; عبد اللطيف المانع يقول: | مجلة المجتمع

العنوان عبد اللطيف المانع يقول:

الكاتب حسين عبد الله

تاريخ النشر الثلاثاء 16-يونيو-1970

مشاهدات 11

نشر في العدد 14

نشر في الصفحة 18

الثلاثاء 16-يونيو-1970

عبد اللطيف المانع يقول:

●     خسرت الشركة لأنها ملتزمَة

●     مائة سيارة جديدة في الطريق

●     لَدينا أكبر ورشة بالشرق الأوسط

تحقيق بقلم حسين عبد الله

بانتباهة رجل الأعمال الخبير بأمورها المتشابكة وبكل ما تتحلى به شخصية الرجل الناجح البساطة، الفهم، الإدراك السريع، النباهة كل هذه الصفات تجمعت في شخصية نائب مدير شركة المواصلات الكويتية السيد/ عبد اللطيف المانع الذي رأت المجتمع أن تعطي المواطنين الصورة الصادقة لهذه الشركة الوطنية التي كثرت الأقاويل حولها، مشيرًا إليها البعض بسبابة الاتهام والبعض الآخر من فعاليتها في بلد كالكويت تكاد تكون عدد السيارات فيه أكثر من عدد الأفراد، وقد تداولت الألسن أخيرًا قصة خسارة هذه الشركة وبدأت الإشاعة تنمو إلى أن كانت إحدى جلسات مجلس الأمة الماضية الذي صدّق تلك الشائعة وأكد أحد الأعضاء بقوله إن شركة المواصلات وهي شركة وطنية قد خسرت..

ومن خلال هذا المنطق كان على المجتمع أن تسارع الخطى في الطريق الذي شقته والتقت بالسيد/ عبد اللطيف المانع الذي تفضل مشكورًا فأجاب بروح الإخاء والصراحة اللامتناهية على كل الأسئلة التي طرحت، قال السيد/ المانع:

في 1965 ولدت شركة المواصلات وكانت نظرات الأكثرية من أبناء هذا البلد تؤكد عدم نجاحها، ولكننا بذلنا الكثير وسنبذل الأكثر حتى يتحقق لنا الهدف المنشود، وهو تأمين وسائل المواصلات لكل بيت في كل منطقة من مناطق الكويت، وهذا هدف بحد ذاته عسير، ولكن مع الصبر والعمل والمثابرة سيتحقق بإذن الله.. لقد تنوّعت مجهوداتنا ونحن نأخذ شركة المواصلات في لندن نموذجًا مثاليًّا لنا وهذا بحد ذاته أعلى مستوى لشركة مواصلات موجودة في العالم: إنني راضٍ عما وصلنا إليه ولكن بقي الكثير والكثير جدًّا، لقد بدأنا السير وأي توقف عن هذا التقدم يعني التأخر؛ لأن العالم يتقدم.. وقد استطعنا تنفيذ العقد المبرم بيننا وبين وزارة التربية ويعني تأمين وسائل النقل للطلبة، وقد قمنا بذلك على ما يرام وعلى الوجه الأكمل.

▪        كم عدد الباصات الموجودة الآن والتي تعمل على الخطوط؟ وكم عدد الخطوط؟ 

-        682 سيارة تعمل مجهزة الآن وهي قادرة على استيعاب عدد هائل من الركاب في اليوم الواحد، منها 450 لنقل الطلبة. أما عدد الخطوط فهو عشرون خطّا، مغطين بهذا العدد كل مناطق الكويت...

▪        يشاهد في أكثر الأحيان الحافلات عاطلة بالطرقات.. فما هو السر في ذلك؟

- شيء بديهي، ولكن أكثر الحوادث انتشارًا «البنشر»، وهذا كما تعلم لا نستطيع أن نجابهه، وقد حدث أن وجدنا بعضًا من السائقين يقومون بوصم عجل السيارة بمسمار حتى يخفف ذلك من نشاطه ويأمل من خلاله أن يستريح لمدة ساعة أو ساعتين من عناء العمل، وقد كُشفوا وتم فصلهم.. ونحن ندرس الآن موضوع إنشاء فرن خاصة للعطل تباشر عملًا بسرعة وبجدارة في حال عطل السيارة، علمًا أننا الآن نقوم بنفس المهمة ولكن بطريقة معروفة لدى كل شركات المواصلات في العالم بقاء 25% من عدد الباصات كاحتياطي يساهم بدوره بعد العطل والفرق التي ذكرت ستظل وبلا شك من هذه الحوادث.

▪        بالنسبة إلى صيانة السيارات.. فكيف تتم وماذا طرأ عليها من تقدم؟

-         نحن نملك الآن أكبر ورشة ميكانيكية موجودة في الشرق الأوسط وهذا يعطي الشركة ميزة فريدة من نوعها؛ فهي تستطيع الآن أن تفي بالغرض المطلوب الذي أقيمت من أجله، لا بل و أكثر منه.

▪        مظلات السيارات ليست كافية وهناك عدة طرق ومواقف لم تشملها هذه المظلات.. فما هو السبب في ذلك؟

-        هناك مائتا مظلة منتشرة في أنحاء المناطق، ولكن هذا العدد لا يكفي، وهذا عائد إلى بلدية الكويت، حيث تم الاتفاق على تغطية هذا المشروع، ولكن الذي حدث أن البلدية قامت بتسليمنا المائتين فقط وقد وعدتنا بإتمام الباقي في المستقبل؛ ونظرًا لعدم تخصيص أي مبلغ في ميزانية البلدية لهذا السبب قررنا أن نقوم بالمشروع وبعد حصول البلدية على المبلغ يدفع للشركة وقد وافقت البلدية على ذلك.

توزيع الخطوط هل هو توزيع عادل، وكيف يتم فعلًا، إنني أرى خط 17 وخطوط أخرى تسير خالية، وهي بنفس الوقت لا تفي بالغرض المطلوب منها.. فكيف يحدث هذا؟

-        توزيع الخطوط يتم بكل دقة على خارطة مناطق الكويت ويشمل كافة المناطق، آخذين في الاعتبار مدى الكثافة السكانية لكل منطقة، ومن خلال ذلك يتم توزيع الحافلات على خط هذه المنطقة؛ فمثلًا خط ١ وهو الخط الذي يربط وسط المدينة ببعضها أمنا له وجود سيارة خلال ٦ دقائق، بنفس الوقت خط ۲، مع عدم وجود الاحتياج لهذا الخط نظرا لقلة مستعمليه، فإننا ملتزمون أن نُسيِّره وهو يسير ولو لم يجلب للشركة أي مبلغ وفترة التقاطر فيه ١٨ دقيقة لكل سيارة.

◘ في حالة حدوث أي حادث للسيارة ما هي الإجراءات التي تتخذها الشركة من أجل الركاب الذين دفعوا ثمن التذاكر وحسبوا حساب الوقت؟

-        تقوم الشركة أولًا بإرسال سيارة من السيارات الاحتياطي لتغطية ذلك، ثم ترسل فردًا معترفًا به من قبل الشركة ووزارة الداخلية ليحقق في الموضوع، كما تقوم الشركة بكفالة السائق حتى يأتي يوم محاكمته.

◘ في أكثر الأحيان نشاهد امرأة عجوزًا أو رجلًا يحث خطاه محاولًا الوصول إلى إشارة المواصلات، وفي الوقت الذي يصبح قربها تكون السيارة قد مرت عليها فلا تقف.. فما هو رأيكم؟

-        خوفًا من أن تعطي للسائق صلاحيات أكثر يعرقل في خلالها السير بل ويمكن أن تكون النتيجة أن السيارة التي تسير وراءه تعلم أن الموقف فقط على الإشارة، فمع هذا التناقض يكون طريقًا مفتوحًا للحوادث. ولكن مع كل هذا فأنا شخصيًا أتجاهل كل التقارير التي تصلني من هذا النوع.

◘ المحصل. السائق، وهما الأكثر احتكاكًا بالمواطنين، وعليه فيجب أن يكونا في المستوى اللائق.. فهل وضعت هذه النقطة موضع الاهتمام؟ وكيف يتم اختيارهم؟ وهل تواجهون متاعب من جراء ذلك؟

-        أما في هذا فحدّث ولا حرج، لأن من اللا معقول أبدًا أن نجري مثل تلك الاختبارات مسبقًا، لأن السائق الذي يود أن يعمل يتلون بكل معاني الطيبة والفضيلة حتى يستلم العمل وبعدها يقرع بالدف على ما يشاء؛ ولذلك فقد اتخذنا كافة الإجراءات القوية للضرب وبقوة وبلا رحمة على كل من تسول له نفسه أن يتلاعب بالأخلاق وبالمثل العليا خصوصًا وهو يعمل في أدق مناطق الخدمة العامة، ومقابل هذا العنف فقد دفعنا ۳۰۰۰ دینار کجوائز تقديرية نظرًا لتفهمهم للمشاكل وامتثالهم لطاعة رؤسائهم كما أعطينا عشرين ساعة تقديرية للمثالين.

◘ هل تأمل الشركة زيادة عدد الخطوط والسيارات؟

-        نعم وهناك مناقصة ستجري خلال الشهر القادم لاستيراد مائة سيارة جديدة وقد وضعنا كافة الترتيبات لذلك، لأن هناك متطلبات أكثر، ومما يقف الآن في الطريق « الطرق المعبدة» فنحن لا نريد أن نقيم خط سير على طريق غير معبد، أما متى ما تعبّدت كل الطرق في الكويت أقول سنستطيع أن نفي بالخدمة العامة على ما يرام.

◘ نرى أن أكثر السيارات تسير في بعض الأحيان بسرعة، ويقال إن السائق يحاول بهذا أن يأخذ قسطًا من الراحة في المجمع لأن الوقت محسوب عليه؟

-        في كل سيارة عداد خفي يستطيع أن يحسب بالكيلومتر مدى السرعة، وإذا حاول السائق أن يفصل هذا العداد فهناك ساعة تُنبئ عنه.

◘ كيف تحكم على الخط بأنه يحتاج إلى سيارات أكثر أم لا وما هو مرد ذلك؟

-        سبق وأن قلت إن إیراد الخط وهو الذي يترك الفرصة لزيادة عدد السيارات، وأضيف في كل يوم يصلني تقرير يومي عن النسبة بالساعة وبالكيلومتر الواحد للركاب في كل الخطوط، ومن خلال هذا التقرير نحكم على الخط.

◘ هل تأمل الشركة أن تصبح وزارة في يوم ما وماذا تفضل؟

-        أفضلها أن تبقى كشركة لأن الوزارة ستقيد العمل بروتينها الوزاري وهذا سيفقد الشركة الطابع الحيوي الذي تخطوه، تصور أن في الشركة آلة تطبع کل کارت موظف في الساعة التي يصل فيها وفي حين انتهاء العمل يطبع الكارت مرة أخرى الذي يبقى في حوزة الإدارة ويسلم في ساعة نهاية العمل اليومي في الوزارة يوقع الموظف وبعدها ينتهي كل شيء، أما نحن فلا.

◘ هل تصلك شكاوى من المواطنين؟

-        يصلنا عدد كبير من الشكاوى ونأمل أن يصلنا الأكثر؛ لأننا في حاجة لأن نعرف جوانب النقص التي تحيط بنا، وليتأكد كل مواطن بأن شكواه تأخذ طريقها إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات. وأقول إنه بعد أن ننتقل إلى المبنى الرئيسي سنقيم صناديق في أكثر المحطات يضع المواطن بها الشكوى، وبدورنا بعد أن تصلنا نرد عليها ونطلب المشتكى عليه وهناك مجلس تأديب للعقاب ينظر في الموضوع ويحقق فيه على الفور.

◘ هناك موضوع رئيسي أرجأته الى آخر الحديث، وهو ما الأسباب الرئيسية التي أدت لخسارة الشركة؟

-        الشركة لم تقم للربح بما يوازي أنها تملأ فراغًا حيويًا ومهمًّا وتؤدي دورها في الخدمات العامة. هذا أولًا، ثانيًا: إننا نُسيِّر خطوطًا لسنا بحاجة إليها إطلاقًا ولكننا ملتزمون بها.

ثالثًا: أقول وكلي رضى في هذه السنة سنعوض الخسارة، بل وهناك أمل كبير في أنها ستضفي شيئًا من الأرباح يقدر بـ 5%، وهي بهذا أول شركة وطنية في الكويت تصل إلى مستوى الربح في سنوات قليلة من عمرها.

◘ ما هي النصيحة التي تحب أن توجهها للعاملين في الشركة أو للمواطنين بوجه عام؟

-        لكل عامل في الشركة عليه أن يحافظ أولًا وأخيرًا على سمعة الشركة التي يعمل بها؛ فالأخلاق الحميدة هي وقبل كل شيء «النظرة التقديرية» التي نأمل أن نوصف بها وهذا لن يتم إلا قدر أولئك الذين يحتكون بالمواطنين عن قرب... أما من أهمل الأخلاق أو المثل العليا فلا مناص من طرده من العمل ووضع اسمه في القائمة السوداء، هذا للعاملين. أما للمواطنين.. فأناشدهم أن يتعاونوا بقدر الإمكان مع العاملين في الشركة أو أن يتصلوا بأسرع وقت ممكن بإدارة الشركة عندما يقوم أحد هؤلاء: المحصل. السائق. المفتش بأي تقصير أو شذوذ أخلاقي حتى يتم تأديبه، وليتأكد المواطن من التذكرة التي يعطيها له المحصل خوفًا من أن تكون مستهلكة لراكب آخر نزل فاستغل المحصل هذه الفرصة وهذا يعني الاختلاس.

 

أمنيتك الخاصة؟ أمنيتك العامة؟

أمنيتان: الأولى وهي الكبرى أن تتحرر الأرض العربية المغتصبة، والثانية أن أرى شركة المواصلات الكويتية في المستوى اللائق بها.

وترکت مكتب السيد/ عبد اللطيف المانع وأنا على يقين من أن شركة تحت إدارة مثل هذا الشخص الواعي والناضج لا بد أن تنجح.

الرابط المختصر :