العنوان في ذكرى المولد!
الكاتب أ. عبد الله محمد عبد الله
تاريخ النشر الثلاثاء 19-مايو-1970
مشاهدات 25
نشر في العدد 10
نشر في الصفحة 26

الثلاثاء 19-مايو-1970
● محمد صلى الله عليه وسلّم الأسوة والقدوة
● عموم رسالة الإسلام وشمولهَا
● دعوة نصارى العرب إلى الإسلام
● تبليغ الدعوة الإسلامية لسائر الأمم والشعوب
في ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم تتجه القلوب والأفئدة إلى الله بارئ النسمات بالشكر والامتنان، ويتهيأ المسلمون في مختلف أقطارهم وأمصارهم للاحتفال والاحتفاء بذكرى مولده الشريف والوقوف على جوانب من حياته صلى الله عليه وسلم وهو الأسوة والقدوة؛ فما أشد احتياجنا- نحن المسلمين- إلى أن نأتم برسول الله في قوله وعمله في خلقه وفي جميع شؤونه وأحواله، ما أحوج الإنسانية جمعاء إلى أن تقف قليلًا وتفكر مليًّا في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وأهدافها لعلها تعي وتتدبر- وترشد أو تسترشد- وهي الطافحة بالشرور. الخافقة للوصول إلى النور. الجانحة عن طريق الرشد والصواب. الجامحة عن الحقائق واللباب تدور في حلقة مفرغة لا تعرف ما تريد ولا تستطيع البلوغ إلى ما تريد.
اجتماعات ومؤتمرات تُعقد، وخطب وعظات تلقم وتسدد، وكلمات الأسى والأسف تتكرر وتتردد، وعصبة للأمم تفنى وهيئة للأمم تولد وسنون وأعوام تمضي والإنسانية بآلامها وأحزانها تتردى وتتجلد، وأسلحة للفتك والدمار- زعموا- أنها للسلام تُبتكر وتمهد -فالقوي سيد يستعمر ويستعبد- والضعيف عبد يُستعمر ويُستعبد- قال إنها الحضارة يا صاح فقلت بل إنها الحضيض وذل الأبد.
ليس في هذا كله ولا في بعض منه ستدرك الإنسانية مطمحها وتحقق البشرية أملها ومطمعها، ولا على أيدي هؤلاء يُنتظر تفريج الكروب وتخفيف الويلات والخطوب، إن الخير كل الخير فيما كان مصدره الخير، ولا خير إلا في دين الله الحق وهو الإسلام، ولا خير إلا في رسالة محمد عليه السلام، ولا رشد يرتجى ولا خير يؤمل إلا إذا اتخذت الإنسانية رسول الله للإنسانية قدوة وأسوة، واحتكمت إليه في كل لفظة وخطوة، ورجعت إليه في كل روحة وغدوة، وعرضت عليه كل همسة ونجوة، فما وافق هديه وهداه فهو الخير كل الخير وما خالفهما فهو الشر والكيد.
﴿فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليمًا﴾ (النساء: 65).
وصدق الله العظيم حيث يقول: ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ (الأحزاب: 21).
فهو النور الذي أنار الله به الوجود وأنقذ على يديه الإنسانية من التردي والجحود؛ فاهتدى بهديه من شرح الله للإسلام صدره ويسّر له أمره وأعلى في العالمين ذكره؛ فكانوا بذلك الصفوة بل صفوة الصفوة
﴿مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ (الأحزاب: 23).
فبدل الله سيئاتهم حسنات وأجزل لهم العطاء والمثوبات وبدد على أيديهم جموع الشرك والضلالات.
﴿لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ (الأحزاب: 24).
عموم رسالة الإسلام وشمولها
ليس لي أن أجنح في مقام الاستدلال على عموم رسالة الإسلام وشمولها لغير القرآن الكريم فإنه الكتاب الحق الذي جاء بالحق من الحق، وهو کتاب رب الناس إلى الناس؛ فهو كتاب للعالمين والعالمين أنزله رب العالمين على أشرف وأفضل وأكمل خلق الله أجمعين عبد الله ورسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإذا قال القرآن قولًا أو قرر أمرًا لم يكن ثمة خيار للقبول أو الرفض لأن القائل هو الله ومن أصدق الله حديثًا وقد قال الله في صدر سورة الفرقان: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ (الفرقان: 1) وقال: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾ (الأعراف: 158).
فرسالته عامة للعالمين جميعًا، والعالمون هـم جميع ما سوى الله رب العالمين، وما من نبي أو رسول إلا بشّر أمته وقومه بمحمد رسول الله نبي آخر الزمان، وأنه لو أدركه ما وسعه إلا اتباعه والإيمان به ونصرته لأنه النبي الخاتم والرسول الذي اختتم الله به الرسالة، وأن دينه وحده المهيمن على الأديان كلها إلى يوم الدين، ومعجزته باقية ما بقي الدهر خالدة ما دامت السموات والأرض، كتاب يُتعبد بتلاوته ليلًا ونهارًا سرًّا وجهارًا، آیاته منقوشة في صدور العالمين، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا خلفه، تنزيل من حكيم حميد، وهو الفرقان الذي فرّق الله به بين الحق والباطل؛ فما خالفه من كتب الأولين قضى عليه بالتزييف والتحريف وأنه مؤتفك مائل، وذكر الله عز وجل عن هذا الميثاق الذي أخذه على النبيين والمرسلين في سورة آل عمران قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ * فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ (آل عمران: 81 – 82 – 83). ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ (آل عمران: 85).
دعوة نصارى العرب إلى الإسلام
ليس بين الإسلام والنصرانية فرق كبير ولا بعد مسافة، بل قل ليس بين شرائع الأنبياء والمرسلين منذ نوح إلى خاتم الأنبياء والمرسلين فرق يذكر إلا ما اقتضته طبيعة الدعوة وحالة المرسل إليهم؛ فقد التقت كل الشرائع على دعائم وركائز ابتدأت بالإيمان بالله والدعوة إلى توحيده وتنزيهه والإيمان باليوم الآخر وانتهت بالدعوة إلى العمل الصالح، هذه ركائز دعوات سائر النبيين؛ فإذا ما أقيمت حواجز وانحرافات فاعلم أنها من صنيع عبدة الأهواء والبغي والشيطان ومن تلبيس أحبار السوء والرهبان ﴿لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ﴾ (البقرة: 79).
وإن مثل هؤلاء لا ترجى لهم هداية ولا يهتدون سبيلاً ﴿أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ (البقرة: 75).
وقد ذكر الله في كتابه الكريم أن كثيرًا من الأحبار والرهبان استحبوا العمى على الهدى؛ فموهوا على أتباعهم كذبــًـــا وزورًا وشوهوا وحرفوا وبدلوا في كتب الله ونسبوها ظلمًا وبهتانًا إلى الله؛ لأنها تدعوهم إلى الإيمان بالله والإيمان بالرسول الخاتم، فاستبدلوا بتلك الآيات الهادية المرشدة آيات الكفر والعناد ﴿فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ﴾ (البقرة: 79).
وذلك أن الله تعالى بيّن في كتب الأنبياء السابقين صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنهم مطالبون بالإيمان به؛ فلما بُعث عرفه أهل الكتاب فآمن به من شرح الله صدره للإسلام واستكبر ونأى من حقت عليه الضلالة، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ (البقرة: 146).
ولا يزال بعض كتبهم التي بقيت بعيدة عن التحريف والتبديل تبين بصريح المقال ما يدعو إليه الإسلام من توحيد الله ورسالة محمد رسول الله؛ فهذا إنجيل برنابا ترجمة الدكتور خليل سعادة ونشره السيد محمد رشيد رضا جاء في الفصل السابع عشر (أجاب يسوع يا فيلبس إن الله صلاح بدونه لا صلاح إن الله حياة بدونها لا أحياء، هو عظيم الله حتى أنه يملأ الجميع وهو في كل مكان هو وحده لا ند له لا بداية ولا نهاية له ولكنه جعل لكل شيء بداية وسيجعل لكل شيء نهاية لا أب ولا أم له لا أبناء ولا إخوة ولا عشراء له، ولما كان ليس لله جسم فهو لا يأكل ولا ينام ولا يموت ولا يمشي ولا يتحرك ولكنه يدوم إلى الأبد بدون شبيه بشري)
وقال القرآن الكريم: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ (الإخلاص: 1-4).
وجاء في الفصل السادس والتسعين عندما سأله كاهن اليهود وهل هو مسيا الذي يجدونه عندهم في التوراة؛ فرد قائلًا (لعمر الله الذي تقف بحضرته نفس إني لست مسيا الذي تنتظره كل قبائل الأرض كما وعد الله أبانا إبراهيم قائلاً بنسلك أبارك كل قبائل الأرض، ولكن عندما يأخذني الله من العالم سيثير الشيطان مرة أخرى هذه الفتنة الملعونة بأن يحمل عادم التقوى على الاعتقاد بأني الله وابن الله فيتنجس بسبب هذا كلامي وتعليمي حتى لا يكاد يبقى ثلاثون مؤمنًا حينئذ يرحم الله العالم ويرسل رسوله الذي خلق كل الأشياء لأجله الذي سيأتي من الجنوب بقوة وسيبيد الأصنام وعبدة الأصنام وسينتزع من الشيطان سلطته على البشر وسيأتي برحمة الله لخلاص الذين يؤمنون به وسيكون من يؤمن بكلامه مباركا)، وقال في الفصل السابع والتسعين أجاب يسوع (إن اسم مسيا عجيب لأن الله نفسه سماه لما خلق نفسه ووضعها في بهاء سماوي قال الله اصبر يا محمد لاني لأجلك أريد أن أخلق الجنة والعالم وجمعًا غفيرًا من الخلائق التي أهبها لك حتى أن من يباركك يكون مباركًا ومن يلعنك يكون ملعونًا، ومتى أرسلتك إلى العالم أجعلك رسولي للخلاص، وتكون كلمتك صادقة حتى أن السماء والأرض تهنان ولكن إيمانك لا يهن أبدًا، إن اسمه المبارك محمد. حينئذ رفع الجمهور أصواتهم قائلين يا الله أرسل لنا رسولك، يا محمد تعال سريعًا لخلاص العالم). والتبشير برسول في هذا الإنجيل جاء في فصول كثيرة لا يسع المقام لسرده وإنما نشير إلى هذه الفصول، وهي الفصل الثاني عشر بعد المائة، والفصل السادس والثلاثون بعد المائة، والسابع والثلاثون بعد المائة، والفصل الثاني والأربعون بعد المائة، والفصل الثالث والستون بعد المائة، وفي الفصل الحادي والتسعين بعد المائة، وفي الفصل السادس بعد المائتين، والفصل الثاني عشر بعد المائتين.
يا إخوتنا ندعوكم بدعاء الله وإياكم: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ (المائدة: 15 - 16).
تبليغ الدعوة الإسلامية لسائر الأمم والشعوب
ليس للبشريه علاج لأدوائها المستعصية وأهوائها المستحكمة وتناحرها وتنافرها إلا في شريعة خاتم النبيين وإمام المرسلين؛ فهي الكفيلة بأن تقطع دابر هذا التناحر والأهواء من جذوره وتقضي عليه من أصوله وتأخذ بالإنسانية إلى الرشد الإلهي والهدي النبوي ﴿ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا﴾ (البقرة: 256).
تلك هي دعوة الله وجهها لعباده ورسالة محمد بن عبد الله بلّغها كما تلّقاها عن ربه لتكون النبراس والنور تأخذ بيد البشرية جمعاء إلى الحنيفية السمحة والمحجة البيضاء ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ (آل عمران: 64).
أجل لا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله، لا تحكم فيه الأقوياء على الضعفاء لا مُستعبِد ولا مُستعبَد، بل الكل إخوة يأخذ قويهم بيد ضعيفهم ويبذل غنيهم لفقيرهم ويمد إليه يد العون والعطاء لا تبعية ولا انتهازية ولا استعمار بل أخوة ومودة وإيثار.
هذه رسالة الله رسالة الإسلام تقبلناها معشر المسلمين عن طوع واختيار لا عن قسر وإجبار، وهي أمانة تحملناها، وسوف نُسأل عنها هل حفظناها وأديناها أم أهملناها وأضعناها، إن واجب كل فرد وكل جماعة وكل أمة بل واجب الدولة في الإسلام في إطار سياستها العامة أن تبلغ رسالة السماء للناس بيضاء نقية في كل مناسبة وفي كل اجتماع على أي مستوى كان في كل زمان وفي كل مكان.
﴿قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ (يوسف: 108).
هذه خواطر وسوانح في ذكرى المولد النبوي الشريف، وكل منها تستحق أن يكتب فيها وعنها أسفار وأسفار، ونسأل الله أن يتولانا برحمته وربنا المستعان.
موضوعات متعلقة
مشاهدة الكلعوامل النصر والتمكين في سيرة سيد المرسلين ﷺ (1) فقه التعامل مع السنن الإلهية والأخذ بالأسباب ودورهما في تحقيق النصر الإلهي
نشر في العدد 2183
25
الجمعة 01-سبتمبر-2023

الصحابة الكرام لا يُحبهم إلا مؤمن ولا يُبغضهم إلا منافق أو جاهل
نشر في العدد 2173
22
الثلاثاء 01-نوفمبر-2022

