العنوان عالم الأطفال.. عقَد النقص عند الموهوبين!
الكاتب مجلة المجتمع
تاريخ النشر الثلاثاء 31-أغسطس-1971
مشاهدات 18
نشر في العدد 75
نشر في الصفحة 27
الثلاثاء 31-أغسطس-1971
عالم الأطفال
عقَد النقص عند الموهوبين!
قد يبدو غريبًا لنا أن يشعر الطفل الموهوب بالنقص، ولكن كثيرًا ما تكون هذه الحقيقة الواقعة، فهو يعرف أنه مختلف عن الآخرين، وليس ثمة أخطر من هذا الشعور بالنسبة لغالبية هؤلاء الأطفال.
هل تذكر كيف كنت تود وأنت صغير أن تلبس كما يلبس سائر الأطفال وكيف كنت تشعر بالألم حينما كان يستعصي عليك ذلك؟ ألم تكن تشعر أنه يجب ألا يختلف ملبسك عن الآخرين حتى ولو كانت ملابسك أكثر جودة وأحسن منظرًا مما يلبسه الآخرون؟
إن قدرات الطفل الموهوب كثيرًا ما تفصله عن الآخرين وتجعله يشعر أنه مختلف عنهم، وأنه نتيجة لهذا أقل منهم، ولذلك فان إحدى المشكلات الشخصية الخطيرة التي يلاقيها الطفل الموهوب هي أن يكيف نفسه لهذه الفروق بينه وبين الآخرين.
حيرة في الاختيار
قد يجابه الطفل العبقري صعوبات في اختيار مهنته للمستقبل، وذلك يرجع إلى يسر كثير من الدراسات بالنسبة له، ولأنه قد يميل إليها جميعًا على اختلاف ألوانها، ويستطيع أن يجيد ويتقن كثيرًا منها، ولهذا فإنه قد يجد صعوبة في تركيز طاقته في ميدان واحد منها فقط، وعلى الرغم من أن إمكانياته المهنية قد تكون متنوعة فهو لا يزال مضطرًا لأن يختار ميدانًا مهنيًا واحدًا، وحين يكون لدى الحدث ولع حقيقي واهتمام شديد بأكثر من ميدان واحد، فإن ذلك قد يؤدي إلى مشكلة صعبة حقًا، واختيار الطفل الموهوب لمهنة ما يتعقد أحيانًا إذا كان العمل الذي يناسب ذوقه ومواهبه لا يسع أسرته أن تنفق عليه فيه، وهذه حالة شائعة بين الموهوبين، الأمر الذي يجعل الحاجة ملحة إلى منحهم إجازات دراسية ومعونات مالية.
تجنب العقبات
وبالرغم من وجود عقبات كثيرة في طريق النمو السوي للطفل الموهوب، فإنه يمكن تجنبها عادة بمساعدة الكبار الذين يقدرون هذه المشاكل، والطفل محتاج إلى هذه المساعدة قبل بلوغه الثانية عشرة، ذلك لأنه يواجه في مستهل حياته أعنف الصدمات وأشدها، وعليه أن يستجمع كل قواه لكي يمر فيها بسلام.
وكلما كبر الطفل استطاع استغلال ذكائه بشكل فعال في حل مشاكله الخاصة وفي السيطرة على مجرى حياته وتوجيهها.
ولما كان الأطفال الموهوبون يفوقون الأطفال العاديين في حساسيتهم فهم يميلون إلى أن يكونوا أكثر تحليلًا وفهمًا لأنفسهم وأسرع وأنجح من زملائهم في التغلب على مشاكلهم، فالطفل الموهوب الذي لا يندمج مع الجماعة مثلًا قد يساعده ذكاؤه العالي في التعرف على كيفية التغلب على الشعور الذي يساوره عندما يوجد في هذا الموقف.
ولا شك أن المدرس أو الأب أو الموجه، يستطيع في كثير من الأحيان أن يساعد الطفل الموهوب على التعرف على مشاكله، وعلى إيجاد الحلول لها، ومع هذا فإنه يبدو لنا أن القدرة تتبعها البصيرة، ولولا هذه البصيرة لما استطعنا أن نختبر ونفحص أنفسنا ثم نبدأ في تعديل تصرفاتنا.
حاجة الموهوبين إلى معونتنا
وليس معنى هذا على الإطلاق أن الطفل الموهوب يمكنه الاكتفاء بذاته والاستغناء عن مساعدتنا وتوجيهنا إياه، ولكنه دون شك محتاج إلى المساعدة والتوجيه والحب والتقدير والفهم لكي يصل إلى المرحلة التي يستطيع فيها أن يوجه حياته ويدير شئونه ويحل مشاكله.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكل