

نشر في العدد 2185

نشر في الصفحة 61

الأربعاء 01-نوفمبر-2023

ليست الغيرة على الزوجة، كمعنى وقيمة وخلق كريم، بمعزل عن غيرة المسلم على المسجد الأقصى المبارك، وما يتعرض له من تدنيس وهدم واقتحامات من قبل المحتل الصهيوني الغاشم.

من شأن المؤمن أن يغار على عرضه، ولا خير فيمن لا يغار، فكيف يهنأ وهو يرى يد المغتصب تنتهك حرمة نساء القدس، وتخدش حياء زهراوات «الأقصى»، وتنكل بعجائز وأمهات فلسطين.

لقد اعتبر الإسلام دفاع المسلم عن عرضه جهاداً، ومن يضحي بنفسه من أجل غيرته على الإسلام يوضع موضع الشهداء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مالِهِ فهوَ شهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِه فهوَ شهيد، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دينه فهوَ شهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ أهله فهوَ شهيدٌ».

إن الغيرة من مظاهر الرجولة، فكان رجال «الأقصى»، ومجاهدو فلسطين، وأبطال المقاومة، وأشاوس «القسام»، خير من غاروا على عرضهم ووطنهم ومقدساتهم ومساجدهم، فانتفضوا يحررون الأرض، ويلقنون العدو درساً قاسياً، لن ينساه على مر التاريخ.

إن الغيرة تعظيم لشعائر الله، وحفظ لبيوته، وصيانة للأعراض، وحفظ للحرمات، بل هي جهاد في سبيل الله، ترفع من يغار إلى مرتبة الشهيد، إذا قتل في سبيل الدفاع عن عرضه، وماله، ونفسه، ودينه.

إن الغيرة هي عنوان ما يحدث في فلسطين اليوم، وهي الدافع وراء «طوفان الأقصى»، طوفان يغار على الأرض والعرض، يغار على النفس والمال، يغار على مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكلما ثارت الغيرة، زادت النخوة، وارتفعت الكرامة، وتطهرت النفوس، ونفضت الأمة عن نفسها ثوب الدياثة والعار، والذل والمهانة، فصارت مرفوعة الرأس بين الأمم، لها ألف حساب في موازين القوى، يخشى العدو غضبتها، ويدرك كيف تكون غيرتها، وكيف ما سيلقاه من ثأرها.

الرابط المختصر :